"النجم الساطع" يضيء أوجاع السجون في كوريا الشمالية
أطلقت كوريا الشمالية سراح آلاف السجناء ضمن الاحتفال بالذكرى الثمانين لميلاد الزعيم السابق كيم جونغ إيل.
وذكر موقع صوت أمريكا أن إطلاق سراح السجناء من سجن كوري شمالي يعد سببًا لاحتفال النزيل وعائلته. لكن أحد سكان مقاطعة شمال هامجيونج قال للخدمة الكورية في إذاعة آسيا الحرة إن العديد من السجناء المفرج عنهم قبل يوم النجم الساطع قد عانوا بشدة لدرجة أنهم بدوا على وشك الموت.
يشتهر نظام السجون في كوريا الشمالية بالوحشية الشديدة. وقال سجناء سابقون فروا من البلاد إن السجناء يعانون من سوء التغذية ويعيشون في زنازين مزدحمة ويتعرضون للتعذيب والعمل الشاق.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته للحديث بحرية: "صُدم الجميع عندما شاهدوا المفرج عنهم بموجب العفو يعانون من سوء تغذية حاد وبالكاد يستطيعون المشي. وكان بعض السجناء غير قادرين على الحركة، لذلك اضطرت عائلاتهم إلى إعادتهم إلى منازلهم على محفات".
وبحسب المصدر، لم يشمل العفو المعارضين السياسيين أو المجرمين المدانين بجرائم مخدرات أو جرائم عنف مثل السرقة والقتل.
وأضاف المصدر أن أهالي السجناء كانت تحدوهم آمال كبيرة، وكانوا يتوقعون تخفيف العقوبة لمدة خمس سنوات، ولكن تم الإعلان عن خفض العقوبة لثلاث سنوات فقط، لذلك، سيتعين على العديد من السجناء الذين يتبقى لديهم أكثر من ثلاث سنوات إكمال ما تبقى من عقوباتهم قبل إطلاق سراحهم".
وقال: "تم إطلاق سراح ألف سجين من سجن هامهونج، من إجمالي 6000 سجين".
عاد السجناء إلى ديارهم من جميع السجون الرئيسية في البلاد، بما في ذلك مدن هامهونج وساريون وكاتشون، ومحافظة تشونغسان في مقاطعة بيونغان الجنوبية، غرب العاصمة بيونج يانج، وهو من سكان مقاطعة هوانغهاي الشمالية، جنوب العاصمة، بحسب إذاعة آسيا الحرة. .
وتصدرت سجينة تبلغ من العمر 18 عامًا عناويت الصحف عندما قالت بعد إطلاق سراحها من سجن ساريون إنها كانت المرة الأولى في حياتها التي تتناول فيها ثلاث وجبات يوميًا أثناء حبسها. وقال المصدر الثاني لإذاعة آسيا الحرة "لقد أعطوها ثلاث وجبات من الذرة على البخار".
وقال المصدر الثاني "لقد فقدت والديها في سن مبكرة وسُجنت بتهمة السرقة بعد أن عاشت متسولة مشردة في الشارع".
ويعد عيد ميلاد كيم جونغ إيل أحد أهم الأعياد في كوريا الشمالية ويعتبر إجازة عامة لقضاء المناسبة مع العائلات، وينتظر الموظفون هدايا مثل زيت الطعام أو أي أطعمة أو مشروبات أخرى من أصحاب العمل.
احتفالات أعياد الميلاد الماضية غالبا ما كانت تشهد تنظيم عرض عسكري تستعرض فيه الجنود وأنظمة الأسلحة الجديدة عبر ساحة بيونج يانج الرئيسية، لتعزيز الوحدة وترهيب منافسيها.
وحكم كيم جونغ إيل كوريا الشمالية في الفترة من 1994 حتى وفاته عام 2011، وخلفه بعد ذلك نجله الثالث والأصغر، الزعيم الحالي كيم جونغ أون.
وتوفي كيم جونغ إيل بنوبة قلبية في 17 ديسمبر/كانون الأول 2011 عن عمر يناهز 69 عاما بعد أن حكم البلاد لمدة 17 عاما في ظل دكتاتورية وحشية وقمعية.
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، بعد عشر سنوات من وفاته أُجبر الكوريون الشماليون على حداد لمدة 11 يوما، حيث لم يُسمح لهم بالضحك أو شرب الكحول.
وحكمت ثلاثة أجيال من عائلة كيم كوريا الشمالية منذ أن أسس كيم إيل سونغ الدولة في عام 1948. وعندما توفي كيم إيل سونغ في عام 1994، ورث ابنه الأكبر كيم جونغ إيل السلطة.
ويعتبر عيد ميلاد "النجم الساطع" كما يطلق على كيم جونج إيل، ثاني أكبر إجازة رسمية من حيث الأهمية خلال العام في كوريا الشمالية. فيما يعتبر عيد ميلاد "الشمس" كما يطلق على كيم إيل سونج، المؤسس الوطني والرئيس الخالد بالنسبة إلى الكوريين الشماليين، في شهر أبريل، الأكثر الأهمية.