فلاحون وعسكر.. "معركة الذرة" تشتعل في كوريا الشمالية
عوقب عدد من المزارعين الكوريين الشماليين بإرسالهم إلى معسكرات العمل لتخزينهم محصول الذرة المخصصة للدولة وسط نقص كبير في الإمدادات.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن مسؤولين في الحزب الكوري الشمالي الحاكم يقومون بتفتيش منازل المزارعين بحثا عن طعام مخفي بعد انخفاض إنتاج الذرة في الدولة الشيوعية بنحو 20 بالمائة عن المتوسط هذا العام بعد أن أدى وباء كوفيد إلى مقاطعتها الواردات الصينية من الأسمدة والوقود والآلات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدولة طالبت المزارعين بتقديم 60 بالمائة من محاصيلهم للحكومة، مع الاحتفاظ بـ 40 بالمائة فقط، وهو ما يكفي بالكاد للعيش.
وحاول عدد من المزارعين مواجهة أزمة نقص الغذاء التي تلوح في الأفق بخداع النظام وإخفاء الحبوب عن أعين مفتشي الحكومة.
وقال مصدر لإذاعة آسيا الحرة: "قبل أيام قليلة، ضبط خمسة مزارعين وهم يخبئون الذرة خلال عملية تفتيش غير متوقعة. وحُكم على كل منهم بالسجن خمسة أشهر في معسكر للعمل".
وعدَّد المقرر الخاص للأمم المتحدة والمعني بحالة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية توماس أوجيا كوينتانا مجموعة من التقارير المثيرة للقلق التي تلقاها في الفترة الأخيرة عن "نظام معسكرات للاعتقال" حيث يُحتجز آلاف المتهمين بارتكاب جرائم ضد الدولة "دون ضمانات لإجراءات قانونية سليمة أو محاكمات عادلة، مما يرقى إلى الاخفاء القسري،" حسب وصفه.
وأصدرت السلطات أوامر لمواطنين آخرين بالعمل في المزارع دون مقابل في محاولة لتفادي الأزمة التي تخشى السلطات أن تؤدي إلى مقتل الملايين.
وعقب العمل في الحقول طوال فترة الصباح، يخضع هؤلاء العمال للتفتيش الجسدي قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.
تشعر السلطات بالقلق من إخفاء العمال حبوب الأرز المعدة لإعادة توزيعها من قبل الدولة في ملابسهم.
بينما تكافح كوريا الشمالية أزمات الغذاء منذ عقود، تفاقم النقص الحالي في الإمدادات الغذائية بسبب قرار إغلاق الحدود وتعليق التجارة بسبب كوفيد.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير وتوقعت الأمم المتحدة مؤخرًا أن تواجه البلاد نقص 860 ألف طن من الغذاء هذا العام، أي ما يعادل استهلاك شهرين.
كما يقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن نحو 40 في المائة من السكان يعانون من نقص التغذية.
حذرت السلطات من أن النقص قد يستمر حتى عام 2025 وأمرت السكان بالبدء في زراعة طعامهم.
وقالوا إن الوضع قد يكون أسوأ من المجاعة التي ضربت البلاد بين عامي 1994 و1998 والتي أودت بحياة الملايين.
ومن المتوقع أن يحصل المزارعون على أغذية تكفي لمدة خمسة إلى ستة أشهر في العام المقبل، بينما سيحصل الجنود وغيرهم من المستفيدين على حصتهم الطبيعية الكاملة.
ويعمل غالبية الكوريين الشماليين في وظائف ثانية لزيادة رواتبهم الحكومية المنخفضة، لكن المزارعين لا يملكون الوقت للعمل في وظيفة إضافية، مما يجعلهم فقراء وجوعى.