كيم بمواجهة واشنطن وسول.. هل تتحقق «المعجزة» في 2024؟
هل يمكن تخيل حدوث تحسن في علاقات كوريا الشمالية مع كل من جارتها الجنوبية وأمريكا، لتتحقق المعجزة التي يستبعدها حتى الآن معظم الخبراء؟
بإجابة قاطعة أكد الخبراء أن الأمر مستبعد للغاية خصوصا في ظل توتر خيم على العلاقات طوال عام 2024، ويعتقد أن عدواه ستسري لسلفه الواقف على الأبواب.
- لمواجهة أمريكا.. كيم يأمر الجيش بتسريع الاستعدادات للحرب
- «جعة» بضمان الزعيم.. حل كيم السحري لـ«السمنة»
الباحث الأمريكي ديني روي، يرى أن هناك مدعاة ضئيلة، إن كان هناك مدعاة على الإطلاق، لتوقع حدوث انفراجة في علاقات بيونغ يانغ، سواء مع كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة في عام 2024.
وفي تحليل نشرته وكالة الأنباء الألمانية، يقول روي، وهو زميل بارز بمركز إيست – ويست البحثي في هونولولو، إن سياسة كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة ليست مهيأة للتوصل لاتفاق مناسب مع بيونغ يانغ.
وأشار روي إلى الصعود المتوقع لـ"يون سوك يول"، وهو محافظ متشدد نسبيا تجاه كوريا الشمالية وذو اتجاه ودي بالنسبة لواشنطن وطوكيو، والذي سيكون رئيسا لكوريا الجنوبية طوال العام المقبل.
وعلى خلاف الرئيس الأمريكي السابق، لا يميل جو بايدن إلى الاجتماع مع رئيس كوريا الشمالية بدون عمل تحضيري واسع النطاق، وتنازلات كبيرة متفق عليها مسبقا من جانب بيونغ يانغ.
وبحسب الخبير، فإنه سيكون من المنطقي بدرجة أكبر أن تنتظر كوريا الشمالية طوال عام 2024 على أمل أن يستعيد دونالد ترامب الرئاسة عام 2025.
ويعتبر أنه مع انقضاء عام 2023، ما زال العالم يتجه نحو ثنائية قطبية جيواستراتيجية. فاهتمام الصين وروسيا بمعاقبة سلوك بيونغ يانغ غير القانوني تدنى للغاية في الوقت الحالي.
ومن ناحية أخرى، يتابع الخبير، فإن الدول التي تعارض أي نظام عالمي تختلقه الولايات المتحدة، ومن بينها كوريا الشمالية وروسيا والصين، وإيران، تجد فرصا متزايدة للتعاون معا.
ففي اجتماع عام لحزب العمال الكوري عقد قبل أيام قليلة، دعا الزعيم كيم جونج أون إلى المزيد "من التعاون الاستراتيجي مع الدول المستقلة المناهضة للامبريالية".
أكثر تهديدا في 2024
يرى الخبير أنه في عام 2024، ستواصل كوريا الشمالية جعل نفسها تبدو أكثر تهديدا للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
وستزيد من إنتاج القنابل النووية، كما سيستمر إطلاق الصواريخ، وربما يصحبه اختبار تفجير نووي، لأن بيونغ يانغ تريد أن تؤدي نتائج التجارب إلى تحسين أداء أسلحتها.
ووفقا للالتزام باستراتيجية زمنية، ربما تحدد حكومة كوريا الشمالية موعد بعض اختبارات أسلحتها لتتزامن مع الانتخابات البرلمانية المقررة بكوريا الجنوبية في إبريل/ نيسان 2024 وانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، على أمل بث الخوف في قلوب أعدائها لدفعهم إلى التفاوض.
وأجرت كوريا الشمالية بالفعل اختبارات إطلاق صواريخ تعمل بالوقود الصلب يمكنها نظريا حمل عبوة نووية إلى كل أنحاء الولايات المتحدة.
وإذا أرادت بيونغ يانغ زيادة مستوى الصدمة، يمكنها إطلاق صاروخ طويل المدى يعبر مسارا أفقيا في معظمه بدلا من أن يكون عموديا في معظمه، ويسقط حمولته في قطاع بعيد من المحيط الهادىء، بحسب روي.
ولكن هذا سيكون خطيرا، لأنه يمكن أن يؤدي إلى قيام الولايات المتحدة وحلفائها بإسقاط أي صواريخ تجارب مستقبلية.
وبهذه الطريقة، يخلص الخبير إلى أن كوريا الشمالية ستظل غارقة في الدوامة السلبية للتوترات الجيوسياسية في العام المقبل، وستمضي قدما في توسيع وتنويع ترسانتها النووية.
وسيحدث كل ذلك في ضوء طموح كوريا الجنوبية لتحييد القدرة النووية لكوريا الشمالية، وخطتها لاغتيال كيم، واستمرار جهود الولايات المتحدة لتحسين دفاعاتها المضادة للصواريخ.
وبحسب روي، ستواصل كوريا الشمالية التعبير عن استعدادها لاستخدام أسلحتها النووية ضد واشنطن وسول وطوكيو، بينما ترى أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الحالة الراهنة من التوتر الشديد هو إلغاء العقوبات الاقتصادية.
وهناك أيضا طريق آخر وهو التفاوض للتوصل إلى اتفاق بشأن مراقبة الأسلحة يعترف بكوريا الشمالية كدولة أسلحة نووية دائمة، وفق روي.