«رسائل نارية» من كوريا الشمالية بسبب حاملة طائرات أمريكية

تهديد جديد أطلقته كوريا الشمالية ردًا على وصول حاملة طائرات أمريكية إلى جارتها الجنوبية.
التهديد جاء هذه المرة على لسان كيم يو جونغ، شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، حيث توعدت بإطلاق تحركات استفزازية لافتة، ردًا على وصول حاملة طائرات أمريكية إلى كوريا الجنوبية والأنشطة العسكرية الأمريكية الأخرى، التي وصفتها بـ"هستيريا المواجهة من قبل الولايات المتحدة وأتباعها".
ويعني تحذير كيم يو جونغ أن كوريا الشمالية قد تكثف أنشطتها في اختبار الأسلحة وستحافظ على موقفها العدائي تجاه الولايات المتحدة، رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه سيسعى للتواصل مع كيم جونغ أون لإحياء المباحثات بين البلدين، التي كان قد بدأها في فترته الرئاسية الأولى (2017–2021).
وفي بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية، اتهمت كيم يو جونغ الولايات المتحدة بأنها أظهرت "أشد أشكال العداء والمواجهة" تجاه كوريا الشمالية من خلال نشر حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس كارل فينسون" وأصول عسكرية قوية أخرى، إضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هذا العام.
وقالت شقيقة زعيم كوريا الشمالية إن بلادها تعتزم أيضًا "دراسة خيار زيادة الإجراءات التي تهدد أمن العدو على المستوى الاستراتيجي، ردًا على تحول نشر الأصول الاستراتيجية الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية إلى عادة خبيثة تؤثر سلبًا على أمن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".
ويشير بيانها إلى احتمال قيام كوريا الشمالية باختبار صواريخ قوية مصممة لضرب الولايات المتحدة أو القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وفقًا لمراقبين.
وفي المقابل، حذرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية من أنها مستعدة للتصدي لأي استفزازات كورية شمالية استنادًا إلى تحالف عسكري قوي مع الولايات المتحدة، ووصفت تحذير كيم يو جونغ بأنه "جدل مغلوط" يهدف إلى تبرير تطور بلادها النووي واستفزازاتها المستقبلية.
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أجرت بيونغ يانغ تجربتين صاروخيتين: الأولى في 26 يناير/كانون الثاني الماضي، حين اختبرت ما وصفتها بأنها "صواريخ كروز استراتيجية بحر-أرض"، والثانية يوم 26 فبراير/شباط الماضي بإطلاق "صاروخ كروز استراتيجي" في البحر الأصفر.
ورغم العقوبات الاقتصادية الخانقة التي ما زالت مفروضة عليها، أعلنت كوريا الشمالية نفسها قوة نووية "لا رجعة فيها" عام 2022.
وتبرر كوريا الشمالية سعيها للحصول على أسلحة نووية بردع تهديدات الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك كوريا الجنوبية.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب منذ انتهاء النزاع بينهما عام 1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام، وتدهورت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
وخلال ولايته الأولى، التقى ترامب وكيم 3 مرات، لكن واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.
ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية، وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة، ورفضت العروض الأمريكية لإجراء محادثات.
بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترامب في سنغافورة في يونيو/حزيران 2018، قال الرئيس الأمريكي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والزعيم الكوري الشمالي وقعا "في الحب".
لكنّ قمتهما الثانية في عام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.
وفي يوليو/تموز 2024، قال ترامب متحدثًا عن كيم: "أعتقد أنه يفتقدني"، و"من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية".
وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، قالت كوريا الشمالية إنه رغم أن ترامب حاول أن يعكس "العلاقات الشخصية الخاصة" بين رئيسَي البلدين، فإنه "لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري".
وأضافت: "أيا تكن الإدارة التي ستتولى السلطة في الولايات المتحدة، فإن المناخ السياسي المرتبك بسبب الاقتتال الداخلي بين المعسكرين لا يتغير، وبالتالي لا يهمنا هذا الأمر".
aXA6IDMuMTQ3LjQ0Ljc4IA== جزيرة ام اند امز