عبر الحدود «الملغومة».. جندي كوري شمالي يفر إلى الجنوب
فرّ جندي كوري شمالي، الأحد، إلى كوريا الجنوبية، في حادث نادر من نوعه، بعد عبوره الحدود العسكرية المزروعة بالألغام بين البلدين.
وقالت لجنة رؤساء أركان القوات المسلحة في كوريا الجنوبية، في بيان رسمي: «أوقف جيشنا جنديًا كوريًا شماليًا عبر خط التماس العسكري الأحد»، مضيفة أن «الجيش رصد الجندي قرب خط التماس وتعقبه وراقبه قبل تنفيذ عملية توقيفه بنجاح».
عبور محفوف بالمخاطر
يمر خط التماس العسكري في وسط المنطقة المنزوعة السلاح التي تمتد على طول 250 كيلومترًا، وتُعدّ من أكثر المناطق تحصينًا وزرعًا للألغام في العالم. وتشرف الكوريتان على هذه المنطقة بترتيبات أمنية معقّدة منذ توقيع اتفاق الهدنة عام 1953 الذي أنهى الحرب الكورية دون معاهدة سلام رسمية.
ويُعتبر اجتياز الحدود مباشرة عبر هذه المنطقة عملًا محفوفًا بالمخاطر، إذ تنتشر فيها أجهزة مراقبة إلكترونية وكاميرات حرارية وحواجز شائكة، إضافة إلى الدوريات العسكرية المستمرة من الجانبين.

حوادث سابقة
ورغم أن عشرات آلاف الكوريين الشماليين فرّوا إلى كوريا الجنوبية منذ نهاية الحرب، فإن معظمهم يسلكون طرقًا غير مباشرة عبر الصين، ومنها إلى دول ثالثة مثل لاوس وتايلاند ومونغوليا، قبل الوصول إلى الجنوب.
أما العبور المباشر عبر الحدود بين البلدين، فهو نادر للغاية بسبب خطورته الشديدة. وتعد هذه الحادثة الأولى منذ عدة أشهر، ما يثير تساؤلات حول الظروف الأمنية والمعيشية داخل كوريا الشمالية، لا سيما في ظل التقارير عن تشديد قبضة النظام على حدوده ومنع السفر غير الشرعي.
تحقيق واستجواب
وأكد الجيش الكوري الجنوبي أن السلطات المختصة فتحت تحقيقًا موسعًا لتحديد ملابسات الحادث وظروف فرار الجندي.
وبحسب الإجراءات المعمول بها في سيول، يتم عادة احتجاز الفارين الكوريين الشماليين في منشآت خاضعة لرقابة الاستخبارات لفترة تمتد لعدة أسابيع، لإجراء استجوابات أمنية وتحقق من الهوية والخلفية السياسية، قبل السماح لهم بالانتقال إلى مراكز إعادة التأهيل والاندماج في المجتمع الجنوبي.
تأتي هذه الواقعة في وقت تشهد فيه العلاقات بين الكوريتين توترًا متزايدًا بسبب التجارب الصاروخية المكثفة التي تجريها بيونغ يانغ، إلى جانب الخطاب العدائي المتبادل بين الجانبين.
ورغم العقوبات القاسية التي يفرضها النظام الكوري الشمالي على محاولات الهروب — والتي قد تصل إلى الإعدام أو السجن مدى الحياة — فإن ظاهرة الفرار لا تزال مستمرة، إذ تدفع الأوضاع الاقتصادية المتدهورة ونقص الغذاء والحريات المحدودة بعض الجنود والمواطنين إلى محاولة المغادرة بأي وسيلة.