سفن تتخفّى وتفكر.. كوريا الجنوبية ترفع سقف سباق التسلح البحري

تتسارع خطوات كوريا الجنوبية نحو تحديث قدراتها البحرية عبر مشروع متقدّم لتطوير سفن حربية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتعد الخطوة مؤشراً واضحاً على رغبة سول في ترسيخ موقعها كقوة بحرية إقليمية قادرة على مجاراة التطورات التكنولوجية والعسكرية في شرق آسيا.
ووفقاً لتقرير نشره موقع «نكست جين ديفنس»، تعمل شركة Hanwha Ocean الكورية على تصميم جيل جديد من السفن القتالية التي ستجمع بين خفة الهيكل، ومتانة البنية، والقدرة على التخفي الراداري، مع اعتماد منظومات ذكية قادرة على تحليل البيانات الميدانية واتخاذ قرارات تكتيكية في الزمن الحقيقي.
تصميم متطوّر وقدرات تخفٍّ عالية
وبحسب التسريبات، فإن هياكل هذه السفن ستُصنع بمواد مركّبة خفيفة الوزن تسهم في رفع السرعة وخفض استهلاك الوقود، مع المحافظة على درجة عالية من الصلابة لمواجهة الظروف القتالية القاسية.
كما ستتمتع السفن الجديدة ببصمة رادارية منخفضة تسمح لها بالتحرك في بيئات معادية من دون أن تُكتشف بسهولة، وهو ما يُعدّ أحد أهم عناصر التفوق في الحروب البحرية الحديثة.
وتؤكد الشركة أن المنصات الجديدة ستُجهَّز بترسانة متنوعة من الأسلحة تشمل صواريخ مضادة للسفن والطائرات، وأنظمة دفاعية قادرة على التعامل مع القذائف الموجَّهة والطائرات الانتحارية المسيّرة، وهي تهديدات باتت تشكّل تحدياً متزايداً للأساطيل البحرية حول العالم.
ذكاء اصطناعي في خدمة التكتيك البحري
الميزة الأبرز في هذه السفن، بحسب التقرير، تكمن في البرمجيات الذكية التي ستعتمد على الذكاء الاصطناعي لتنسيق عمليات المراقبة والاستهداف والتواصل بين مختلف أنظمة السفينة.
وسيسمح ذلك للطواقم بالتحكم في منظومات السفينة بسهولة أكبر وتقليل زمن الاستجابة في مواجهة التهديدات المفاجئة، إضافة إلى تخفيض الحاجة إلى العنصر البشري في بعض المهام التشغيلية الدقيقة.
كما ستُزوّد السفن بقدرات تحليل بيانات فورية يمكنها تقييم المواقف التكتيكية واقتراح قرارات ميدانية أوتوماتيكية، وهو تطور يعكس توجهاً عالمياً نحو إدخال الذكاء الاصطناعي في ميدان القتال البحري، حيث الدقة والسرعة عاملان حاسمان في تحديد نتيجة الاشتباك.
سباق التسلح البحري في آسيا
ويرى محللون عسكريون في سول أن المشروع يأتي في إطار سباق تسلح بحري متصاعد بين قوى المنطقة، خاصة مع تسارع برامج التحديث العسكري في الصين واليابان، إضافة إلى تعزيز الوجود البحري الأمريكي في المحيط الهادئ.
وتسعى كوريا الجنوبية إلى تطوير أسطول حديث قادر على حماية خطوطها البحرية الحيوية والتصدي لأي تهديد محتمل في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها الإقليمي.
وقال رئيس شركة «Hanwha Ocean» إن بلاده بحاجة إلى «منصة بحرية جديدة لمواجهة التحديات المتغيرة في بيئة أمنية عالمية معقدة»، مضيفاً أن السفن الجديدة ستوفّر أيضاً بيئة عمل مريحة للطواقم خلال المهام الطويلة، وهو جانب غالباً ما يُغفل في التصميمات القتالية التقليدية.
خطوة نحو «الأسطول الذكي»
يمثّل هذا المشروع جزءاً من رؤية كوريا الجنوبية لبناء أسطول ذكي يعتمد على الدمج بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة، ويستخدم الذكاء الاصطناعي والتحكم عن بُعد في العمليات القتالية والمراقبة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الاعتماد العالمي على التقنيات الذكية في الدفاع، من الطائرات المسيرة إلى المركبات الأرضية غير المأهولة، ما يجعل المجال البحري آخر ساحات السباق التكنولوجي بين القوى الكبرى.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg
جزيرة ام اند امز