فنلندا تطلب هدية غريبة في مئوية استقلالها.. والنرويج ترفض
فنلندا تطلب هدية غريبة للغاية بمناسبة الاحتفالات بالذكرى المئوية لاستقلالها، لكن النرويج رفضت تقديم الهدية.. ما الحكاية؟
بعد أشهر من المداولات، رفضت النرويج منح قمة جبل هدية لفنلندا بمناسبة الاحتفالات بالذكرى المئوية لاستقلالها عن روسيا، في قرار من شأنه أن يخيب آمال الكثير من النشطاء الذي كانوا يعملون على تلك الحملة.
ورفضت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج اقتراحًا قدمه نرويجيون يعيشون على حدود الدولتين، التي تفصل منطقة جبل "هلتي"، بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ويقع معظم الجبل بالفعل داخل الأراضي الفنلندية، وتحريك الحدود بضع مئات من الأقدام (عشرات الأمتار) إلى الشمال الشرقي من شأنه أن يغير الوصاية على القمة الجبلية التي يبلغ ارتفاعها 4478 قدمًا (1.37 كلم).
وهذا التغيير الذي سيحدث فارقًا طفيفًا -يقول منظمو الحملة إنه لا يذكر- بالنسبة للنرويج، التي لديها عدد لا يحصى من جبال القطب الشمالي أعلى ارتفاعا، بعضها يضاعفه ارتفاعا.
غير أنه في الوقت نفسه، سوف يجعل هذا التغيير قمة جبل "هلتي" أعلى نقطة في فنلندا، متقدما على أعلى نقطة حالية، على مسافة قصيرة أسفل الجبل.
وفي رسالة إلى وجهتها رئيسة بلدية كافجورد، رحبت رئيسة وزراء النرويج سولبرج بالفكرة كدليل على العلاقات القوية عبر الحدود، لكنها قالت إن تغيير حدود النرويج سيكون مثيرا للجدل للغاية من الناحية القانونية.
وأضافت: "هذا الاقتراح الإبداعي تلقت ردًا ايجابيًا للغاية من الجمهور"، في إشارة إلى أكثر من 17 ألف مؤيد على مجموعة "فيسبوك" يدعون إلى هذه الخطوة.
وتابعت رئيسة الوزراء: "أنا أرحب بهذا وأنا أرى علامة واضحة على أن النرويج وفنلندا تربطهما علاقة وثيقة"، مضيفة أن "تغيير الحدود بين الدول يسبب الكثير من المشكلات القضائية التي يمكن أن تؤثر، على سبيل المثال، في الدستور".
وتنص المادة الأولى من الدستور النرويجي على أن مملكة النرويج "غير قابلة للتجزئة ولا يمكن المساس بها".
ومضت سولبرح قائلة: "سوف نفكر في هدية أخرى تليق بالاحتفال بمناسبة المئويةالفنلندية"
وتعود فكرة إهداء الجبل إلى عام 1972 عبى يد بيورن جير هارسون، وهو موظف متقاعد في هيئة الخرائط النرويجية، يبلغ الآن من العمر 76 عاما.
واعتبر هارسون، الذي كان يقوم بطلعات جوية عبر الحدود آنذاك، أنه "غير منطقي من الناحية الجيوفيزيائية"، أن الخط الحدودي المستقيم الذي يفصل النرويج وفنلندا، ورسم في منتصف القرن الـ18، يعطي معظم جبل "هلتي" للفنلنديين، باستثناء القمة إلى النرويج.
وقال في تصريحات صحفية العام الماضي: "نحن لن نضطر إلى التخلي عن أي جزء من النرويج، وسيكون بالكاد ملحوظًا، وأنا متأكد من أن الفنلنديين سيقدرون كثيرًا الحصول عليه".
وبينما ما زال هناك بعض الوقت قبل احتفال فنلندا بالذكرى المئوية لاستقلالها عن روسيا في 6 ديسمبر/كانون الأول 1917، لم يفقد أنصار الحملة الأمل حتى الآن.
aXA6IDMuMTQ0LjIyNy4zIA== جزيرة ام اند امز