لقد كانت دولة الإمارات معنا قلباً وقالباً في كل خطوة من مناسك الحج، ليس هذا فحسب؛ بل إن سمعة الإمارات وأبنائها كان لها النصيب الوافر
كالحلم بدأت أستجمع الساعات والدقائق الماضية لحجّي هذه السنة وأنا أتذكر كل دقيقة مررت بها بداية من مطار أبوظبي والذي قام مشكوراً بفتح صالات مغادرة خاصة لحجاج بعثة دولة الإمارات العربية المتحدة، تضم ممثلين عن مختلف الجهات الحكومية التي وزعت علينا بعض الهدايا والمطبوعات قبل مغادرتنا الدولة، ومع وصولنا إلى أرض مطار جدة كان في استقبالنا وفد دبلوماسي من دولة الإمارات العربية المتحدة وبمتابعة مباشرة من سعادة القنصل شخصياً، تم تسهيل إجراءات الدخول للمملكة العربية السعودية بخدمات لا تقل عن التي تقدم لكبار الشخصيات والأعيان، وبعدها بدأت مسيرتنا بمناسك الحج بحيث ابتدأنا بالمبيت بمنى بعد العمرة والتي تم تخصيصها من قبل البعثة الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان باستقبالنا سعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف بكل حفاوة واستقبال، وتم توزيعنا على سكناتنا والتي هي بلا مجاملة الأفضل على مستوى جميع الوفود والبعثات من حيث التنظيم والترتيب ووجود جميع لوازم الرفاهية، ليس هذا فحسب؛ بل كان هناك طاقم كبير من الأطباء الإماراتيين والوعاظ مع توفر خدمات عالية المستوى لا يوجد لها مثيل، ولا أستطيع أن أصف لكم شعور الجميع بالأمن والأمان وحفاوة الاستقبال بداية من تسجيل دخولنا عن طريق أنظمة متطورة وبطاقات إرشادية وبصمة رقمية لكل حاج تسهل معرفة جميع تفاصيل الحاج وتزيد من كفاءة استمرارية الأعمال والتنظيم الخاص بالمناسك، كما ازدانت الممرات باللوحات الجميلة والخاصة بمناسك الحج من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأقوال مأثورة، كما توفر في كل عربات المشروبات والوجبات الخفيفة، ناهيك عن وجبات الطعام اليومية التي لا يقل وصفها عن الـ5 نجوم وبالأخص طريقة التقديم والتجهيز.
لقد كانت دولة الإمارات معنا قلباً وقالباً في كل خطوة من مناسك الحج، ليس هذا فحسب؛ بل إن سمعة الإمارات وأبنائها كان لها النصيب الوافر من مشاعر الحب الذي يتبادله جميع الحجاج معنا بمجرد معرفتهم بأننا من أبناء زايد فيبادروننا بالتحية والسلام
وبعد قضاء ليلتنا في منى تم تفويج الحجيج بواسطة قطار المشاعر والذي لا يبعد عن موقع البعثة سوى بضع خطوات، وكان في انتظارنا هنالك في عرفة مخيمات مكيفة تم تجهيزها أيضاً بأعلى المعايير الدولية، ولم تغفل أعين بعثة دولة الإمارات عن حجاجها بحيث كانت دائماً وأبداً معنا بالرشد والوعظ وتلبية كل الطلبات، ولمس الجميع كيف أن تجهيزاتهم كانت هائلة لدرجة أننا كنا في أعلى درجات الرفاهية من حيث المواصلات والتفويج والتحرك، ومن بعد صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً اتباعا لسنة سيدنا محمد خير البشر رفع الحجاج أيديهم بالدعاء إلى المولى عز وجل، فوالله إنني كلما مررت بشخص كان من بين دعائه الدعاء لولاة أمورنا، وأكاد أجزم بأن حجاج الإمارات جميعاً دعوا بمثل هذا الدعاء طول فترة الحج.
لقد كانت دولة الإمارات معنا قلباً وقالباً في كل خطوة من مناسك الحج، ليس هذا فحسب؛ بل إن سمعة الإمارات وأبنائها كان لها النصيب الوافر من مشاعر الحب الذي يتبادله جميع الحجاج معنا بمجرد معرفتهم بأننا من أبناء زايد فيبادروننا بالتحية والسلام، وهذا الأمن والأمان الذي شعر به الحجيج في الأراضي المقدسة كان بفضل من الله تعالى والإشراف المباشر والمتواصل من القيادة السعودية ومن ثم جهود رجال الأمن في المملكة الذين كانت جهودهم جبّارة بشهادة الجميع.
وبعد إتمام شعيرة الوقوف بعرفة ومع حلول وقت المغرب تحرك الحجاج جميعهم من عرفات إلى مزدلفة كانت هنالك أيضاً تجهيزات أخرى لنا من قبل البعثة والتي كانت بفضل من رب العالمين ثم بمتابعة ولاة أمورنا وبجهود الرجال المخلصين من بعثة دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سعادة الدكتور محمد مطر الكعبي شخصياً وباقي الممثلين من لجان تنظيم الحج، على أعلى مستويات الراحة والنظافة، ولا ننسى هنا أن نشيد بالأخلاق التي يتحلى بها "عيال زايد" والطاقة الإيجابية والسعادة التي ينشرونها في كل خطوة في الأراضي المقدسة، ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى قيادتنا الرشيدة وجميع القائمين على بعثة دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل عام وأنتم بخير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة