حريق نوتردام.. مخاوف بشأن مصير كنوز الكاتدرائية
فيما تتواصل عمليات الإنقاذ لكاتدرائية نوتردام، فإن مصير كثير من القطع الأثرية لا يزال غير واضح.
مساء الإثنين، مع اشتعال النيران بكاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية، سارع رجال الإطفاء لإنقاذ محتوياتها الثمينة.
الكاتدرائية ذات الـ850 عامًا تضم قطعًا أثرية ومعمارية لا تقدر بثمن إلى جانب الآلات الموسيقية والتماثيل والقطع الأثرية الدينية والمشغولات الخشبية، ونشر وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر صورة لعملية إخلاء الكاتدرائية، وقالت عمدة باريس آن هيدالجو إن كثيرا من الأعمال الفنية والقطع الأثرية الدينية تم إنقاذها.
- ماكرون: حريق كاتدرائية "نوتردام" مأساة مروعة وسنعيد بناءها
- بالصور.. ملامح الصدمة والحزن تنتاب الفرنسيين بعد حريق "نوتردام"
لكن فيما تتواصل عمليات الإنقاذ، فإن مصير كثير من القطع الأثرية لايزال غير واضح، وفي هذا الشأن أعدت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرًا توضح فيه القطع التي تم إنقاذها، والأخرى التي لم يحدد مصيرها بعد.
- التاج المقدس
الذخيرة الأهم التي تحويها نوتردام هي إكليل الشوك الذي وضع على جبين المسيح قبيل صلبه بحسب المعتقدات المسيحية. وهو مؤلف من "دائرة مصنوعة من النبات مجموعة على شكل حزم مربوطة بخيوط ذهب قطرها 21 سنتمترا كان عليها الشوك" على ما جاء في موقع الكاتدرائية.
يعد التاج المقدس أو إكليل الشوك من القطع الثمينة بكاتدرائية نوتردام، وهو من بين القطع التي تم إنقاذها من الحريق، ترجع أصول التاج إلى مدينة القدس، حيث منح إلى الملك لويس التاسع عام 1238، الذي بنى مصلى "سانت شابيل" في باريس خصيصًا من أجله، ثم نقل لاحقًا إلى كاتدرائية نوتردام.
- سترة القديس لويس
سترة القديس لويس هي سترة كتانية من القرن الـ13 كانت من ضمن القطع التي تم إنقاذها، يقال إنها تنتمي للملك لويس، الملك الفرنسي الوحيد الذي أصبح قديسا.
بعد تتويجه ملكا عام 1226، شارك لويس في الحملة الصليبية السابعة ومات خلال الحملة الثامنة عام 1270، وأعلن قديسا بعد وفاته في 1297، واقتنى أيضا التاج المقدس.
- نافذة الورد الشمالية
طبقًا للصحفي الفرنسي لوران فالديجي، فإن إحدى النوافذ الزجاجية الملونة لم يطالها ضرر.
وبالنسبة للقطع التي لم يتضح مصيرها بعد، فهناك منحوتة "النزول من على الصليب" لنيكولاس كوستو، وتعتبر قطعة بالغة الأهمية وتوجد بالمذبح الرئيسي للكاتدرائية، وتوضح الصور الأولية أن معظم أجزاء المنحوتة سالمة، لكن لم تؤكد حالتها.
أما نافذة الورد الغربية والجنوبية، فهناك تقارير متضاربة بشأنها، النافذة الغربية أصغر حجما من النوافذ الأخرى، وبنيت أولًا عام 1225، أما النافذة الجنوبية أكبر وبنيت في 1260 تقريبًا.
- الأرغن الكبير
تضم الكاتدرائية 3 آلات أرغن أهمها الأرغن الكبير المؤلف من 5 لوحات مفاتيح و109 أوتار وحوالى ثمانية آلاف أنبوب.
وقد بني اعتبارا من القرن الخامس عشر وتوسع تدريجا ليصل إلى حجمه الراهن في القرن الثامن عشر. وهو لم يصب بأي ضرر خلال الثورة الفرنسية "بفضل تأدية أغان وطنية على الأرجح" على ما يفيد موقع الكاتدرائية.
وفيما يتعلق بالصليب الحقيقي والمسمار المقدس إلى جانب التاج المقدس، فكانت كاتدرائية نوتردام تضم قطعة مزعومة من الصليب الحقيقي –الذي صلب عليه المسيح– والمسمار الأصلي الذي تم استخدامه في الصلب، ومن غير الواضح إن تم إنقاذ تلك القطع بجانب التاج أم لا.
- 37 تمثالا للعذراء مريم
في خورس الكاتدرائية تمثال مادونا والطفل الأيقوني، فيصور مريم العذراء والمسيح، وأنشئ في القرن الـ14، ونقل إلى نوتردام عام 1818، وغير معروف مصيره بعد، وهو أشهر التماثيل ال37 لها في الكاتدرائية.
ووراء المذبح تمثال ضخم للنحات نيكولا كوتو بطلب من الملك لويس الرابع عشر. وقد انجز التمثال بين العامين 1712 و1728 وهو يمثل العذراء الباكية حاضنة جثمان المسيح بعد انزاله عن الصليب.
والخميس الماضي نقل 16 تمثالا نحاسيا تمثل الرسل الإثني عشر والإنجليين الأربعة من البرج المستدق لترميمها فافلتت من الحريق.
- لوحات
بين العامين 1630 و1707 كانت جمعية صاغة باريس تقدم لوحة للكاتدرائية في الأول من مايو/أيار. ومن أصل 76 من هذه اللوحات الكبيرة، تعرض 13 في المذابح المختلفة داخل الكاتدرائية.
وقد علقت على الجدار الغربي لمذبح القديس غيوم إحدى أجمل لوحات الكاتدرائية "زيارة القديسة مريم" لجان جوفونيه (1716) وهي تحفة فنية عائدة للقرن الثامن عشر.
- جرس بوردون
يؤوي البرج الجنوبي أكبر جرس في نوتردام المعروف باسم "بوردون". ويستخدم هذا الجرس في الأعياد الكاثوليكية الرئيسية وخلال الأحداث الكبيرة.
وقد صنع هذا الجرس قبل أكثر من 300 سنة ويبلغ وزنه 13 طنًّا فيما يصل وزن ضرابته إلى 500 كيلوجرام. وأعيد تشكيله عام 1681، ولم يعرف مصيره أيضًا.
أيضًا هناك قطع أثرية أخرى لم يحدد مصيرها، وهي "تمثال القديس دنيس" المنحوتة التي ترجع للقرن الـ18 لنيكولاس كوستو، إلى جانب لوحة القديس توما الأكويني من القرن الـ17، التي تم تقديمها للكاتدرائية عام 1974، وهي تصور القديس والناس يشربون من ينبوع الحكمة.