نور الشريف وعادل إمام.. قصة صداقة ولدت في «قصر الشوق»

يحتل الفنان المصري نور الشريف موقعا بارزا على خريطة السينما العربية، فهو الفنان الأكاديمي الذي منحته الفطرة إحساسا صادقا أمام الكاميرا، وعبر سنوات طويلة في عالم الشهرة والأضواء جسد أدوارا كثيرة.

لم يتوقف طموح نور الشريف عند حدود الممثل، إذ خاض تجربة الإخراج والإنتاج والكتابة أيضا، كان الرجل أشبه بنهر للإبداع متعدد الروافد.

في 11 أغسطس/ آب 2015، رحل "مارد الجبل" عن عالمنا، تاركا خلفه إرثا فنيا فريدا، وذكريات لا تنسى.

سر انهيار عادل إمام في جنازة نور الشريف

جماهير حاشدة، شاركت في تشييع جثمان الفنان نور الشريف، إلا أن عدسات الكاميرات، توقفت كثيرا أمام عادل إمام زعيم الكوميديا الذي بكى كثيرا في هذا اليوم، وكسرت نظارته وهو يحاول إلقاء نظرة وداع على جثمان صديق عمره.

تغيرت حياة نور الشريف بسبب عادل إمام، حيث تعرف "نور" على الفنان الكبير سعد أردش أثناء الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهو الذي رشحه للمشاركة في بطولة مسرحية "الشوارع الخلفية" بعدها شارك في مسرحية "روميو وجوليت" للمخرج كمال عيد.

وبالصدفة ذهب الزعيم عادل إمام لمشاهدة مسرحية "روميو وجوليت"، واستوقفه أداء نور الشريف ولذا رشحه للمخرج حسن الإمام الذي كان يبحث عن وجه جديد لفيلم "قصر الشوق" الذي تم إنتاجه عام 1966.

وعن هذه الفترة يقول نور الشريف، ولدت نجما على شاشة السينما بفضل عادل إمام، مضت الأيام وتعاقبت السنوات، ولم يسقط تصرف الزعيم النبيل، من ذاكرة نور الشريف، كان يعتبره صاحب الفضل في انتقاله للعمل بالسينما.

بصمات خالدة في مشوار "آخر الرجال المحترمين"

تألق نور الشريف على شاشة السينما، وتوهج في التلفزيون وعلى خشبة المسرح، وفي قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية يوجد له 7 أفلام، كان لا يحب الاستسهال في العمل، ومؤمن بسينما الهم الاجتماعي.

ومن أهم أفلامه "سواق الأتوبيس، ليلة ساخنة، الصرخة، آخر الرجال المحترمين، مسجون ترانزيت، بئر الحرمان، لا تبكي ياحبيب العمر".

كما خطف الأنظار بمجموعة مهمة من المسلسلات منها "لن أعيش في جلباب أبي، عمر بن عبدالعزيز، هارون الرشيد، الدالي".

وعندما نتأمل سجله الفني، يتبين أنه يحتوي على 11 مسرحية أهمها "يا مسافر وحدك، يا غولة عينك حمرا، كنت فين يا علي".

الأيام الأخيرة

كان من بين أحلام نور الشريف، حلم تكوين بيت وعائلة، فتزوج من الفنانة بوسي بعد قصة حب رائعة، وأثمرت هذه الزيجة عن إنجاب بنتين هما "سارة ومي".

ولم تمض الحياة هادئة كما تمنى، إذ انفصل عن بوسي لأسباب غير معروفة، ولأن علاقة الحب بينهما كانت قوية عادت له عندما هاجمه المرض الخبيث، ورافقته مثل ظله داخل مصر وخارجها أملا في أن يهتدي طائر الشفاء إلى جسده، لكن في 11 أغسطس/ آب 2015 انتصر سرطان الرئة على "مارد الجبل" وكتب نهايته.