المصرية نور النمر مصممة الأزياء لمرضى السرطان: الفرحة علاجهم
تصميمات "نور"، خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أسعدت قلوب الأطفال المصابين بالسرطان، لأنها تحمل كلمات يعشقها المرضى الصغار.
استغلت الشابة المصرية نور النمر، موهبتها لمصلحة العمل الخيري، إذ عاشت فترة كبيرة داخل مستشفى سرطان الأطفال في مصر، لتتعرف من الممرضات إلى أكثر الكلمات والعبارات التي تدخل البهجة والسرور على قلوب المرضى الصغار، وتكتبها على الأزياء الفريدة المصممة بأيديها، كي يرتديها في النهاية العاملات بالمستشفى.
نور النمر، فتاة مصرية ابنة الـ22 عاماً، خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، تقول إن تصميماتها التي نفذتها للأطفال المصابين بالسرطان، يعد عملاً خيرياً هدفه الأول والأخير إسعاد قلوب الصغار وتخفيف آلامهم وتحويل وجوههم الحزينة متعبة الملامح، بسبب الجرعات العلاجية القاسية إلى ابتسامات وسعادة تملأ العيون.
تروي نور قصتها مع المرضى الصغار، وتكشف خلال حوارها لـ"العين الإخبارية" عن أهم التصميمات التي خصصتها للأطفال داخل مستشفى السرطان 57357، واختيار الكلمات المكتوبة على التصميمات، وغيرها الكثير خلال الحوار التالي..
تعلمت تصميم الأزياء بمفردك أم من خلال ورش متخصصة؟
منذ طفولتي وأنا أعشق التصميم، وكنت حريصة على مشاهدة العديد من عروض الأزياء سواء في مصر أو الخارج، ويوماً وراء الآخر شعرت أن موهبتي تنمو بالفطرة دون أن أتعلم على يد أحد أو أحضر إلى ورش متخصصة في هذا المجال، فكل ما فعلته فقط أنني قمت بعدة تجارب فردية. في بداية الأمر كنت أرى أن التصميم الذي أنفذه يحتاج إلى تعديلات، ومع مرور الوقت اكتشفت أنني أتحسن بسرعة وأستطيع أن أصمم أزياء للآخرين، ولكن مشواري في الدراسة كان يشغلني كثيراً خصوصاً أن أسرتي تحفزني على طريق تعليمي متميز، وبالفعل اجتازت صعوبات الدراسة والتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إحدى كليات القمة في مصر.
من صاحب فكرة تصميم أزياء مرضى السرطان؟
منذ التحاقي بالجامعة وشعوري بأن تصميماتي تحسنت وأتمنى تقديم موهبتي في عمل خيري، وذات يوم أثناء زيارتي إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357، علمت أن إدارة المستشفي تريد تصميم زي جديد للممرضات التى تتعامل يومياً مع المرضى الصغار، وتم الاتفاق بيننا على الزي الجديد، وبدأت في وضع خطة عمل مختلفة حتى أنفذ تصميماً مميزاً يكون بسيطاً سواء القماش أو الكلمات المكتوبة عليه، وفي الوقت نفسه يكون مريحاً للأعصاب ومبهجاً لقلوب الصغار.
من اختار الكلمات المكتوبة على التصميمات؟
الأطفال هم من اختاروا الكلمات التي كتبت على تصميماتي، فبعد الاتفاق مع إدارة المستشفى على تنفيذ التصميمات، بدأت التردد على المستشفى كثيراً حتى أتمكن من الجلوس مع الصغار، وأتعرف منهم على الكلمات التي تسعدهم وتجعلهم فرحين ومقاومين لشدة ألم المرض اللعين، وكانت أبرز هذه الكلمات التي سجلتها "إحنا معاك.. بكرة أحلى.. كل يوم جديد.. اضحك.. بنحبك.. أنت سوبرمان، أنت أميرة، أتحدى أي صعب"، وبعد ذلك نفذت التصميمات وتم اعتمادها بشكل رسمي من قبل إدارة المستشفى، وارتدتها الممرضات وأصبح الأمر مبهجاً للجميع، المرضى الصغار وذووهم، مما جعلني فخورة بعملي الذى قطعت وقتاً طويلاً من أجل تنفيذه، وأيقنت أن الفرحة تعد جزءاً كبيراً من علاج هؤلاء الأبرياء.
لماذا وقع الاختيار على الممرضات لترتدي تصميماتك؟
لأنهن من يجلس مع الأطفال أكثر من أي شخص، سواء كان أولئك الأطفال مقيمين في المستشفى أو يتلقون العلاج في أوقات محددة. قبل تصميمي للزي الجديد لمستشفى 57357، وأنا أفكر كثيراً في الفئة التي تتعامل معهم كثيراً وبشكل يومي، ولم أجد أمامي إلا الممرضات، لذا وقع الاختيار عليهن، وبالفعل بعد فترة بسيطة من تنفيذ فكرتي على أرض الواقع داخل المستشفى تلقيت ردود أفعال إيجابية على هذا الأمر، سواء من الممرضات اللاتي شعرن بتحسن كبير في الحالة النفسية للأطفال أو ذويهم، فالكلمات التى كتبت على الأزياء كان لها مفعول السحر في تغيير حالة الصغار للأفضل.
هل تفكرين في توسيع فكرتك مستقبلا؟
العمل الخيري الذي قمت به داخل مستشفى السرطان 57357 جعلني أشعر بأن داخلي طاقة إيجابية تشتعل وتزداد يوماً تلو الآخر، فأنا أتمنى تقديم تصميمات خيرية لعدة مستشفيات مصرية ومرضى آخرين، ولكن خلال التوقيت الحالي لا توجد تصميمات أخرى سوى ما قدمته لمستشفى الأطفال 57357.