نور العيسوي.. أول وكيلة لاعبين مصرية.. اكتشفت بواليا وتحلم بالبريميرليج
اقتحمن بجدهن وصبرهن كل الأعمال، حتى التي كانت لوقت قريب مقصورة على الرجال، مثل كرة القدم، لعبا أو إدارة أو بيعا وشراء.
"العين الرياضية" التقت بالمصرية نور العيسوي، لاعبة كرة القدم السابقة، والتي باتت أشهر وكيلة لاعبين في بلادها، وربما في العالم العربي بأجمعه.
العيسوي روت مقتطفات من مسيرتها القصيرة مع مهنة المتاعب، وتحدثت عن أطرف المواقف والصعوبات التي تعرضت لها، منذ تركت لعبة كرة القدم، بعد إصابة قاسية.
وكيلة لاعبين بالصدفة
نور العيسوي صاحبة الـ22 عاما، قالت إنها أول وكيلة لاعبين في الوطن العربي، وإن الأمر كان مجرد صدفة بحتة، فبعد اعتزالها كرة القدم تعرفت على أحد اللاعبين الأجانب الذي كان لديه مشكلة كبيرة في مصر، وساعدته بعلاقاتها في الانضمام لأحد الأندية، ليرشحها لزملائه للتوقيع معها.
وتقول عن ذلك: "وجدت اتصالات كثيرة، فنصحني والدي رحمه الله بدراسة المهنة والتقدم فيها".
ورغم أنها تدرس بقسم التسويق في كلية الإعلام بجامعة الشروق المصرية، فإنها قررت دراسة مهنة وكلاء اللاعبين، وتقول عن ذلك: "خضت اختبارات في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وحصلت على الاعتماد اللازم، وأصبحت وكيلة لاعبين معتمدة".
وتضيف: "كلاعبة كرة قدم سابقة، أمتلك العين الخبيرة لانتقاء اللاعبين، وهو ما ساعدني في انطلاقتي، حيث اكتسبت ثقة الأندية بكفاءة وجودة اللاعبين الذين تم التعاقد معهم من خلالي".
صفقة والتر بواليا
وتقول نور إنها باتت وكيلة لعدد كبير من اللاعبين العرب والأجانب، من بينهم عمرو رضا لاعب الشارقة الإماراتي السابق وأسوان الحالي، ومحمد طارق لاعب الأهلي، وعلي سالم لاعب وولفورت النمساوي، وعبدالله بيكا لاعب نادي زد المصري، وخيري خوخا لاعب بورتو البرتغالي، وعمرو مرعي لاعب بيراميدز المصري، ومحمود حسن لاعب الزمالك، وأديلي لاعب المريخ السوداني.
ومن أبرز الصفقات التي عملت عليها الكونغولي والتر بواليا مهاجم الجونة السابق، والذي انتقل الشتاء الماضي إلى الأهلي بعدما تصدر جدول ترتيب هدافي الدوري المصري حينها.
وتقول نور: "تم الاعتراض على بواليا فور قدومه إلى مصر، بعدما قمت باكتشافه، لم يكن يلعب سوى 7 أو 8 دقائق في نهاية كل مباراة، لكن المدرب الجديد للجونة حينها رضا شحاتة منحه الفرصة ليصبح هدافا للدوري في جولاته الأولى قبل الانتقال للأهلي".
لاحقا، لم تصبح نور وكيلة للاعب الكونغولي، بسبب أزمة بينها وبينه، حيث كان قريبا من بيراميدز قبل مفاجأتها بالتوقيع للأهلي، بحسب قولها.
مواقف وطرائف
وتحكي نور العيسوي عن الصعوبات التي تواجهها، قائلة: "هذه السوق يحتكرها الرجال خاصة في الوطن العربي، كان من الصعب الدخول فيها، وأيضا غير مفهوم في المجتمع أن تجد فتاة تعمل كوكيلة لاعبين".
"العمر ليس له ارتباط بعقل الإنسان أو هدفه وطموحه"، هذا ما تؤمن به نور، التي لم يغب حلمها، رغم اعتزالها المبكر لكرة القدم، إثر إصابتها بقطع في الرباط الصليبي، في عام 2019.
وبدأت نور مسيرتها كلاعبة في نادي الطيران المصري، ثم انتقلت لنادي كازابلانكا، حيث كانت تعيش رفقة والدتها المغربية، وعادت لنادي رويال قبل الانتقال لوادي دجلة الذي تألقت معه، وانضمت لمنتخب مصر.
وتقول العيسوي إن من أبرز الصعوبات التي تواجهها، العنصرية والغيرة من بعض الوكلاء الرجال، فضلا عن كثرة الترحال، فرغم قصر الفترة التي عملت فيها كوكيلة لاعبين فإنها سافرت إلى السنغال ونيجيريا والإمارات والسعودية وسويسرا.
وتغلبت نور على الصعوبات التي تتعلق بالانتقال لرؤية وتتبع المواهب في أفريقيا، بتدريب مساعدين لها في عدة بلدان، ووضع عناصر أساسية يجب وجودها في اللاعب، على أن يقوموا بدور الكشافين وترشيح المواهب لها، قبل الخطوة الأخيرة.
وتقول إن اللغة من الصعاب التي يجب أن تتغلب عليها، نظرا لخطورة الاتفاقات بينها وبين وكلائها، لذا تجيد 4 لغات غير العربية، هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية، فضلا عن الـ"يوربا" التي تستخدمها بعض البلدان الأفريقية.
وعن أطرف وأصعب المواقف تقول: "كنت وكيلة لأحد اللاعبين، الذي اتفق مع ناد عربي، وعند مقابلة رئيس النادي فوجئ بأن نور العيسوي فتاة وليست رجلا، نظرا لأن الاسم يحمل المعنيين".
وتابعت: "باعتباري أنثى فإن هذا لا يروق لبعض مسؤولي الأندية، على عكس اللاعبين الذين يجدون الراحة في التعامل معي، وكانت هناك إحدى الصفقات الضخمة التي رفض أحد الأندية المصرية إتمامها بعد معرفته بأن الوكيلة أنثى".
نور العيسوي ترى في الإيطالي مينو رايولا، وكيل اللاعبين الأشهر في العالم، مثلا أعلى لها، وتحلم بالوصول للدوري الإنجليزي، وعمل صفقات ضخمة هناك، لكنها تتذكر ضاحكة أول أموال تقاضتها من عملها الجديد، قائلة: "كانت تبلغ 10 آلاف دولار تقريبا، وكان اللاعب من ليبيريا".
كيف تصبحين وكيلة لاعبين في 5 خطوات؟
وقدمت نور العيسوي بعض النصائح للفتيات اللاتي يرغبن في العمل بمجال وكالة اللاعبين، على النحو التالي:
- الشغف وحب الكرة، وحب العمل كوكيلة لاعبين، لأن الشغف هو ما يهون إرهاق العمل، والسفر، في وقت قد تفشل فيه الصفقة في اللحظة الأخيرة.
- عدم الاستماع للانتقادات التي تقتل العزيمة، فقد تتحطم المعنويات من أول لحظة.
- الاهتمام بالدراسة، سواء اللغات المختلفة لحماية الصفقات وأسرار اللاعبين، أو دراسة القوانين الدولية وقانون العمل وقوانين الفيفا لمعرفة كل الحقوق والواجبات، فبند واحد من الممكن أن ينهي مسيرة لاعب، وثغرة قد تؤمن مستقبله.
- كتم الأسرار، والانفراد بالقرارات، رغم أن العلاقات مهمة لوظيفة وكيلة اللاعبين، لكن يجب التكتم على الصفقات حتى آخر لحظة، لضمان عدم إفسادها.
- قوة الشخصية مهمة، ومن المهم إبرازها أمام طرفي المعادلة، اللاعب والنادي، فضلا عن قوة التحمل والثقة في النفس.
نور العيسوي وجهت رسالة لكل فتيات العرب، قائلة: "كن قويات، لسنا نصف المجتمع بل سبب وجوده، فلنكن فخرا لعائلاتنا، ولتصل طموحاتنا للسماء، بلا خجل، فنحن نستطيع".