نورة الكعبي تطرح رؤية الإمارات الثقافية بمنتدى باريس للسلام
نورة الكعبي تقول إن الحراك الفني والثقافي أدوات مهمة في تفعيل الحوار المتبادل وفهم العناصر التي توحد المجتمعات والشعوب
شاركت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، بجلسة حوارية في منتدى باريس للسلام بعنوان "فن الحوار: حوار الفنون"، تناولت أهمية الثقافة والفنون كعامل رئيسي في تعزيز قيم السلام.
وتحدثت نورة الكعبي خلال المنتدى، الذي يعقد في الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حول أهمية التفاهم والتعاون الدولي النابع من تعزيز العلاقات بين الشعوب عبر الدبلوماسية الثقافية، كما طرحت رؤية دولة الإمارات التي تؤمن بقوة الثقافة والفنون في إثراء الحوار والعيش والتبادل الثقافي بين الشعوب.
وشارك إلى جانبها في الجلسة فرانك ريستر وزير الثقافة الفرنسي، ومارينا لوشاك مدير متحف الفنون الجملية في بوشكين الروسية، والدكتور توماس اس كابلان من الولايات المتحدة رئيس التحالف "ألف" ومؤسس المجموعة الفنية "ذا ليدين"، والأرجنتيني أنيبال جوزامي رئيس بينالي أمريكا الجنوبية، وأدار الجلسة الحوارية ستيفن إرلانجر كبير المراسلين لدى صحفية نيويورك تايمز في أوروبا.
وقالت نورة الكعبي "يعد الحراك الفني والثقافي أدوات مهمة في تفعيل الحوار المتبادل، وفهم العناصر التي توحد المجتمعات والشعوب حتى وإن تعددت خلفياتهم الثقافية أو الدينية، بما يسهم في تعزيز التعايش السلمي وهي غاية نتشاركها جميعاً".
وأشارت إلى التسامح الذي يعيشه مجتمع الإمارات، والذي يتسم بتعددية ثقافية تمثلها جاليات من كل أرجاء العالم، واستقبال العاصمة الإماراتية قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس في أول زيارة له على مستوى الجزيرة العربية، وهي زيارة تاريخية تُوجت بتوقيع اتفاقية لإنشاء "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي سيسهم في توحيد الشعوب من خلال الثقافات والأديان.
وفي تأكيد على جهود دولة الإمارات الرائدة وتعاونها مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو لتنفيذ مشاريع ذات مغزى ثقافي، قدمت الكعبي نبذة سريعة عن مشاركة الإمارات في مشروع "إحياء روح الموصل"، الذي يتضمن إعادة بناء مسجد النوري ومنارته الحدباء، بالإضافة إلى كنيستي الساعة والطاهرة في مدينة الموصل التي يعد مجتمعها لوحة فسيفسائية تجسد قيمة العيش المشترك والسلام بين كل أطياف مجتمعها متعدد الخلفيات الدينية. كما أكدت أن جميع الجهود العالمية لدولة الإمارات تقوم على أساس المبادئ الأساسية للإنسانية، وشددت على أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الحوار الدولي.
من جهته قال فرانك ريستر وزير الثقافة الفرنسي "إن تقديم المؤسسات الثقافية الكبرى لجمهور أوسع من خلال التعاون الدولي يعد خطوة مهمة لجعل الوصول إلى الثقافة أمراً يسيراً. ويعد افتتاح اللوفر أبوظبي أفضل دليل على تقديم "التراث الإنساني" للعالم. لطالما كانت شبه الجزيرة العربية ملتقى طرق للعديد من الحضارات، وقد لعبت دوراً خاصاً في إثبات أنه على الرغم من الاختلافات الدينية والخلفية الثقافية إلا أن الإنسانية دائماً تنتصر في النهاية، إنها رسالة عالمية تلك التي يجسدها اللوفر أبوظبي ودولة الإمارات".
ومن جهته قال توماس اس كابلان: "إن إنشاء اللوفر أبوظبي كأول متحف عالمي في العالم العربي يعد تجربة رائدة واستثنائية ومبادرة ثقافية مهمة للأجيال الصاعدة ورمزاً للأمل الذي يمثل التسامح والاحترام المتبادل والتفاهم العالمي".
كما ناقشت الجلسة العديد من المواضيع المتعلقة بالفنون وقدرتها على إثراء الحوار والدفع نحو تفاهم أفضل بين أطراف المجتمع الدولي، وضرورة نشر الفنون خارج مواقعها التقليدية في صالات العرض أو المتاحف، وكيف يمكن الاستفادة من الفنون للمساعدة في معالجة القضايا التي تشكل تحدياً للإنسانية.