عيد النيروز.. سر احتفال أقباط مصر بالبلح والجوافة
يوافق رأس السنة المصرية القديمة يوم 11 سبتمبر/أيلول في التقويم الميلادي، ويعرف اليوم عند الأقباط باسم "عيد النيروز".
وتقام الصلوات بالكنائس الأرثوذكسية حول العالم عشية عيد النيروز، ويقام صباح 11 سبتمبر/أيلول قداسات بالكنائس للاحتفال بعيد النيروز.
فما قصة العيد؟ ولماذا يحتفل بها المسيحيون؟
أقدم الأعياد
كان المصريون القدماء يقيمون احتفالات ببداية الفيضان، والتي كانت تسمى بعيد "وبت رنبت" أو افتتاح السنة، منذ ما يجاوز 12 ألف عام، منذ عرفوا علم الفلك وحددوا بداية السنة والانقلابات الفصلية.
كان الفلاح المصري القديم يتبع التقويم القبطي المعروف الآن في زراعته، ولأهمية الزراعة عند القدماء المصريين اختاروا أول توت كبداية للسنة المصرية لأنه يوافق اكتمال موسم فيضان النيل، لأنه الموسم الذي يعم فيه الخير والبركة على الجميع وتزداد فيه خصوبة الأرض وتتضاعف المحاصيل.
أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية "ني- يارؤو" وهي تعني الأنهار، وذلك لأن ذلك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل.
ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف الـ"سي" للكلمة فأصبحت "نيروس"، وعند دخول العرب لمصر ظنوا أنها النيروز، العيد الفارسي الذي يعني اليوم الجديد "ني = جديد، روز= يوم"، وهو عيد الربيع عند الفرس.
مظاهر الاحتفال قديمًا
كان العمال يمنحون عطلة 5 أيام قبل العيد، يتم فيها تنظيف البيوت والمعابد.
وكانت هناك طقوس تقام في العيد، وكانت عبارة عن رقص وغناء وتناول أطعمة ومشروبات، وزيارة المقابر.
وكان المصريون يحضرون تماثيل الموتى في اليوم الأخير وتنشد التراتيل من الظهر للعصر، من أجل صعود أرواح المتوفين لتجديد أنفسها، معتقدين أنها ستعود اليوم الأول من العام الجديد للأرض مجددًا لتسكن التماثيل.
تغيير الموعد
قال الدكتور ميسرة عبدالله حسين، الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن المصريين القدماء لم يحتفلوا بعيد النيروز يوم 11 سبتمبر/أيلول، بل كانوا يحتفلون به يوم 17 يوليو/ تموز.
وكشف حسين أنه طبقا للوثائق المصرية، كان يأتي هذا العيد يوم 17 يوليو/تموز من كل عام، ويوافق الأول من شهر "تحوت" أو "توت" في التقويم المصري القديم، وهذا مسجل على تقويم الكرنك في الأسرة الـ18.
وأوضح الأستاذ بكلية الآثار، في تصريحات صحفية، أن سبب تغيير موعد العيد أن بداية الفيضان مرتبطة بنجم الشعرى اليمانية، وهو يتحرك من مكانه كل 10 آلاف سنة، نتيجة دوران المجموعة الشمسية في المجرة، وبالتالي تغير الموعد من 17 يوليو/تموز إلى 11 سبتمبر/أيلول.
احتفال الأقباط
في عصر الإمبراطور دقلديانوس، الذي يعد أقسى عصور الاضطهاد ضد المسيحية، قام الأقباط بتصفير التقويم القديم، وجعلوا السنة الأولى لحكم دقلديانوس (282 ميلادية) سنة 1 قبطية، ولذلك ارتبط العيد بعد ذلك بشهداء المسيحيين، حيث كانوا يخرجون في العيد ليزوروا جثث الشهداء المخبأة.
حتى الآن، يحتفل الأقباط المصريون سنويًا بعيد النيروز، ويتم فيه شراء البلح الأحمر والجوافة، حيث يعتبرون البلح دلالة على دماء الشهداء، والجوافة دلالة على بياض قلوبهم.
احتفال كل المصريين
وذكر تقي الدين المقريزي في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار، أن الاحتفال بعيد النيروز كان يتم في مصر في العصر المملوكي بشكل رسمي.
كان النيروز واحدا من الاحتفالات الكبرى التي يحتفل بها المصريون مسلمون ومسيحيون، وكانت الدولة الفاطمية توزع العطايا في هذا اليوم، وكانت هناك احتفالات شعبية تقام في عيد النيروز كل عام احتفالاً بالفيضان ورأس السنة المصرية القديمة.
كما كان المصريون ينصبون شخصًا باعتباره أميرًا للنيروز، يطوفون به في الشوارع والحارات في موكب مهيب، يقوم بتحصيل أمول كهدايا من الناس، ويرش المياه على من لا يعطيه.
aXA6IDE4LjExOS4xMDUuMTU1IA==
جزيرة ام اند امز