صور.. احتفالات "النوروز" تكسر قيود كورونا في كردستان العراق
لم تمنع إجراءات الحظر والقيود التي تفرضها السلطات العليا في إقليم كردستان العراق لمواجهة فيروس كورونا احتفالات عيد النوروز.
يقطع جمال عزالدين مع عائلته نحو 22 كيلو مترا، باتجاه مدينة عقرة "عاصمة نوروز" للاحتفال بعام الربيع.
يحمل جمال الذي تجاوز العقد الثالث من العمر، أمتعته وتجهيزات الاحتفال مع عائلته المكونة من 3 أفراد، عبر سيارة دفع رباعي، في مسعى للوصول الى جبل "أكلي"، قبل حلول المساء للمشاركة في طقوس ما يسمى "إشعال النار".
ويحتفل أكراد العالم بعيد النوروز في 21 من مارس/آذار من كل عام والذي يقترب من أن يكون عيداً وطنياً لرمزية الاحتفاء وأهمية الموروث التاريخي الذي تحمله تلك المناسبة.
و"نوروز" هو اليوم الأول من العام الجديد للكرد، وكذلك اليوم الذي يعلن فيه نهاية الشتاء وبداية الربيع.
وتأتي قدسية عيد "النوروز"، لارتباطه بـ"الأسطورة التاريخية التي تتحدث عن ثورة قادها كردي كاوا الحداد ضد ملك جائر متسلط اسمه (زحاك)، وانتهت بإسقاط حكمه"، بحسب ما تشير إليه البحوث والمصادر.
ورغم أن مظاهر الفرح بعيد "نيروز"، كما يسمى عند البعض، تمتد إلى أغلب مناطق إقليم كردستان وبعض المدن الحدودية في شرق العراق، إلا أن لقضاء عقرة خصوصية في تلك المناسبة التي عادة ما تكون المكان الأكثر اكتظاظاً بالمحتفلين.
وتعد مدينة عقرة واحدة من أقضية كردستان في محافظة دهوك شمال العراق، حيث تلتقي من الشمال مع قضاء ميركه سور، ومن الجنوب مع نينوى، ومن الشرق مع محافظة أربيل، ومن الغرب مع قضاء الشيخان.
وتمتاز عقرة بأنها من المدن التاريخية الواقعة على منحدر جبلي، وتطل على وادٍ مليء بأشجار الفواكه المختلفة والمتنوعة، مما يشكل من موقعها منظرا فريدا يخطف الأنظار على مساحة تبلغ 1936 كيلوا مترا مربعا.
ويلفت جمال إلى أن الاحتفال في منطقته التي تسمى "بردرش"، وهي أحد أقضية محافظة دهوك: "جميل وخلاب ولكن التجمع لإحياء طقوس العيد في عقرة وتسلق الجبل له متعة أكبر".
وعادة ما تبدأ مراسم الاحتفال في ليل 20 مارس/ آذار، حيث تتوجه العوائل بالصعود إلى جبل "اكلي"، وحمل المشاعل المغطسة بالزيت حتى يتم إيقاد النيران هناك حيث الاشتعال الأكبر.
وفي صبيحة اليوم التالي، تتحرك العوائل خارج المدن للاحتفاء بالطبيعة ومواسم الربيع التي تبدو طاغية في جبال كردستان وتضاريسه الخلابة، ويتبادل المحتفلون التهاني والأمنيات، ابتشاراً بقدوم العام الجديد.
وتتصاعد في سماء المدينة الجميلة، الألعاب النارية التي يطلقها الشباب وكذلك ينشغل المحتفلون بالابتهاج وإقامة الحفلات وممارسة الرقص أو ما تسمى "الدبكة الكردية".
ومن طقوس الاحتفال بعيد نوروز، ارتداء الأزياء التقليدية للشعب الكردي، حيث يرتدي الرجال اللباس الأخضر التقليدي، أما النساء فترتدي الأثواب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة.
ويقول جمال إن "عقرة تشهد توافد العديد من العوائل من مختلف عموم العراق للاحتفاء بعيد الربيع إلا أن هذا العام كان الحضور أقل بكثير جراء الظروف التي فرضها فيروس كورونا".
ويلفت الشاب الثلاثيني إلى أن "قضاء عقرة بمناظره الخلابة وجباله الشامخة بات عنواناً للربيع".
يأتي ذلك في وقت أعلنت اللجنة المنظمة للاحتفال بنوروز في قضاء عقرة شرقي دهوك، أن "الاحتفال في المدينة سيقتصر على إيقاد النيران، مساء اليوم، السبت، دون إقامة حفلات رسمية في أمسية استقبال عيد نوروز".
وأوضحت اللجنة في بيان أنها "شكلت فرقا شبابية لإيصال مشاعل النيران إلى قمة الجبل وإشعال النيران هناك إيذانا بقدوم عيد نوروز"، مشيرة إلى أن "تحديد صيغة الاحتفال واقتصارها على إيقاد النيران وإطلاق ألعاب نارية جاء التزاما بتوجيهات الحكومة للوقاية من فيروس كورونا الذي بدأ بالانتشار مرة ثانية في إقليم كردستان".
وكانت حكومة أربيل، أعلنت في وقت سابق، تعطيل الدوام الرسمي في إقليم كردستان بدءاً من الأحد الموافق 21 مارس/ آذار حتى الخميس الـ25 من الشهر ذاته بمناسبة عيد نوروز.