مسؤول إيراني سابق عن تعثر الاتفاق النووي: طهران ستواجه ورطة
وسط تعثر المفاوضات النووية الإيرانية في جميع محطاتها حتى اللحظة، تعالت أصوات من الداخل والخارج، لضرورة الوصول لحل سريع لتلك المحادثات.
أحد تلك الأصوات الداخلية، كان وزير الخارجية الإيراني الأسبق ورئيس منظمة الطاقة الذرية السابق، علي أكبر صالحي، والذي أكد أن عدم إحياء الاتفاق النووي مع الغرب سيدخل إيران في ورطة وبلبلة.
وعبر السياسي الإيراني، في مقابلة مع صحيفة "شرق" الإصلاحية، عن آماله في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، محذرًا من أن عدم بذل جهود في ذلك الشأن، سيؤدي ذلك إلى دخول طهران في "ورطة وبلبلة متشابكة"، سيتحمل "مشقاتها" الشعب الإيراني.
وحول العلاقات السعودية- الإيرانية، قال رئيس الدبلوماسية الإيرانية السابق، إن البعض في إيران يعتقد أنه لا ينبغي وليس من الملائم إقامة علاقات مع السعودية، إلا أن هذا الأمر "غير صحيح".
العلاقات مع السعودية
وأضاف: "المملكة العربية السعودية دولة مهمة في المنطقة والعالم العربي والإسلامي، فتركيا والسعودية حيويتان بالنسبة لنا في المنطقة".
وتابع: "يجب أن نفعل شيئًا أقرب إلى الحكمة والعقلانية، فالمملكة العربية السعودية هي أكبر دولة في المنطقة ومكان للصلاة للمسلمين، لذلك نحن أمام دولة، لها مكانة روحية في أذهان الناس".
وعلى صعيد متصل، أكد مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، الثلاثاء، أن المساحة السياسية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران قد تضيق قريباً.
الوقت حان
وقال بوريل -في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"-: "تحدثت مرة أخرى مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وإذا أردنا التوصل إلى اتفاق، فقد حان الوقت لاتخاذ قرار".
وأضاف بوريل: "لا يزال التوصل إلى اتفاق ممكنًا، لكن المساحة السياسية اللازمة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة قد تكون محدودة قريبًا".
من جانبه، حمل روبرت مالي كبير المفاوضين الأمريكيين، إيران مسؤولية إفشال الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة في الدوحة.
وقال مالي، إن "مطالب إيران في مفاوضات الدوحة لا علاقة لها بالاتفاق النووي"، مبيناً "سبق أن أبلغنا طهران والاتحاد الأوروبي أن القضايا المطروحة من قبل إيران لا علاقة لها بالاتفاق النووي".
"مالي" أكد أنه لا يزال هناك متسع من الوقت للعودة إلى الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن المفاوضات حاليا ليست بين أمريكا وإيران، بل بين إيران وإيران نفسها.
نجاح المفاوضات
وتابع المسؤول الأمريكي أن "إيران لم تقرر بعد ما إذا كانت تنوي العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة أم لا، ولكن عاجلاً أم آجلاً سيتعين عليها أن تقرر".
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضرورة دعم الاتفاق وإعادة المحادثات النووية المباشرة المتوقفة مع إيران منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وأوضح ماكرون خلال استقباله رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلي، يائير لابيد "أن باريس ترغب باحترام الاتفاق النووي مع إيران بأسرع ما يمكن"، مضيفا "أنه يريد نجاح المفاوضات والعودة إلى الاتفاق مع إيران".
وتوقفت الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 4+1 في فيينا منتصف مارس/آذار الماضي، وذلك بعدما قدمت طهران مطالب للولايات المتحدة قالت واشنطن إنها خارج الاتفاق المبرم عام 2015 الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بعد ثلاث أعوام.