مع تعثر المفاوضات النووية.. هل تنتظر أمريكا وإيران "صيفا ساخنا"؟
اعتبر تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الولايات المتحدة وإيران قد تتجهان إلى تصعيد كبير خلال الأشهر المقبلة مع تعثر المفاوضات النووية.
وأوضحت أن المحادثات التي تمت بوساطة من الاتحاد الأوروبي واستضافتها الدوحة بقطر، كانت آخر أمل في حث الجانبين على التوصل إلى اتفاق مع تصاعد التوترات حول برنامج إيران النووي.
والمحادثات التي استمرت يومين ركزت على حل القضايا المتبقية بين الولايات المتحدة وإيران.
وفي حين قال مسؤول أمريكي كبير إن المحادثات تراجعت "إلى الوراء"، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن "الطريق إلى الدبلوماسية مفتوح" ووصف المفاوضات بأنها "إيجابية".
ومع تعثر المحادثات، تقترب إيران من كمية اليورانيوم المخصب اللازمة لصنع قنبلة نووية، وتقلل من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مما يزيد، وفقا لتقرير "سي إن إن"، احتمالات لجوء خصومها إلى الخيارات العسكرية لردع قدراتها النووية.
مآلات الوضع الراهن
وتحدثت "سي إن إن" مع علي فائز، مدير مشروع إيران في "Crisis Group"، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن العاصمة، حول تداعيات الوضع الراهن.
وقال فائز إنه مع وجود الكثير من الاحتكاك بين إيران والولايات المتحدة وحلفائهم الإقليميين، فإن هناك مساحة كبيرة للتصعيد المتعمد أو غير المقصود الذي قد يخرج عن نطاق السيطرة.
وأضاف: "كل هذا من المرجح أن يحول صيف 2022 إلى أن يكون مشابها تمامًا لصيف 2019، عندما اندلعت التوترات في شكل تشديد العقوبات والهجمات على ممرات الشحن الدولية والبنية التحتية لدول الخليج العربية، مما أدى إلى جلب طهران واقتربت واشنطن بشكل خطير من فتح نزاع عدة مرات خلال بضعة أشهر فقط".
اتفاق أو لا اتفاق
وحول أفق حدوث اتفاق جديد، توقع فائز أنه مع اقتراب الولايات المتحدة من انتخابات الكونجرس النصفية، فقد تتضاءل رغبة إدارة بايدن في التوصل إلى اتفاق.
وقال إن "المشكلة هي أن الديمقراطيين سيفقدون سيطرتهم على الكونجرس في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما سيقلل بدوره من مصلحة إيران في التعامل مع إدارة عرجاء لم تعد تسيطر على الكونجرس".
وتوقع فائز أن يقرر الإيرانيون أنهم يرغبون في تأجيل الاتفاق حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة عام 2024، مع الحفاظ على نفوذهم. لكن الإيرانيين لديهم انتخابات رئاسية خاصة بهم في عام 2025 وسيجب عليهم، وفقا لفائز، انتظار هذه النتيجة الانتخابية.
وعند هذه النقطة، ستكون الصفقة قد ماتت وسيتعين على الأطراف التفاوض على اتفاق جديد من الصفر، والتي من المحتمل أن يستغرق الأمر بضع سنوات.
وبالتالي فإن الخيارات ليست بين صفقة الآن أو ستة أشهر من الآن، بل هي بين صفقة الآن أو ست سنوات من الآن.
وأضاف فائز أنه بالنظر إلى مدى قرب إيران بالفعل من سلاح نووي، فإن الوضع الراهن غير مستدام. عاجلاً أم آجلاً، من المرجح أن تتخذ إسرائيل أو تشجع الولايات المتحدة على القيام بعمل عسكري لعرقلة برنامج إيران النووي، مما قد يؤدي إلى اندلاع حريق إقليمي كارثي.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، كان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، ينقل الرسائل ذهابًا وإيابًا بين طهران وواشنطن لإيجاد صيغة مقبولة للطرفين.
لكن أثبتت الدبلوماسية بعيدة المدى أنها بطيئة وغير فعالة. ومع تزايد المخاوف بشأن برنامج إيران النووي في الغرب وإسرائيل، وتدهور الوضع الاقتصادي الإيراني تحت العقوبات، وعودة إيران إلى أسواق الطاقة الدولية (والذى بات أكثر قيمة بالنسبة للغرب) - كان لدى كلا الجانبين حافز للعودة إلى طاولة المفاوضات.
تغير الوضع الإقليمي
واعتبر فائز أن حقيقة أن الجولة الأخيرة من المحادثات جرت في دولة خليجية هو أمر يوضح كيف تغير السياق الإقليمي مقارنةً بوقت الانتهاء من الاتفاق النووي في عام 2015.
وتابع: "قبل ذلك، لم تكن أي دولة خليجية أخرى حريصة على الصفقة، حيث اعتبرتها في الغالب على أنها إثراء وتمكين منافس إقليمي، لكن الآن، بعد أن عايشت سياسة "الضغط الأقصى" لإدارة ترامب تجاه إيران والتي وضعت الخليج في خط النار بين إيران والولايات المتحدة، باتت معظم دول الخليج تدرك قيمة خفض التصعيد للاتفاق".
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز