الطاقة النووية في الإمارات.. كهرباء هائلة تحمي البيئة وتحترم المناخ
تسطر دولة الإمارات تاريخا مجيدا في قطاع الطاقة النووية، مع إدراكها المبكر لأهمية الطاقة النظيفة كأحد أهم ركائز التنمية المستدامة.
وفي مشوارها الطموح نحو الاعتماد على مصادر طاقة مستدامة ونظيفة، ذهبت دولة الإمارات بعيدا في مشاريع الطاقة المتجددة بأنواعها، كما اقتربت من إتمام إنجازها الأهم في مجال الطاقة النووية وهو محطة براكة.
- إنجاز إماراتي جديد.. بدء تحميل الوقود النووي في ثالث محطات براكة
- "الرقابة النووية": مفتشونا يشرفون على تحميل الوقود النووي بوحدة "براكة" الـ3
وتعد قصة الطاقة النووية في دولة الإمارات إنجازا كبيرا بحد ذاته، سواء على مستوى توفير كهرباء هائلة تسد ربع احتياجات الدولة، أو على مستوى حماية البيئة واحترام المناخ، فضلا عن اكتساب خبرات وطنية في هذا القطاع الهام.
الطاقة النووية في الإمارات
يعد البرنامج النووي الإماراتي نموذجا متكاملا للريادة في قطاع الطاقة النووية السلمية، فمنذ انضمامها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1976، حرصت دولة الإمارات على التعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقدمت منذ انطلاق البرنامج النووي السلمي الإماراتي نموذجًا متميزًا للتعاون الدولي البناء.
وفي عام 2008، أصدرت دولة الإمارات وثيقة "سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة المتبعة لتقييم إمكانية تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية في الدولة" التي ارتكزت على أعلى معايير السلامة والشفافية والأمان.
وراعى قانون الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات الذي صدر في العام 2009 جميع الالتزامات والمُعاهدات والاتفاقيات الدولية.
وفي يوليو 2012 بدأت الأعمال الإنشائية في محطة براكة للطاقة النووية بعد الحصول على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة – أبوظبي.
وبعد سنوات من إصدار القانون والعمل على مشروع طموح، أصبحت محطة براكة (المكونة من 4 وحدات) أول مشروع للطاقة النووية السلمية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي.
براكة.. طاقة تحترم المناخ
وأصبحت محطة براكة للطاقة النووية من أهم ركائز التنمية المستدامة في دولة الإمارات، حيث توفر كهرباء هائلة وتحمي البيئة وتحترم المناخ.
ومحطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، وتضم أربع مفاعلات من التصميم المتقدم APR-1400 .
وقد وصلت نسبة إنجاز المشروع حتى الآن إلى 97%.
وتوفر محطات براكة فوائد بيئية كبيرة لدولة الإمارات حالياَ وعلى مدى الأعوام الستين المقبلة وما بعدها، من خلال تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، حيث ستحد المحطات الأربع عند تشغيلها بشكل تجاري سنوياً من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية المسبب الرئيسي للتغير المناخي.
وستحد "براكة" من انبعاثات كربونية تعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام، أو زراعة 370 مليون شجرة في غضون 10 سنوات، أو الانبعاثات الناجمة عن شحن 7.8 مليار هاتف ذكي يوميا (أي هواتف إجمالي سكان العالم حاليا).
وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5600 ميجاوط من الكهرباء بواقع 1400 ميجاواط للمحطة الواحدة على مدار الساعة، أي ما يعادل 25% من الكهرباء المستهلكة في دولة الإمارات.
مصدر استراتيجي للكهرباء
وتمثل "براكة" نجاحا كبيرا لدولة الإمارات في تطوير قطاع الطاقة النووية كمصدر استراتيجي للكهرباء الوفيرة والصديقة ، والمساهمة الكبيرة في مسيرة التحول الجارية في قطاع الطاقة وتعزيز أمنها.
كما تقدم المحطة حلا عمليا لظاهرة التغير المناخي، وتعزيز جهود خفض البصمة الكربونية على نطاق واسع في دولة الإمارات، جنبًا إلى جنب مع دعم النمو الاقتصادي، والمساهمة بشكل محوري في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول 2050.
وستصبح محطة براكة للطاقة النووية، أكبر مصدر للكهرباء في دولة الإمارات، وأكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في الدولة.
وستدعم براكة المعيشة العصرية في دولة الإمارات دون التأثير سلبا على البيئة، إذ ستنتج طاقة كهربائية تكفي لإنارة 570 ألف منزل، أو يكفي لإنارة برج خليفة 3700 مرة في اليوم.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز