مصر تنشئ أول مدرسة نووية في الشرق الأوسط
"مدرسة الضبعة المتقدمة للتطبيقات النووية" هذا هو الاسم الذي اختارته مصر لمدرستها الأولى في الشرق الأوسط المتخصصة في علوم الحقل النووي.
"مدرسة الضبعة المتقدمة للتطبيقات النووية" هذا هو الاسم الذي اختارته مصر لمدرستها الأولى في الشرق الأوسط المتخصصة في علوم الحقل النووي.
فبعد دخول مصر المجال النووي بإعلانها إنشاء محطة الضبعة النووية بالتعاون مع روسيا، بادرت على الفور في إنشاء أول مدرسة فنية نووية بمنطقة المشروع على مساحة 10 أفدنة بتكلفة 70 مليون جنيه.
ووفقا للتخطيط الذي يتم البناء على أساسه، فالمدرسة تضم 15 فصلاً بطاقة 375 طالبًا، وستبدأ الدراسة بها من بداية العام الدراسي المقبل 2018، وسيتم اختيار الطلاب بعناية للوصول إلى أفضل الكوادر الفنية، وذلك وفقا لتصريحات وزير التربية والتعليم المصري الهلالي الشربيني أثناء تفقده أعمال البناء مؤخرا.
الخبير النووي الدكتور علي عبدالنبي يقول لـ"العين" إن المدرسة تعد الوحيدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، مؤكدا أنها ترسم مستقبلا مميزا لأبناء المدن المحيطة بمفاعل الضبعة النووي، إلا أن ثمة عيبا قد يلاحقها إذا لم تتداركه الجهات المسؤولة.
وأوضح عبدالنبي أن وضع مصطلح التطبيقات النووية في اسم المدرسة سيسبب معاناة لخريجيها إذا لم يلتحقوا بالعمل في المحطات النووية، فتخصصهم الدقيق يغلق أمامهم أبواب العمل الأخرى رغم أنهم مؤهلون تماما للعمل في مجالات الميكانيكا والإلكترونيات والكهرباء، فهذه التخصصات الثلاثة متصلة اتصالا وثيقا بالعلم النووي، وسيتم تدريسها بشكل موسع بمناهج مدرسة الضبعة النووية إلى جانب دراستهم للوظائف النووية الثلاثة (الوقود النووي الجديد، الوقود النووي المستنفذ، إدارة الوقود داخل المفاعل)، ولهذا اقترح عبدالنبي أن يتم تعديل اسم المدرسة ليقتصر على مدرسة الضبعة الفنية المتقدمة، لفتح مجالات العمل المختلفة أمام خريجيها.
تصدير الخريجين
الدكتور كريم الأدهم، الرئيس السابق لمركز الأمان النووي في مصر، أوضح الفرق بين خريجي هذه المدرسة المتخصصة وحدها في العالم بتدريس أدق تفاصيل العلم النووي، وخريجي أقسام الهندسة النووية والحاصلون على كورسات في هذا التخصص، فيؤكد أن المدرسة ستخرج جيلا من الفنيين على أعلى مستوى للتعامل مع معطيات التكنولوجيا النووية وأدق تفاصيلها سيكونو أكثر تخصصا ودراية بأدق تفاصيل العمل النووي من صيانة وتشغيل وبناء، فالمهندس النووي يستطيع المشاركة في التصميمات مثلا والأمور الإدارية، بينما يمتلك الفني المهني أدوات التعامل المباشر مع جميع معطيات الحقل النووي.
وأشار الأدهم إلى أن مصر والوطن العربي بأكمله يخطو خطوات أولى جادة نحو الحياة النووية، لذلك كان استحداث هذه المدرسة هام جدا في هذا التوقيت، ويقول: محطة الضبعة ستحتوي على 4 مفاعلات نووية، المفاعل الواحد يحتاج لثلاث ورديات عمل يومية، الوردية الواحدة تحتاج من الطاقة البشرية المتخصصة في المجال النووي ما لا يقل عن 100 إنسان، ومع تقدم الزمن والاعتماد على توليد الطاقة مع تضاعف احتياجنا لها، ستكون هناك محطات نووية أخرى في المستقبل داخل مصر ولن تكتفي بالضبعة.
وعن مستقبل الخريجين، يقول الأدهم إن دخول الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط للعالم النووي سيجعل مصر مصدرة للطاقة البشرية في هذا المجال خاصة أنها المدرسة الوحيدة في العالم التي تدرس هذا التخصص، وأوضح أن المملكة العربية السعودية على سبيل المثال بدأت مشروعا نوويا طموحا يهدف لإقامة 16 مفاعلا نوويا، فضلا على الإمارات العربية المتحدة التي تتقدم الجميع في دخول عالم المحطات النووية، وستبدأ تشغيل المفاعل النووي الخاص بها فعليا خلال العام 2017، والأردن أيضا لها مشروعها في مجال الطاقة النووية السلمية، وكذلك الجزائر، ومصر ستكون الثانية في القارة الإفريقية بعد محطة جنوب إفريقيا.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز