الولايات المتحدة تعيد تقييم احتمال نجاة روسيا والصين من ضربة نووية
أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعمل حالياً على "تقييم جديد" حول إمكانية نجاة روسيا والصين من ضربة نووية.
تعمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والقيادة الاستراتيجية في البنتاجون حالياً على "تقييم جديد" حول إمكانية نجاة روسيا والصين من ضربة نووية، بينما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة تشكيل العلاقات مع البلدين.
وكالة بلومبرج الأمريكية قالت إن الدراسة الجديدة التي أمر بها الكونجرس الأمريكي قبل أن يتولى ترامب الرئاسة، نالت تأييد نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري الذين ينتابهم القلق حيال الجرأة العسكرية المتزايدة للصين، ولا يثقون في نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت أنه في الوقت الذي تعهد فيه ترامب بتعزيز القدرات الأمريكية النووية وتوسيع نطاقها، تنبأ أيضاً بإمكانية عقد صفقات مع بوتين ربما تتضمن تقليص العقوبات الأمريكية في مقابل تقليل مستقبلي في الترسانات النووية الروسية، مشيرة إلى المكالمة الهاتفية التي دارت بين الزعيمين السبت الماضي واستمرت لما يزيد عن ساعة.
وبموجب النص الموجود في إجراء التفويض الدفاعي، الذي قليلاً ما تتم ملاحظته، على حد قول بلومبرج، سيقوم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية والقيادة الاستراتيجية الأمريكية، اللذين يخططان إلى شن ضربات نووية وربما ينفذان ذلك - بتقييم قدرات ما بعد الهجوم للقوتين النوويتين؛ الصين وروسيا.
ويمنح القانون الأمريكي تفويضاً بعمل تقرير حول "نجاة القيادة الروسية والصينية". وستضمن المراجعة مواقع ووصف المنشآت العلوية والتحتية المهمة للقيادة السياسية والعسكرية وأي المنشآت المتوقع أن يعمل من خلالها كبار القيادات المختلفين أثناء الأزمات وأوقات الحروب.
وعن ذلك، قال المتحدث باسم القيادة الاستراتيجية، النقيب بروك ديوالت، في رسالة بريد إلكتروني إلى بلومبرج: "يقوم خبراؤنا بعمل مسودة بالاستجابة الملائمة".
من ناحيته، كان ترامب قد أشار إلى دعم تطوير الترسانة النووية الأمريكية. وفي مذكرته الجمعة الماضية، أمر وزير دفاعه جميس ماتيس بالبدء في مراجعة جديدة للوضع النووي، للتأكد من أن الردع النووي الأمريكي حديث ومتين ومرن وعلى استعداد لردع تهديدات القرن الواحد والعشرين وطمأنة حلفاء الولايات المتحدة.
وكانت الحكومة الأمريكية تخطط بالفعل إلى تطوير ثالوث بري وبحري وجوي بقيمة تريليون دولار، على مدار 30 عاماً تبدأ في منتصف 2020. وتمت الموافقة على هذه الخطط في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وأشارت بلومبرج إلى تغريدة كان ترامب قد نشرها بتاريخ 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال فيها: "يجب أن تقوي الولايات المتحدة قدراتها النووية إلى أن يحين الوقت الذي يفكر فيه العالم بعقلانية فيما يتعلق بالأسلحة النووية".
علاوة على أن ترامب وفريق الأمن القومي الخاص به كانوا قد تعهدوا بمواجهة الصين فيما يتعلق بمشكلات تمتد من التجارة وحتى مطالباتها الإقليمية في بحر جنوب الصين.
على صعيد آخر، أشارت بلومبرج إلى ما أعلنته نشرة علماء الذرة؛ التي تصدر عن جامعة شيكاغو، الأسبوع الماضي من أن التغير النووي بالإضافة إلى التغير المناخي، دفعاها إلى تقديم ساعة يوم القيامة الرمزية 30 ثانية، أي أنه لم يتبقَ سوى دقيقتين ونصف على منتصف الليل، ووقوع كارثة نووية عالمية.
وهذه المدة التي تفصلنا عن منتصف الليل ترمز إلى مستوى التوتر في العالم وتطور الأسلحة النووية. أما منتصف الليل، فيرمز إلى لحظة الكارثة النووية. وأرجعوا السبب تقديم الساعة إلى توتر العلاقات الروسية الأمريكية، والهندية الباكستانية، وازدياد القدرة النووية لكوريا الشمالية، وانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، الذي يصعب التكهن بنتائج رئاسته.
ونقلت الصحيفة عن أحد النواب الأمريكية ما قاله في رسالة بريد إلكتروني بعث بها إليها، أنه يجب على الولايات المتحدة فهم نوايا الصين وروسيا حول خوض الحروب والصراعات المحتملة. مضيفاً أن هذه المعرفة مهمة جدا للقدرة الأمريكية من أجل ردع التهديدات. وأوضح أن روسيا والصين استثمرا جهوداً وموارد معقولة من أجل فهم كيف يحارب الأمريكيون. مشيراً إلى أنه لا يجب تجاهل الفجوات في فهم قدرات الخصوم المهمة.
كما يعتقد بروس بلير، الباحث في سياسة الأمن النووي في جامعة برينستون، أن القادة النووين في روسيا والصين يخططون إلى توجيه قوات نووية من داخل مخابئ قيادة مدفونة بعمق تحت الأرض أو داخل الجبال. موضحاً أن ردعهم سيتطلب صواريخ كروز الاستراتيجية الأمريكية التي يمكنها المناورة حول الجبال لضرب المخابئ من أي زاوية.