النووي الإيراني.. مرآة تعكس انقسامات ملالي طهران
الخلافات والانقسامات الحالية بالنظام الإيراني، تخطت كل التوقعات الدولية، وبدأ الهجوم من فريق خامنئي ضد الفريق الإصلاحي.
يبدو أن رحيل هاشم رفسنجاني، الرئيس الإيراني الأسبق، في الثامن من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، له تبعات عديدة، تظهر في شكل انقسامات وخلافات حادة بين المسؤولين في النظام الإيراني، بشأن الملف النووي الإيراني، خاصة وأن رفسنجاني كان أكبر المؤيدين للاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
الخلافات والانقسامات الحالية بالنظام الإيراني، تخطت كل التوقعات الدولية، وبدأ الهجوم بين فريق خامنئي والفريق "الإصلاحي"، الذي دعمه الرئيس الإيراني الأسبق رفسنجاني من الفترة 1997 إلى 2005.
الجمعة الماضية، وخلال الخطبة بأحد المساجد الشهيرة بالعاصمة طهران، هاجم أحد الممثلين لمرشد إيران علي خامنئي الرئيس الإيراني حسن روحاني، متهمًا النظام وعلى رأسه روحاني بـ"الفشل في الملف النووي وبنود الاتفاق المبرم بين إيران والغرب".
وحول الملف النووي تنقسم إيران إلى فريقين، منذ الإعلان عن الاتفاق النووي الإيراني، في يوليو/ تموز 2015، لتقليص الأنشطة النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المطبقة على إيران، فكان فريق رفسنجاني هو الفريق المؤيد للاتفاق النووي، والتوقف عن حالة التصعيد في أنشطة إيران النووية، الذي يؤدي لعواقب وخيمة، معتبرًا أن الحفاظ على الاتفاق النووي، يساعد على حل المشكلات الاقتصادية بإيران، ويزيد من معدل فرص العمل أمام الشباب الإيراني، الذي يعاني من البطالة.
- سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة: إيران تزعزع استقرار الشرق الأوسط
- إعادة التفاوض على "النووي".. ذعر يتملك قادة طهران
في المقابل يبرز موقف الفريق الآخر وهو من المحافظين المدعومين من ملالي النظام الذي يقوده خامنئي، والرافض للاتفاق النووي.
ويدعو هذا الفريق للتقدم في البرنامج النووي، والتخلي عن بنود الاتفاق بين إيران وأمريكا، ليذكر بعض المؤيدين لموقف خامنئي، خلال الأسبوع الماضي، أن الالتزام بالاتفاق النووي، واستكمال فكرة رفسنجاني في تقليص أنشطة إيران النووية، من أجل الابتعاد عن العقوبات الأمريكية وفك الحصار عن الاقتصاد الإيراني، هو تدمير للنظام ومبادئ ما أسموه "الثورة الإيرانية".
واعتبر فريق الصقور المدعوم من مرشد إيران أن المفاوضات السابقة بين النظام والقوي الغربية والتي قادها فريق رفسنجاني، ستوقع ضرر على مستقبل إيران المرحلة المقبلة.
وفي أقل من أسبوعين، وعقب وفاة رفسنجاني، تصاعدت الانقسامات بين الفريقين، ليطالب فريق خامنئي بتغيير السياسة الحالية، متهمًا مواقف الفريق المؤيد للاتفاق، بالسلبية التي تعمل على هدم الثورة الإيرانية، متوقعين أن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، ستصبح أكثر حدة مع إيران.