هل تعمق وفاة رفسنجاني الصراع على السلطة في طهران؟
رفسنجاني كان مثالاً للاعتدال في إيران، فماذا ستفعل وفاته بالبلاد؟
جاءت وفاة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني في الثامن من يناير/كانون الثاني الحالي، لتمثل نقطة تحول كبرى لإيران؛ فعلى مدار نحو 40 سنة أدى تطلعه العلني للسلطة مقترناً بموهبته في عقد الصفقات لجعله صانع الملوك الأكثر إثباتًا لقدراته في إيران.
ويرى المتخصص في السياسة الإيرانية، أليكس فاتانكا، أن بدون رفسنجاني ربما ما كان سيمكن لأهم شخصيتين سياسيتين في إيران، وهما المرشد الإيراني خامنئي والرئيس حسن روحاني، الارتقاء في الرتب على الإطلاق.
من جانبه استمر ولاء روحاني لرفسنجاني حتى النهاية، بينما تفرقت الطرق بين خامنئي ورفسنجاني منذ العديد من السنوات بعد فترة قصيرة من تولي خامنئي منصب المرشد الأعلى.
في الواقع على الرغم من سجل رفسنجاني السياسي المختلط والمثير للجدل، إلا أنه يترك برحيله فراغاً؛ فقد أصبح وجه الأمل للاعتدال والتغيير التدريجي في الجمهورية الإسلامية، وبإمكان وفاته ألا تفعل شيئاً سوى تعميق الصراع بين الفصائل في طهران.
وبالنسبة لأجيال من الإيرانيين؛ فإن وجه رفسنجاني غير الملتحي أصبح رمزاً للتحزب، كما أن اسم شهرته "القرش" كان انعكاساً لقدرته الحكيمة على البقاء على قمة المستوى السياسي.
كان رفسنجاني مشغول البال كثيراً بالهيئة التي سيتذكره التاريخ بها؛ فقد أراد تشكيل هذا السرد إلى أقصى حد ممكن، ولا يوجد شك في أن مذكراته المنشورة انتقائية للغاية فيما يتعلق بالمعلومات التي أفشت عنها.
مما لا شك فيه أنه على مدار حياته السياسية، تحول رفسنجاني من كونه متشدداً إلى شخص اعتبرته الجماهير الإصلاحية الشبابية في إيران منقذاً محتملاً.
وفي مقاله المنشور على مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، يقول فاتانكا، إن السؤال الكبير الآن هو ما إذا كانت الشبكة الواسعة التي تركها رفسنجاني خلفه ستبقى معاً أم لا؛ فالموالون له موجودون في العديد من المؤسسات السياسية الإيرانية وفي الاقتصاد والإعلام.
وما يعادل ذلك في الأهمية أيضاً هل سيختار روحاني التقاط العباءة من معلمه القديم رفسنجاني أم لا؟ ففي الجمهورية الإسلامية دائماً ما كان دور الشبكات السياسية غير الرسمية الأهم في تشكيل النتائج.
فالأحزاب السياسية الرسمية للبلاد ليست أكثر من كونها عربات للحشد، ولهذا السبب وحده قد تكون الخطوات التالية لروحاني حاسمة ليس فقط في الحفاظ على عصبة رفسنجاني بكونها بديلاً للمتشددين، وإنما أيضًا توجيه مسار الجمهورية الإسلامية.