«أمريكا لن تشارك».. محادثات نووية تُلاحق تصعيدا إيرانيا وقلقا غربيا
جولة مباحثات بين إيران ودول أوروبية حول ملفها النووي تعقد الجمعة، في أعقاب تصعيد طهران، ردا على قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن مباحثات ستجرى يوم الجمعة المقبل حول البرنامج النووي، مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وتقف الدول الثلاث والولايات المتحدة خلف قرار اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، ينتقد طهران على عدم تعاونها في الملف النووي، ردت عليه طهران بإعلان وضع "أجهزة طرد مركزي متطورة جديدة" في الخدمة.
اجتماع الجمعة
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الأحد، إن اجتماعا يضم مساعدي وزراء خارجية إيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا سيعقد يوم الجمعة، دون أن يحدد مكان الاجتماع.
وأشار بقائي إلى أن الاجتماع يأتي استمرارا للمحادثات التي جرت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في سبتمبر/أيلول الماضي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وأضاف "سيتم خلال هذه الجولة من المباحثات التي خطط لها في نيويورك، استعراض الموضوعات الإقليمية والدولية بما فيها موضوع فلسطين ولبنان وكذلك الموضوع النووي".
إجراءات خارج إطار الوكالة
من جانبه، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف إن بدء إطلاق سلسلة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة هو رد على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا أن "النهج غير الواقعي الذي اتبعته الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة أدى إلى صدور قرار غير مبرر وغير توافقي بشأن برنامج إيران النووي السلمي في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وقال إن "استمرار مثل هذه الإجراءات السياسية غير البناءة سيدفع إلى اتخاذ إجراءات خارج الوكالة لحماية أمنها القومي"، حسب "إرنا".
توترات متصاعدة
وأبرم اتفاق نووي بين طهران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا) في عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد نشاطاتها النووية.
وانسحبت إدارة دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018، لتتراجع طهران تدريجيا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، وتتخذ سلسلة خطوات أتاحت نمو برنامجها النووي وتوسّعه إلى حد كبير، حسب ما ذكرت "فرانس برس".
وزادت إيران مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب بشكل كبير، ورفعت عتبة التخصيب إلى 60%، لتقترب بذلك من نسبة الـ90% اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وحدد الاتفاق النووي مع إيران، الذي فشلت مفاوضات إحيائه في عام 2022، معدل التخصيب الأقصى عند نسبة 3,67%.
قلق غربي
وغداة إعلان إيران وضع أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطورة في الخدمة ضمن برنامجها النووي، أعربت قوى غربية عن قلقها، داعية طهران إلى توثيق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان أمس "نلاحظ بقلق شديد إعلان إيران أنها بدلا من الرد على القرار (الذي اتخذته الوكالة الدولية للطاقة الذرية) بالتعاون، فإنها تخطط للرد بمزيد من التوسع في برنامجها النووي بطرق لا تستند إلى أي أساس سلمي موثوق"، مضيفة "نتوقع من إيران العودة إلى مسار الحوار والتعاون مع الوكالة".
ورحبت الدول الأربع بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلة إنه جاء ردا على "فشل إيران المستمر في التعاون مع الوكالة في الوقت المناسب".
ويدعو القرار طهران إلى تقديم "تفسيرات ذات مصداقية فنية" لوجود جزيئات يورانيوم تم العثور عليها في موقعين غير مُعلنين في إيران.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز