المكملات الغذائية وعلاج الكوليسترول.. دراسة تفضح الوهم
كشفت دراسة حديثة أن 6 مكملات غذائية شائعة باعتبارها تعمل على خفض معدل "الكوليسترول الضار" في الدم، ليس لها هذا التأثير المتوهم.
وتضمنت المكملات الغذائية الستة، التي شملتها دراسة تجريبية، أجراها مستشفى كليفلاند كلينك: زيت السمك والثوم والقرفة والكركم وستيرولات نباتية وأرز الخميرة الحمراء.
وخلصت التجربة التي نشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب إلى أن هذه المكملات الغذائية المستخدمة على نطاق واسع ويتم تسويقها على أنها مفيدة لتحسين صحة القلب، لم تخفّض نسبة "الكوليسترول الضار" في الدم مقارنةً بجرعة منخفضة من دواء الستاتين لخفض الكوليسترول أو من الدواء الوهمي.
وقال الدكتور لوك لافين، المشارك في إعداد الدراسة والمدير المساعد لمركز اضطرابات ضغط الدم في معهد أمراض القلب والأوعية الدموية والصدر في مستشفى كليفلاند كلينك: "مع الأسف، يعتقد العديد من المستهلكين أن مكملات الكوليسترول الغذائية أكثر أمانا من الأدوية الموصوفة ويعتقدون أن هذه المكملات أكثر فعالية من دواء الستاتين المخفّض للكوليسترول الضار في الدم".
وعكف الباحثون خلال التجربة على تحليل البيانات الصحية لـ 190 شخصا بالغا تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاما وليس لديهم تاريخ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتم اختيار المشاركين عشوائيا لتناول جرعة منخفضة من دواء الستاتين روسوفاستاتين (5 ملج يوميا)، أو دواء وهمي، أو زيت السمك، أو القرفة، أو الثوم، أو الكركم، أو الستيرولات النباتية أو خميرة الأرز الحمراء.
وكانت نقطة النهاية الأولية هي النسبة المئوية للتغير في نسبة (الكوليسترول الضار) من خط الأساس لدواء روسوفاستاتين 5 ملج يوميا مقارنة مع الدواء الوهمي وكل مكمل بعد 28 يوماً
وأظهرت نتائج الدراسة أن نسبة خفض الكوليسترول الضار لدى الاشخاص، الذين تناولوا جرعة من دواء الروسوفاستاتين كانت أكبر مقارنة بجميع المكملات الغذائية والعلاج الوهمي.
ولم تسجل أي من المكملات الغذائية انخفاضا ملحوظا في نسبة الكوليسترول الضار مقارنة بالدواء الوهمي. وكان لدواء الروسوفاستاتين أيضا تأثير مفيد على الدهون الثلاثية في الدم ونسبة الكوليسترول الكلي، ما يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبلغ متوسط خفض نسبة الكوليسترول الضار بين المشاركين، الذين تناولوا جرعة من دواء الستاتين 37.9٪ بعد 28 يوما، بينما كانت التغيرات في مستويات الكوليسترول بين أولئك الذين تناولوا أيا من المكملات الغذائية، مماثلة للتغيرات التي طرأت بين أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.
وحقق المشاركون، الذين تناولوا أدوية الستاتين انخفاضا بنسبة 24 ٪ في نسبة الكوليسترول الكلي في الدم، في حين لم تظهر مجموعة الأشخاص، الذين تناولوا كل من الدواء الوهمي أو المكملات الغذائية أي فائدة.
كما ساهم دواء روسوفاستاتين في خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم بنسبة 19٪ مقارنة بالدواء الوهمي، بينما لم تحدث المكملات الغذائية أي فرق في نسبة الدهون الثلاثية.
وعلق الدكتور ستيفن نيسين، المشارك في إعداد الدراسة والمدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر في مستشفى كليفلاند كلينك على تلك النتائج بالقول: "يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية كبدائل طبيعية لحماية القلب والتحكم بمستويات الكوليسترول. وغالبا ما يلجأ المرضى إلى المكملات الغذائية بدلا من أدوية الستاتين لإدارة ارتفاع مستويات الكوليسترول في ظل عدم توفر بيانات عالية الجودة، الأمر الذي يمثل مصدر قلق كبير للصحة العامة".
ويُعد ارتفاع البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، والمعروف أيضا باسم الكوليسترول الضار، سببا رئيسا لأمراض القلب التاجية؛ إذ يتسبب في تراكم الترسبات الدهنية داخل الشرايين، ما يقلل أو يعوق تدفق الدم والأكسجين، الذي يحتاجه القلب.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعرض المريض إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية. وتشير العديد من الدراسات إلى أن خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.