"نحن نستطيع.. نحن سنفعل".. ما الذي يعنيه شعار أسبوع نيويورك للمناخ؟
رسائل من المشاركين: الحلول ما زالت ممكنة ويجب القيام بذلك معاً
رغم تحذيرات الكثير من الهيئات الدولية من أن التغيرات المناخية ربما بلغت مرحلة "اللا عودة"، تعتبر منظمات أخرى أن الحلول ما زالت ممكنة.
تحت شعار "نحن نستطيع.. نحن سنفعل"، تعقد "مجموعة المناخ"، وهي منظمة دولية غير ربحية تهدف إلى تسريع العمل المناخي، فعاليات الدورة الـ15 من أسبوع المناخ، في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة من 17 إلى 24 سبتمبر/ أيلول 2023.
يمثل أسبوع نيويورك للمناخ، الذي يُعقد سنوياً بالشراكة مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، منصة دولية لإعادة التأكيد على الأهداف المناخية، وتجديد الدعوة إلى زيادة الالتزامات التي تعهدت بها الحكومات والشركات والمنظمات المختلفة، لدفع جهود العمل المناخي على الصعيد العالمي.
ويُعد أسبوع المناخ أكبر حدث سنوي من نوعه على صعيد العمل المناخي، حيث يجمع قادة الأعمال وصناع التغيير السياسي ومتخذي القرار، جنباً إلى جنب مع ممثلي منظمات المجتمع المدني، ومسؤولي الشركات الكبرى وقطاع الأعمال من أنحاء العالم، وتتضمن فعاليات الأسبوع تنظيم حوالي 400 نشاط في مختلف أحياء المدينة الأمريكية.
يعكس شعار الدورة الـ15 من أسبوع نيويورك للمناخ "نحن نستطيع.. نحن سنفعل - We Can, We Will"، مجموعة المفاهيم، التي تحرص "مجموعة المناخ" على التأكيد عليها، في مقدمتها التأكيد على أن الحلول مازالت ممكنة، كما أنه يمثل وعداُ مفعماً بالأمل بدفع العمل المناخي، بالإضافة إلى دعوة للقيام بذلك معاً من خلال العمل الجماعي.
كسر الحواجز واستكشاف الفرص الجديدة
ووفق بيان صدر عن "مجموعة المناخ"، تلقته "العين الإخبارية"، فإن شعار دورة هذا العام "يتطرق إلى الإجراء الذي يتعين علينا جميعاً اتخاذه الآن، كما يتطرق إلى أهمية الحاجة إلى التطلع بنظرة إيجابية نحو المستقبل، واستكشاف الفرص الجديدة".
كما يجسد شعار دورة هذا العام العزم على التمسك بالأمل، والتأكيد على أنه قد حان الوقت للبدء في تحويل كافة الخطابات والتعهدات التي تم إطلاقها على مدار السنوات الماضية، إلى عمل قابل للقياس، وإلى إجراءات ملموسة لتحقيق الالتزامات الطموحة، "حتى نثبت لأنفسنا وللأجيال المقبلة، إننا قادرون على ذلك، وإننا سنفعل ذلك".
ويعتبر البيان أنه "عندما يتعلق الأمر بمصادر الطاقة المتجددة والتمويل، يمكننا القول إننا شهدنا بعض المكاسب الواعدة، ولكن لا يمكننا أن نكتفي بما حققناه من إنجازات"، لافتاً إلى أن العالم يدخل مرحلة جديدة، تتطلب مضاعفة الاستثمارات الخضراء بمقدار 3 مرات، واتخاذ إجراءات ملموسة، وكسر الحواجز من خلال العمل الجماعي على الصعيد الدولي.
ومن المتوقع أن تكون نسخة 2023 من أسبوع نيويورك للمناخ أكثر طموحاً وتأثيراً من الدورات السابقة، من خلال دعوة قادة الأعمال وصناع القرار وقادة المجتمعات المحلية وممثلي المجتمع المدني لحشد المساهمات اللازمة لخفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2030، والوصول إلى هدف صافي الصفر بحلول عام 2050.
- خبراء عن أسبوع المناخ بنيويورك: 5 قضايا بيئية يجب مراقبتها
- الأمم المتحدة تحذر: تأثير تغير المناخ "أسوأ مما كنا نظن"
منصة لجميع الأصوات من أجل حماية الكوكب
ويتضمن البرنامج الرئيسي لأسبوع نيويورك للمناخ مجموعة من الفعاليات والأنشطة، تبدأ بحفل الافتتاح يوم 17 سبتمبر/ أيلول، والذي يجمع لفيفاً من الرؤساء وقادة الحكومات، إضافة إلى مشاركين من أبرز الشخصيات العالمية في قطاع الأعمال، وممثلي منظمات المجتمع المدني، وخبراء ومسؤولي الهيئات الدولية والإقليمية المعنية بالعمل المناخي.
كما سيتم تنظيم أكثر من 400 فعالية، سواء بالحضور الشخصي أو الافتراضي والمختلط، عبر أحياء مدينة نيويورك، وفي مناطق أخرى من العالم، بهدف إتاحة الفرصة للشركات والمنظمات والقادة الحكوميين والأفراد، لتبادل الأفكار، وعرض ابتكاراتهم المناخية.
وتؤكد "مجموعة المناخ"، عبر بيانها: "نحن فخورون بأننا المنصة الرائدة لجميع الأصوات التي تعمل على حماية الكوكب وسكانه، بطريقة تعزز التعاون الحقيقي والتواصل والتأثير"، مشيرةً إلى أن "توفير منصة للأشخاص لاستضافة أحداث متنوعة، عبر الصناعات الرئيسية، هو طريقتنا في رعاية بيئة شاملة، بحيث يكون الجميع جزءاً منها".
"انتصارات عظيمة" وسط تحديات بالغة
ويتطرق البيان إلى بعض المؤشرات الإيجابية التي تحققت خلال عام 2022 الماضي، والتي وصفها بـ"الانتصارات العظيمة"، منها مضاعفة الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة لتصل إلى 1.1 تريليون دولار، لتضاهي الاستثمارات في الوقود الأحفوري لأول مرة، كما أطلقت الولايات المتحدة قانون الحد من التضخم بقيمة 369 مليار دولار لمكافحة التغيرات المناخية.
كما أطلقت كل من الصين ودول الاتحاد الأوروبي خططاً استثمارية بمليارات الدولارات، لدعم التكنولوجيا الخضراء، وتعزيز أمن الطاقة، في غياب إمدادات الغاز الطبيعي، فضلاً عن انتشار مئات الآلاف من المركبات الكهربائية على الطرق وفي شوارع المدن بالعديد من الدول، مما دفع الانبعاثات الحرارية إلى الاتجاه نحو الانخفاض في بعض أنحاء العالم.
ورغم كل هذه الجهود المبذولة، لا تزال مؤشرات الانبعاثات تواصل ارتفاعها على مستوى العالم، نتيجة استمرار استخدامات الوقود الأحفوري على نطاقات واسعة، مما دفع اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى التحذير، في تقريرها العلمي الأخير، من أن ما تم إنجازه حتى الآن، والخطط الحالية، غير كافية لمعالجة تغير المناخ.
وتختتم "مجموعة المناخ" بيانها بالقول إن أسبوع نيويورك للمناخ يركز على "كيف يمكننا الانتقال من الالتزامات الطموحة إلى العمل الهادف لتسريع عملية التحول، في ظل الحاجة الملحة لتغيير مستقبلنا.. نحن نستطيع وسوف نفعل ذلك".
- تخزين الكربون في التربة.. شكوك حول فاعلية أداة مواجهة تغير المناخ
- تسعير الكربون.. فيما ستنفق العائدات؟
رسائل المشاركين: "نحن نستطيع وسنفعل"
ويستعرض الموقع الرسمي لأسبوع نيويورك للمناخ مجموعة من الرسائل التي يوجهها عدد من المشاركين، من قطاعات مختلفة، حول شعار الدورة الـ15، ومنها:
- في قطاع المباني البيئية: يقول فيلمنج فويتمان، نائب رئيس شركة "فيلوكس" للعلاقات الخارجية والاستدامة: "نحن نستطيع وسوف نفعل من خلال إنشاء مبان أكثر صحة للناس والكوكب، استخدام مواد بناء أكثر استدامة يمكن أن يساعد في تقليل البصمة الكربونية لقطاع البناء، والتي تمثل 37% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم".
- ومن قطاع الطاقة: تؤكد أنجي جيلديا، مسؤولة القطاع الوطني للطاقة والموارد الطبيعية في شركة "كي بي إم جي" في الولايات المتحدة: "نحن نستطيع وسوف نفعل من أجل مستقبل منخفض الكربون، ينبغي النظر إلى الطاقة من خلال 4 ركائز: الاستدامة، التوافر، الموثوقية، والقدرة على تحمل التكاليف، وسوف يتطلب الأمر من الجميع الجلوس على طاولة التفاوض، لمواجهة التحديات الراهنة".
- وفيما يتعلق بمحور العدالة البيئية: يقول ناثان ميتينييه، مدير الحوكمة والتنمية بصندوق الشباب للعدالة البيئية: "إننا نستطيع وسوف نفعل من حلال دعم حركات العدالة المناخية الشبابية، وحشد التمويل القائم على الثقة وتنمية القدرات بين الشباب، من أجل بناء مستقبل عادل ومستدام".
- وفي قطاع إنتاج الغذاء: تقول جاكلين كاردين، المدير التنفيذي لـ"أورجانيك فالي"، شريك برنامج الغذاء العالمي لهذا العام: "نحن نستطيع وسوف نعمل على مكافحة تغير المناخ من خلال حماية الحياة في المزارع العائلية العضوية، نحن نحمي الكثير في هذا العالم، نحمي الأنواع المهددة بالانقراض، كما نحمي الكثير من المتنزهات الوطنية، لمعالجة أزمة المناخ".
- وبالنسبة لقطاع الصناعة: تؤكد نيكول ويتوسلاوسكي، مديرة الشؤون العامة في رابطة النحاس الدولية، على أهمية تطبيقات النحاس في خفض الانبعاثات في جميع المجالات، مشيرةً إلى أن "تطبيقات النحاس تقود التحول الأخضر، مما يتيح أنظمة الطاقة المتجددة والمباني المستدامة، التي تقلل الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى أهمية التدوير في إنتاج واستخدام النحاس من الموارد الطبيعية".
- وفيما يتعلق بقطاع الطبيعة: يقول الدكتور أندرو كوبورن، الرئيس التنفيذي لشركة "نيتشر ريزيليانس" لدعم الطبيعة: "نحن نستطيع وسوف نعمل على دعم الشركات في التعامل بإيجابية مع الطبيعة، والوصول إلى صافي صفر انبعاثات، مع تحسين الفرص التجارية الناشئة لمستقبل منخفض الكربون".
- وفيما يتعلق بمحور استدامة الحياة: يقول دوجلاس سابو، الرئيس التنفيذي لشركة "فيزا" للاستدامة: نحن نستطيع وسوف نعمل بشكل تعاوني من أجل مساعدة الآخرين في السفر والشراء والعيش بشكل أكثر استدامة، ومع تزايد الحاجة الملحة للعمل المناخي، يجب علينا جميعاً تكثيف جهودنا من أجل تمكين الأفراد والشركات على تبني سلوكيات وممارسات أكثر استدامة في حياتنا اليومية".
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA=
جزيرة ام اند امز