خبراء عن هجوم مانهاتن: عدوى "هجمات الدهس" انتقلت إلى أمريكا
هجوم مانهاتن الإرهابي ربما يكون مؤشرا مخيفا على الأمور التي ستأتي في الحرب ضد الإرهاب في الولايات المتحدة وفقا لتحذيرات خبراء.
الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة 12 آخرين في حي مانهاتن بولاية نيويورك، الثلاثاء، يمكن أن يكون مؤشراً مخيفاً على الأمور التي ستأتي في الحرب ضد الإرهاب في الولايات المتحدة، وفقا لتحذيرات خبراء.
وفي تقرير نشرته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، قالت إن بساطة التخطيط والقيام بهجمات مماثلة، حيث قاد رجل شاحنة صغيرة على طريق للدراجات بالقرب من مركز التجارة العالمي، ودهس راكبي الدراجات، يجعل من الصعب حمايتهم ومنعه.
وقال تشارلز ستروزير، مدير مركز الإرهاب في كلية جون جاي للعدالة الجنائية: "الآن، للأسف، قد أصبح الأمر تقليديا تقريبا، لأنه سهل للغاية. هذا الشكل المحدد من الهجمات لم يصل إلى أي مكان في الولايات المتحدة من قبل. نحن عرضة للخطر. المجتمعات الديمقراطية مفتوحة ويمكن اختراقها".
واعتبرت الصحيفة أنه في حين تعد تلك الهجمات ظاهرة جديدة نسبيا على أرض الولايات المتحدة، فإن هجوم مدينة نيويورك، الثلاثاء، يعكس العديد من الحوادث الإرهابية خلال العام الماضي في دول أوروبا كما حدث في مدن برشلونة ولندن وألمانيا ونيس.
وقال جون شين، أستاذ القانون وعلوم الشرطة بكلية جون جاي: "هذه الأنواع من الأشياء تختمر في الطوابق السفلية في جميع أنحاء البلاد في الوقت الراهن، إنها الجريمة المثالية من أجنبي إلى أجنبي- التي تحدثنا عنها في دوائر الشرطة والدوائر البحثية منذ عقود".
وأضاف: "عندما تسمع عن سرقة في الشارع أو تسمع عن جريمة قتل، فإن الجريمة التي تخيفك أكثر من غيرها هي التي تحدث على ما يبدو على نحو عشوائي، وهذا بالضبط ما تفعله تلك الحوادث، ولذلك يصعب بصفة استثنائية للغاية الحماية منها".
وقال بروس هوفمان من "مركز ويلسون" في واشنطن العاصمة، إن مدينة نيويورك التي تشتهر باسم التفاحة الكبيرة تظل هدفا رئيسيا للإرهابيين بعد أكثر من 16 عاما من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وأشار إلى أن نيويورك هي بالتأكيد جزء من استراتيجية تنظيم "داعش" الإرهابي منذ 3 سنوات، وهي استراتيجية لا تزال قائمة على الرغم من الهزائم العسكرية التي يواجهها التنظيم الإرهابي.
وأوضح هوفمان أن" نيويورك هدف محصن، وإذا تمكنوا من اختراق دفاعات نيويورك، فإن هذا يوجه ضربة نفسية قوية جدا من قبل الإرهابيين.
وأضاف أن "هذا النوع من الحوادث الذي ترى التنظيمات الإرهابية أنه يعكس أي انتكاسات ربما حدثت لهم، لأنها تثير على الفور الخوف والقلق، عدة وأدوات الإرهابيين".
ولفت إلى أنه يرى هذا النوع من الهجمات باعتبارها غير عشوائية، ولكنها تهدف إلى تعطيل الأحداث المجتمعية الكبيرة، مثل موكب عيد "الهالويين" الذي كانت تستعد له نيويورك ليلة الثلاثاء، وماراثون نيويورك يوم الأحد، أو موكب عيد الشكر الشهير القادم.
ونوّه إلى أن الإرهابيين يفضلون تخطيط هجمات "ترتبط بشيء" مثل المسيرات "لتعظيم تأثير الهجوم".
وقال فيكتور أسال، أستاذ العلوم السياسية بكلية روكفلر للشؤون العامة والسياسة بجامعة ولاية نيويورك بالعاصمة ألباني، إن الإنترنت يدفع الإرهابيين من "الذئاب المنفردة" إلى التطرف على نحو متزايد، ويشجعهم على العمل.
وأضاف: "إننا نشهد المزيد والمزيد من الذئاب المنفردة الملهمة الذين ربما تم توجيههم وشراؤهم لتبني أيديولوجية شخص ما".
وفي تعقيب على دور الإنترنت في هذه الهجمات، استشهد هوفمان بكتابه الأخير Inside Terrorism (في قلب الإرهاب)، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الاجتماعي والإنترنت تسمح للإرهابيين بالوصول إلى الأشخاص بشكل مباشر أكثر مما كان عليه الحال في الماضي.
وتابع: "هذا النهج الجديد من قبل الإرهابيين، باستخدام الإنترنت، تضخمه وسائل الإعلام الاجتماعي، ولذلك نشهد الآن حوادث تسلسلية، لها صدى أكبر بكثير، وزخم بسبب قوة التواصل لوسائل الإعلام الاجتماعي".
لكن "أسال" شجع الأمريكيين على عدم إعطاء الإرهابيين ما يريدون، لأن "المتطرفين يريدون من الأمريكيين أن يكرهوا جميع المسلمين"، مضيفا: "لكننا بحاجة إلى أن ندرك أننا لن نميز ضد مجموعة كاملة، ولكن ضد التطرف نفسه".