حرب غزة.. أوباما يغرد خارج سرب بايدن
في تعليق غربي نادر على أزمة سياسية خارجية، انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بعضا من تصرفات إسرائيل في قطاع غزة
ففيما أكد أوباما مجددا دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وإدانته لهجوم حماس، حذر في الوقت ذاته، من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون في مثل هذه الحروب.
واعتبر أوباما أن بعض تصرفات تل أبيب في حربها المتواصلة لليوم الثامن عشر على التوالي، على قطاع غزة، مثل قطع الغذاء والمياه، يمكن أن "تؤدي إلى تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال، وتضعف الدعم الدولي لإسرائيل. .
وحذر أوباما من أن عملية برية إسرائيلية محتملة في قطاع غزة ردا على هجوم حماس المفاجئ يمكن أن "تأتي بنتائج عكسية" إذا لم يتم حماية المدنيين الفلسطينيين.
وقال في بيان له، نقلته وسائل إعلام أمريكية ووكالات دولية، بينها رويترز، إن "قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين (في غزة) لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة فحسب، بل يمكن أن يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال عديدة، ويؤدي إلى تآكل الدعم العالمي لإسرائيل، ويلعب دوراً في تفاقم الأزمة الإنسانية".
لكنه وصف سماح إسرائيل لشاحنات الإغاثة بالدخول إلى قطاع غزة، مؤخرا، بأنه "خطوة مشجعة"، معربا في الوقت ذاته عن إدانة هجوم حماس.
وأضاف "الجهود التي تبذلها إسرائيل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة ستقع في أيدي أعداء إسرائيل وتقوض الجهود طويلة الأمد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
وفي أعقاب هجوم شنته حركة حماس على بلدات إسرائيلية، في السابع من الشهر الجاري، أسفر عن مقتل 1400 شخص وأسر عشرات الرهائن، قامت إسرائيل بشن حرب على قطاع غزة، أوقعت أكثر من خمسة آلاف قتيل، وأكثر من 15 ألف جريح، بحسب أرقام رسمية صادرة عن كل الجانبين.
كما فرضت إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، على مساحة 365 كلم مربع، منعت بموجبه الغذاء والماء والكهرباء، قبل أن توافق مؤخرا على إدخال بعض المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، والتي تؤكد مؤسسات دولية وأممية أنها ليست كافية لاحتياجات النازحين والمستشفيات التي تعاني من أزمة خانقة.
ولم يتضح ما إذا كان أوباما قد نسق بيانه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس لمدة ثماني سنوات، ولم يظهر أي انتقاد لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، بل أكد أن دعم بلاده لتل أبيب"صلب كالصخر" و"راسخ"
وخلال رئاسته، أيد أوباما في كثير من الأحيان حق إسرائيل في الدفاع عن النفس في بداية الصراعات مع حركة حماس في غزة، لكنه سرعان ما دعا تل أبيب إلى ضبط النفس بمجرد تزايد الخسائر البشرية الفلسطينية في الغارات الجوية.
وسعت إدارة أوباما، لكنها فشلت في نهاية المطاف، إلى التوصل إلى اتفاق سلام في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
ومنذ توليه منصبه في أوائل عام 2021، لم يحاول بايدن استئناف المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة، قائلا إن القادة من الجانبين كانوا متشددين للغاية وأن المناخ ليس مناسبا.
وخلال توليه المنصب، كانت العلاقة بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوترة، بما في ذلك عندما كانت الإدارة الأمريكية تتفاوض على اتفاق نووي مع إيران.
العظة بالماضي
واستشهد الرئيس الأمريكي الأسبق، بالولايات المتحدة، والرد العسكري ضد تنظيم القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، قائلا "في بعض الأحيان لم ترق إلى مستوى قيمنا العليا عندما انخرطت في الحرب" ولم تستجب بشكل فعال لنصيحة الحلفاء.
ورأى أنه "من الممكن لأصحاب النوايا الحسنة أن يدافعوا عن الحقوق الفلسطينية ويعارضوا بعض سياسات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة دون أن يكونوا معادين للسامية".
ومنذ بداية الحرب في السابع من الشهر الجاري، تقول إسرائيل إنها تعتزم القضاء على القدرات العسكرية لحماس في أية عملية مستقبلية.
لكن اعتمادا على التكتيكات العسكرية المستخدمة، فإن القيام بذلك في بيئة حضرية مكتظة مثل غزة يمكن أن يعرض آلاف الأشخاص للخطر في واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض، وفق مؤسسات حقوقية ودولية.
ومن شأن حملة عسكرية كاسحة أن تهدد أيضا بتصعيد القتال إلى حرب إقليمية مع إيران، التي أشارت إلى أنها ستتدخل إذا استمرت العملية الإسرائيلية في غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أخبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق، أن تل أبيب ليس أمامها من خيار سوى إطلاق عملية برية في غزة، وأنه يتوقع "حربًا طويلة وصعبة".