طريق نتنياهو للضم.. 4 عقبات ترسم 5 سيناريوهات
المعارضة الفلسطينية والعربية والدولية الشديدة لخطط الضم قد تدفع نتنياهو للنظر في سيناريوهات تحد من طموحه ولكنه قد يعاند
أيديولوجيا.. يدفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باتجاه ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، باعتبارها جزءا من "أرض إسرائيل" أو "يهودا والسامرة"، وهو التعبير التوراتي الذي لا ينفك عن استخدامه.
ولكن نتنياهو، رئيس الوزراء الأطول حكما في إسرائيل، يأمل أيضا أن يدخل التاريخ باعتباره الزعيم الذي رسم لأول مرة، خارطة هذه الدولة.
كما أن نتنياهو يدفع بكل قوة لبدء عملية الضم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، للحصول على توقيع الرئيس دونالد ترامب على هذا الضم بعد مخاوف يمينية إسرائيلية من أن ولايته الرئاسية الثانية باتت غير مضمونة في ظل الاضطرابات والضائقة الاقتصادية في الولايات المتحدة والناتجة عن جائحة كورونا.
إلا أن نتنياهو الذي كان يأمل أن تكون عملية الضم سلسة في ظل انشغال العالم بجائحة كورونا، يواجه عدة عقبات محلية وخارجية قد تجبره على النظر في موعد تنفيذ الضم أو مداه أو كليهما معا.
- سفير الإمارات في واشنطن لإسرائيل: الضم يدمر فرص السلام
- دبلوماسي أوروبي لـ"العين الإخبارية": الضم الإسرائيلي بالضفة لن يمر دون رد
وما بات واضحا هو أن آمال نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية على خرائط الضم قبل الأول من يوليو/تموز المقبل باتت بعيدة المنال.
ففيروس كورونا أرجأ لأكثر من مرة اجتماعات اللجنة الإسرائيلية-الأمريكية المكلفة بالاتفاق على خرائط الضم ويلزمها الآن أسابيع عديدة للاتفاق عليها في حال التئمت من جديد قريبا.
وأمام هذا المشهد، رصدت " العين الإخبارية" 4 عقبات في طريق نتنياهو للضم:
أولا: معارضة دولية وعربية وأوروبية وروسية وأممية، لخطوة الضم باعتبارها تدميرا لمشروع حل الدولتين الذي يحظى بالإجماع الدولي.
ثانيا: جدية القيادة الفلسطينية في وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واعتبار منظمة التحرير نفسها في حل من الاتفاقيات والتفاهمات مع تل أبيب ، ما ينذر بتغيير معادلة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ثالثا: عدم التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية على خرائط الضم والحاجة لأسابيع أو أشهر من أجل التوصل إلى هكذا اتفاق.
رابعا: معارضة اليمين وقادة المستوطنين لبند في صفقة القرن يلزم إسرائيل بالتفاوض مع الفلسطينيين على قيام دولة فلسطينية على 70% من الضفة الغربية مقابل الحصول على اعتراف أمريكي بالضم.
مجمل هذه العقبات تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للنظر في 5 سيناريوهات للضم، رصدتها "العين الإخبارية" كما يلي:
السيناريو الأول
أن يعلن في الأول من يوليو/تموز المقبل، عن الشروع بالخطوات التشريعية لضم غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومناطق نفوذ هذه المستوطنات ما يشكل أكثر من 30% من مساحة الضفة.
ولكن ضمن هذا السيناريو فإن التطبيق سيكون مرهونا بالتوصل مع الإدارة الأمريكية إلى اتفاق حول خرائط الضم ما يعني أن عملية الضم ستستغرق أشهرا، ولكنها في نهاية الأمر ستتم حسب المخطط.
إلا أن نتنياهو يخاطر بذلك بعدم الحصول على اعتراف الإدارة الأمريكية بالضم في حال خسارة الرئيس الأمريكي ترامب للانتخابات الرئاسية.
السيناريو الثاني
أن يعلن في الأول من الشهر المقبل، عن ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية والتي تشمل "أرئيل" في شمالي الضفة، و"جوش عتصيون" (جنوب)، و"معاليه أدوميم" (وسط).
خطوةٌ من شأنها أن ترضي الغالبية من المستوطنين الذين يسكنون في هذه الكتل، ولكنها لا تلبي طموح اليمين الإسرائيلي بضم أكبر قدر ممكن من أراضي الضفة الغربية.
كما يمكن لنتنياهو أن يسوق هذه الخطوة في المجتمع الدولي على أنها بمثابة تنازل من جانبه.
السيناريو الثالث
أن يسعى الرجل لتسوية مع دول خارجية تقوم على أساس تقليص مساحة الضم بمقابل الحصول على تنازلات سياسية من هذه الدول.
ويخشى نتنياهو عقوبات وبخاصة عربية ودولية، وملاحقة في المحكمة الجنائية الدولية في حال المضي قدما في عملية الضم المخالفة للقانون الدولي.
ولكن تجارب الماضي تشير إلى أن نتنياهو تراجع في بعض الأحيان مقابل الحصول على أثمان سياسية خارجية.
السيناريو الرابع
أن يؤجل الشروع بعملية الضم لعدة أسابيع لحين التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية على خرائط الضم على أن تتم قبل انتخابات البيت الأبيض.
ويسعى السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، وهو من أكبر الداعمين لعملية الضم، للتوصل إلى تفاهم ما بين نتنياهو ووزيري الدفاع بيني جانتس والخارجية جابي أشكنازي على الضم توطئة لاتفاق إسرائيلي-أمريكي.
ويرهن جانتس وأشكنازي موافقتهما على أي عملية ضم بالتوصل إلى اتفاق إسرائيلي-أمريكي.
السيناريو الخامس
أن يعلن بشكل أحادي، دون موافقة الإدارة الأمريكية ولكن بعد إبلاغها مسبقا ، عن ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية ولكن أقل مما هو معلن.
ويحظى هذا السيناريو بدعم عدد من قادة المستوطنات الإسرائيلية الذين يرفضون أية مقايضة للضم بقبول قيام دولة فلسطينية على 70% من الضفة الغربية.
غير أن تجارب السنوات الماضية أبرزت أن تمسك نتنياهو بكرسي الحكم قد يدفعه لتبني سيناريوهات أغضبت لعالم.