أكتوبر الأسود على قطر.. 4 ضربات قاصمة لـ"تنظيم الحمدين"
الدوحة تفقد توازنها نتيجة الضربات التي تلقتها خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي
ارتباك وتخبط قطري مستمر وتناقض لم ينتهِ منذ 5 يونيو/حزيرن الماضي، عندما قررت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قطع علاقتها مع قطر.
ومع دخول الأزمة شهرها الخامس فقدت الدوحة توازنها نتيجة الضربات التي تلقتها خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
1-رياح التغيير في الداخل
بدأت رياح التغيير تأتي بما لا تشتهي سفن تنظيم الحمدين، ففي تطور للأزمة القطرية التي فقدت الدوحة على أثرها تفاعلها مع محيطها الخليجي والعربي بدأ الشعب القطري في الانتفاض، حيث تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في الدوحة هاشتاق بعنوان "قطر الجديدة"، دعوا فيه الشعب إلى تدشين عملية تغيير سلمي في ظل الفضائح التي تلاحق النظام القطري.
وحددت الدعوات التي لاقت تفاعلا كبيرا يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول، تحت مسمى "جمعة الغضب"، معلنين فيه بداية ثورة جديدة، مطالبين فيها بإنهاء حكم تميم بن حمد وحكومته لإنقاذ قطر وشعبها من قراراتهما الخاطئة وحماية أمن واستقرار المنطقة العربية.
وشهدت الفترة الماضية حالة من العنف والاعتقالات وصلت إلى الزج بالعديد من أبناء أسرة آل ثاني في السجون والمعتقلات، كما شهدت دعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني أبناء الشعب وأفراد الأسرة الحاكمة للتواصل معه للتحضير لاجتماع واسع يضم مختلف قطاع الشعب، للتفكير في كيفية إنقاذ قطر من سياسات نظامها الحالي.
ووجدت دعوة الشيخ عبدالله استجابة من الشعب القطري وأبناء الأسرة الحاكمة؛ حيث أعلن الشيخ سلطان بن سحيم تأييده لهذه الدعوة.
كما شهدت أزمة الدوحة اصطفاف القبائل القطرية وعلى رأسها قبيلة آل المرة، وفخيذة الغفران وقبيلة الهواجر، حول زعمائها، وتقدمت بشكوى رسمية ضد قطر لدى مفوضية حقوق الإنسان الأممية في جنيف.
2-إلغاء التدريبات العسكرية.. رسالة أمريكية
قرار أمريكي مفاجئ جعل نظام الدوحة في مأزق، حيث تم إلغاء تدريبات عسكرية دورية كانت تقام بانتظام في قاعدة العديد الأمريكية في الدوحة.
وفق مراقبين فإن إلغاء وزارة الدفاع الأمريكية التدريبات المشتركة يعتبر رسالة سياسية للدوحة، تفيد بعدم جدوى استمرار المراهنة على الوقت، في الوقت نفسه تقوم قطر بترسيخ التحالف المعلن مع إيران، الدولة التي تضيق واشنطن الخناق عليها مع مرور الوقت.
كما أن قرار واشنطن جاء في وقت لم تعد دول الخليج المجاورة لقطر مستعدة لإرسال جنودها للمشاركة في تدريبات، انطلاقاً من القاعدة.
وحسب وكالة "أسوشيتد برس الأمريكية" يخشى المسؤولون الأمريكيون من أن يقود هذا النهج القطري إلى تقويض مهام قاعدة العديد، التي تعول عليها القيادة الأمريكية كثيرا في دعم عملياتها في أفغانستان، وتنفيذ مهام التحالف الدولي ضد داعش في كل من العراق وسوريا.
وقال كريستيان كوتيس أولريشسن، الباحث في معهد جيمس بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس الأمريكية، حسب الوكالة، إن أمريكا تريد إيصال رسالة بأنها ترغب في حل الأزمة سواء الآن أو لاحقاً، مضيفاً أن الأمريكيين يريدون أن يقولوا أيضا إن صبرهم ليس مفتوحاً على مصراعيه، وأنه بدأ ينفد بالفعل.
3- النزيف الاقتصادي يتواصل
كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية أن البنك المركزي القطري أضاف ما يعادل نحو 19 مليار دولار من أصول العملات الأجنبية إلى إجمالي احتياطياته في أغسطس/آب، بناء على توصية من صندوق النقد الدولي، لتعويض تأثير مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "السعودية، الإمارات، البحرين، مصر"، لنظام الحمدين الحاكم في قطر، والذي يدعم الجماعات الإرهابية.
وفي وقت سابق، أوصى مصرفيون ببيع الأصول القطرية التابعة لصندوق الثروة السيادية، وقالوا وفقا لبلومبرج، إنهم لا يتوقعون أي استثمارات كبيرة للصندوق في المدى القريب.
وسجل اقتصاد قطر أبطأ نمو منذ 22 عاما بسبب المقاطعة، إذ نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.6% في الربع الثاني المنتهي في 30 يونيو/حزيران من العام الماضي، مقارنة بنسبة 2.5% في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار.
وتدرس هيئة قطر للاستثمار -التي خفضت حصصها المباشرة في مجموعة كريدي سويس، وروزنيفت، وتيفاني- بيع المزيد من أصولها البالغة 320 مليار دولار، والتي تشمل حصصا في جلينكور بي إل سي، وباركليز بي إل سي، وتوجيه العائدات إلى السوق المحلية، وفقا لمصادر مطلعة.
4- مونديال 2022.. حلم يتبدد
أكدت مؤسسة "كورنر ستون جلوبال" للاستشارات أن مونديال 2022 في قطر أصبح مشروعاً عالي الخطورة بالنسبة للشركات الأجنبية الكبرى التي تعاقدت معها قطر لتحسين البنية التحتية بتكلفة تبلغ 200 مليار دولار.
فيما أكدت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن إقامة المونديال في قطر أصبح مشكوكا فيها بقوة، وأن إمكانية سحب تنظيم البطولة من قطر واردة بشكل كبير ونقلها إلى دولة أخرى.
وأرجعت الصحيفة -في إطار تقريرها الذي نشرته مؤخرا- ذلك إلى الأزمة السياسية التي تعاني منها قطر مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
وأوضحت أن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنح تنظيم البطولة إلى قطر قد تسبب في إثارة موجة هائلة من الجدل بسبب شبهات الفساد التي أحاطت بهذا القرار.
فيما نشرت صحيفة "ميرور" البريطانية، تقريرا ذكرت فيه أن إنجلترا مرشحة لاستضافة كأس العالم 2022 بدلا من قطر.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg
جزيرة ام اند امز