من كان يحكم العالم خلال حرب أكتوبر 73؟
بوابة" العين" ترصد أهم قادة وزعماء العالم والتحالفات خلال الفترة التي شهدت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
تمر هذه الأيام الذكرى الـ43 لحرب 6 أكتوبر المجيدة، حيث حقق المصريون من خلال خطة عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف شرق القناة، هزائم متعددة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وشهدت الأوضاع السياسية خلال الفترة التي شهدت الحرب تحالفات مختلفة قادها زعماء ورؤساء الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.
وكان الدعم العربي عنصراً مهماً وأساسياً في مساندة مصر وسوريا أثناء الحرب، بينما ساندت الولايات المتحدة إسرائيل عسكرياً، خاصة بعد أن ألحق الجيش المصري خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
ترصد بوابة "العين" الإخبارية أهم قادة وزعماء العالم خلال الفترة التي شهدت حرب 6 أكتوبر المجيدة عام 1973، وكيف كانت التحالفات خلال هذه الفترة.
إدارة السادات
في مصر كانت الإدارة السياسية تحت قيادة الرئيس محمد أنور السادات رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، وتولى السادات من الفترة ١٩٧١-١٩٨١ في توقيت صعب عقب حروب متتالية مرت بمصر بداية من نكسة ٦٧ وحرب الاستنزاف، ووفقاً للدستور المصري كانت قيادة المعركة للقائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للجيش، إضافة للفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكانت لديهم مسؤولية تخطيط وإدارة وتنفيذ حرب أكتوبر.
إدارة جولدا مائير
وعلى الجانب الآخر، كانت تقود الإدارة الإسرائيلية رئيسة الوزراء جولدا مائير، وبجانبها موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي، ومدير المخابرات الجنرال إيلي زاعيرا، ورئيس أركان الجيش الجنرال ديفيد أليعازر، وتولت جولدا مائير من ١٩٦٩-١٩٧٤، وكانت المسؤولة عن عقد اجتماعات لمتابعة تطورات الأوضاع ومناقشة المعلومات حول استعدادات مصر وسوريا على الحدود قبل الحرب بخمسة أشهر، وكانت مائير وديان هما أصحاب القرار الأول في تعبئة الجنود الإسرائيليين.
إدارة ألكسندر كوسيغين السوفيتية
وأسهم الاتحاد السوفيتي وقتها في تعزيز القوات المصرية السورية شرق قناة السويس، وقدم الأسلحة التي أسهمت بشكل كبير لمساندة مصر في حربها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان ألكسندر كوسيغين رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي وقتها، الذي حكم من ١٩٦٤-١٩٨٠، من أهم الداعمين للجانب المصري، ويذكر بعض المؤرخين أن كوسيغين حضر القاهرة في الفترة من ١٧-١٩ أكتوبر 73 لمناقشة الأوضاع العسكرية.
إدارة نيكسون الأمريكية
وكان يحكم الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، الذي تولي من الفترة ١٩٦٩-١٩٧٤، المسؤول عن السلطة التنفيذية والحكومة الفيدرالية والقائد الأعلى للجيش الأمريكي، الذي بدوره قدم الدعم للجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، وحرص نيكسون مع وزيره خارجيته وقتها هنري كيسنجير على تزويد الجانب الإسرائيلي بالأسلحة والمعدات العسكرية، بعد أن تحقق من هزيمة إسرائيل.
الإدارات العربية وقرار حظر النفط "التاريخي"
عانت الولايات المتحدة الأمريكية من قرار حظر النفط التي اتخذته دول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وبدأت الدعوات من الدول العربية بوقف إنتاج النفط لدول الغرب، ليصبح البترول سلاحاً في الحرب للضغط على حلفاء إسرائيل.
واتفق الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الذي حكم في الفترة من ١٩٦٤-١٩٧٥، مع السادات على وضع خطة لوقف السلعة الإستراتيجية البترول عن الولايات المتحدة، ورفع أسعار النفط المعلنة بنسبة ١١.٩٪، لتلعب السعودية دوراً رئيسياً في دعم الحيش المصري أثناء حرب أكتوبر.
كما أسهمت دولة الإمارات العربية المتحدة بدورها في توقيع اتفاقية جنيف المعدلة بين الدول المنتجة للنفط لتقليل الإنتاج بنسبة ١٥٪ من خلال اجتماع الأوبك.
وقاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دول الإمارات العربية المتحدة، الذي حكم من ١٩٧١-٢٠٠٤، التحالف مع باقي دول الخليج لتعزيز موقف مصر أمام العدو في حرب أكتوبر.
وامتد الدعم العربي لمصر خلال الحرب، وتحت قيادة الرئيس الجزائري هواري بوميدن، الذي حكم من ١٩٦٥-١٩٧٨، قدمت الجزائر قبل بداية حرب أكتوبر الأسلحة الثقيلة ومدافع ميدان، وسرب طائرات سوخوي ٧، وطائرات ميج-٢١ للجيش المصري.
كما أسهمت المملكة الأردنية الهاشمية تحت قيادة الملك الحسين بن طلال، بنشر القوات والوحدات لمساندة القوات السورية وتشتيت انتباه إسرائيل على الحدود الأردنية.
الإدارات الأوروبية (بريطانيا - فرنسا - ألمانيا)
كان لبريطانيا وجود أثناء حرب أكتوبر، من خلال قيادة رئيس الوزراء البريطاني إدوارد هيث، الذي حكم من ١٩٧٠-١٩٧٤، وخلال هذه الفترة كان هيث ضد الموقف الأمريكي الإسرائيلي، رافضاً القرار الأمريكي المطالب بوقف إطلاق النار مع بقاء الأطراف المتحاربة كما هي، وطالب إسرائيل بالتخلي عن الجولان والقدس والضفة الغربية وسيناء للدخول في مفاوضات.
ولم يختلف موقف فرنسا في هذا الوقيت عن حليفتها بريطانيا، وكان الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو، الذي تولي من ١٩٦٩-١٩٧٤، المسؤول عن المحادثات بين الأطراف المختلفة، معلناً رفض فرنسا من تفاقم الوضع بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، ولم تقدم فرنسا أي دعم معنوي أو مادي للجيش الإسرائيلي، خاصة أن قرار حظر النفط لم يطبق على فرنسا وبريطانيا.
وخلال هذا التوقيت كانت ألمانيا منقسمة بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية، وسط أجواء سياسية أقل حدة وتوتر، ونظراً أن ألمانيا الشرقية كانت تقع تحت حكم المستشار فيلي شتوف وحزب الوحدة الاشتراكي الألماني، وسيطرة الاتحاد السوفيتي، فكانت رافضة للموقف الأمريكي الإسرائيلي. بينما كانت ألمانيا الغربية تحت سيطرة الولايات المتحدة بقيادة المستشار الألماني فيلي برانت الذي تولى المسؤولية من ١٩٦٩-١٩٧٤.