«أكتوبر» عالق بين الحرب والسلام.. مصر تحيي ذكرى النصر والعين على غزة

تحيي مصر الذكرى الـ52 لانتصارها في الحرب التي وصفها قائدها، الرئيس الراحل أنور السادات، بأنها آخر الحروب.
وبخلاف سنواتٍ احتفلت فيها مصر بالنصر، تمرّ الذكرى هذا العام والعين على غزة، وسط أجواء محتقنة في الشرق الأوسط.
وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، عبرت القوات المسلحة المصرية خطّ برليف المنيع، حيث قاتلت الجيش الإسرائيلي الذي احتل سيناء عام 1967، في ما اعتُبر أقوى حاجز مائي في حينها، وأقيم على الضفة الشرقية لقناة السويس.
لكن بعد خمسين عامًا من الحدث التاريخي، اندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أن شنّت حركة حماس هجومًا على قواعد عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة. وتسببت الحرب الوحشية على القطاع في مقتل أكثر من 65 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.
ويستضيف منتجع شرم الشيخ في سيناء، حيث قاتل الجيش المصري لتحرير الأرض، مفاوضات لإتمام خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وسط أجواء متوترة بين القاهرة وتل أبيب.
وترفض مصر ما بدا مخططًا إسرائيليًا لتهجير الفلسطينيين في غزة، وتنتقد تصريحات لقيادات سياسية إسرائيلية تطالب بذلك.
لكن رغم التوتر، تواصل القاهرة التوسّط في المفاوضات المستمرة منذ عامين بين حركة حماس وإسرائيل.
الأمن القومي
واليوم الأحد، أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بما تبذله القوات المسلحة من جهودٍ لدعم ركائز الأمن والاستقرار على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
جاء ذلك خلال ترؤس السيسي اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يأتي في إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات حرب أكتوبر، وفق المتحدث باسم الرئاسة محمد الشناوي.
وقال المتحدث، في بيان نشرته الرئاسة المصرية على صفحتها بموقع "فيسبوك"، إن الاجتماع تناول أيضًا عددًا من الموضوعات في ضوء ما تشهده الساحتان الدولية والإقليمية من متغيرات، ومدى ارتباط ذلك بالأمن القومي المصري.
وأضاف المتحدث أن الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، استعرض عددًا من الموضوعات المرتبطة بمهام القوات المسلحة، وما تقوم به من أدوار لحماية الحدود المصرية، فضلًا عن دورها في التعاون مع الوزارات والمؤسسات كافة لدعم خطط التنمية المستدامة التي تنفذها الدولة المصرية في مختلف المجالات.
وذكر المتحدث أن السيسي وجّه التحية في ختام الاجتماع لأرواح "شهداء الوطن الأبرار"، مؤكدًا أن "روح نصر أكتوبر ستظل راسخة في وجدان الشعب المصري جيلًا بعد جيل"، ومشدّدًا على أن "ما ينعم به الوطن من ازدهارٍ ما كان ليأتي لولا تضحيات أبطال ملحمة العبور الذين سطّروا بتضحياتهم أسمى آيات إنكار الذات من أجل عزة الوطن وكرامته".
سيناء مجددًا
وتوصلت مصر وإسرائيل إلى اتفاق سلامٍ وُقّع في 26 مارس/آذار 1979 في البيت الأبيض بواشنطن، حيث وقّع الاتفاق الرئيس أنور السادات، ومناحيم بيغن رئيس وزراء إسرائيل، برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
وجاءت الاتفاقية تتويجًا لمفاوضات "كامب ديفيد" التي جرت في سبتمبر/أيلول 1978، ونصّت على إنهاء حالة الحرب وانسحاب إسرائيل من سيناء.
وخضعت سيناء لاتفاقٍ أمني حدد طبيعة الوجود العسكري المصري فيها، وهو ما بات خلال الأسابيع الماضية مصدر قلقٍ إسرائيلي بعد تقارير صحفية أشارت إلى رفع مصر انتشارها العسكري في شبه الجزيرة.
وأواخر الشهر الماضي، علّقت مصر على تلك التقارير، حيث كشفت القاهرة أهداف وجود القوات المسلحة في شبه الجزيرة.
وأصدرت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، الجهة الرسمية المخوّلة بالتعامل مع الإعلام الأجنبي، بيانًا بشأن ما تردّده بعض المواقع ووسائل الإعلام العالمية حول تواجد القوات المسلحة في شبه جزيرة سيناء.
وأكدت الهيئة، في البيان الذي نشرته على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن "القوات الموجودة في سيناء تستهدف أساسًا تأمين الحدود المصرية ضد كل المخاطر، بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب، وذلك في إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام".
وشدّدت مصر على حرصها التام على استمرار معاهدة السلام، مؤكدةً أنها على مدار تاريخها لم تخرق معاهدةً أو اتفاقًا.
وعلى صعيد آخر، أكدت مصر مجددًا رفضها التام لتوسيع العمليات العسكرية في غزة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومساندتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق حلّ الدولتين على أراضي الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن نشر قوات من الجيش المصري في سيناء في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة، علمًا بأن معاهدة السلام مع إسرائيل تضع ترتيبات خاصة لوجود القوات المسلحة في مناطق محددة بشبه الجزيرة.
وفي منتجع شرم الشيخ في سيناء، وفي ذكرى نصر أكتوبر، تنطلق مفاوضاتٌ يأمل العالم أن تنهي المأساة الإنسانية في قطاع غزة وتعيد الاستقرار إلى الشرق الأوسط بعد عامين من الموت والدمار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز