الانتخابات التشريعية.. مقامرة ديمقراطية لهزم الجمهوريين بعقر دارهم
قد تكون هزيمة أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين لا يحظون بشعبية واسعة في الولاية التي يهيمن عليها أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب هي الفرصة الوحيدة للديمقراطيين للاحتفاظ بأغلبية المجلس.
يرى جيمي هاريسون، رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي أن الاحتفاظ بأغلبية المجلس الأعلى يعتمد في الوقت الراهن على الفوز بمقاعد أكبر ولايتين يسيطر عليهما الجمهوريون في أمريكا، حيث يتوقع أن يفوز بهما دونالد ترامب بفارق كبير.
ووفقا لمجلة «ذا إيكونومست» أظهرت استطلاعات الرأي الجديدة ارتفاعا كبيرا في شعبية الديمقراطيين مثل هاريسون، ما عزز الآمال بإمكانية الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ.
وكشفت إحدى الاستطلاعات في تكساس في الأسبوع الماضي، أن كولن ألريد، لاعب كرة القدم الأمريكية الذي تحول إلى عضو في الكونغرس، يشكل خمصا عنيدا للسيناتور تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ الحالي.
وفي فلوريدا، تتخلف ديبي موكارسيل باول، المهاجرة الإكوادورية وعضو مجلس النواب لفترة واحدة، عن ريك سكوت بنقطتين أو ثلاث نقاط فقط في أفضل نتائج لاستطلاعات الرأي تحصل عليها. لكن نموذج التوقعات الذي أعدته مجلة الإيكونوميست، والذي يأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل خبرة المرشحين وتاريخ التصويت في الولاية، يُظهِر صورة أقل وردية.
فبحسب تقديرات المجلة، لا تزيد فرص الديمقراطيين في الفوز في كل سباق عن واحد من خمسة. برغم ذلك، يعلق الحزب الديمقراطي آماله على هذين السباقين جزئيا لأن الجمهوريين الحاليين يواجهون عاصفة من الكراهية. فكروز، الذي يمثل تكساس منذ عام 2013، متشدد معروف بافتعال المعارك وعدم التحلي بروح الفريق. وفي عام 2016، قال ليندسي جراهام، زميله من ساوث كارولينا، مازحا: "إذا قتلت تيد كروز داخل مجلس الشيوخ، وجرت المحاكمة في مجلس الشيوخ، فلن يدينك أحد".
وفي عام 2021، انخفضت نسبة تأييد كروز في تكساس عندما سافر إلى كانكون فيما كان ناخبوه يواجهون عاصفة شتوية تركت الملايين بدون كهرباء. وعلى صعيد السياسة، لم يفعل دعمه الذي لا يمحى لحظر الإجهاض شبه الكامل في تكساس، وهو أحد أقسى الحظر في أمريكا، شيئًا لجعله محبوبًا لدى أغلبية سكان تكساس الذين يؤيدون قيودًا أقل.
سعت الحملة الديمقراطية لمجلس الشيوخ، المسؤولة عن انتخاب الديمقراطيين، إلى استغلال كراهية الجمهوريين ونشرت إعلانات بملايين الدولارات في تكساس وفلوريدا.
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول، ظهرت كامالا هاريس في تجمع جماهيري مع ألريد في هيوستن. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي يزور فيها مرشح رئاسي ديمقراطي الولاية قبل يوم الانتخابات بفترة وجيزة. ولكن في مثل هذه المنطقة المحافظة، من المؤكد أن المرشحين الديمقراطيين سيواجهون صعوبة بالغة في تحقيق الفوز في خضم انتخابات رئاسية، يقول جيسون سابو، أحد أعضاء جماعات الضغط الديمقراطية في أوستن عنها، "هذا العام، التصويت ضد تيد كروز هو تصويت ضد دونالد ترامب".
لكن متابعي الحملات الانتخابية لا يتوقعون أن يحقق الحزب الديمقراطي إنجازا يذكر. فقد وعد الديمقراطيون على الدوام بقدرتهم على استمالة الناخبين المترددين في هاتين الولايتين لقلب النتائج الولايتين لصالحهم، لكنهم عانوا من خسائر متكررة.
وهذه المرة يعترف البعض بأنهم ينتهجون استراتيجية طويلة الأمد. ففي تكساس أطلقت مجموعة من قادة لجنة العمل السياسي الديمقراطية خطة لبناء البنية الأساسية للحزب و"تجاوز دورة الإثارة المزدهرة والكساد".
وفي فلوريدا تتحدث نيكي فريد، رئيسة الحزب الديمقراطي الجديدة في الولاية، بجدية عن آفاق هذا العام. وللمرة الأولى منذ تراجع شعبية الحزب الجمهوري في الولاية، يرشح الحزب الديمقراطي مرشحين للمجلس التشريعي الولاية عن كل منطقة، مع علمه بأنهم سيخسرون في السباقات الكبيرة والصغيرة. وتقول: "يتعين علينا أن نبدأ من مكان ما".