إيران تفكر في عملة رقمية.. هل تلتف طهران على العقوبات؟
أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني، علي صالح آبادي، عن طرح عملة رقمية وطنية تجريبيا في الشهور المقبلة.
وأوضح آبادي في اجتماع ضم خبراء اقتصاد لمناقشة موقف العملة الرقمية الوطنية، أن هذا الموضوع منذ فترة مدرج في هيئة السياسة النقدية والمصرفية، وأن مجموعة العمل المكلفة والمكونة من خبراء اقتصاديين ومختصين فنيين بطبع الأوراق النقدية قد أوصلوا هذا الملف إلى المرحلة التنفيذية التجريبية، بحسب ما نقلته وكالة فارس للأنباء الأحد.
أشار محافظ البنك إلى أن الدورة التجريبية لطرح العملة الرقمية الوطنية محددة بـ6 أشهر ومن بعدها سيتم تشخيص الأضرار وإعداد تقرير من قبل الخبراء الاقتصاديين والمصرفيين بهدف الإفادة من وجهات نظرهم.
نشاط في مجال التعدين
وكانت إيران واحدة من دول العالم النشطة للغاية في مجال التعدين في العملات الرقمية، فعلى الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز 1% من مجموع سكان العالم، إلا أن 4.5% من عمليات تعدين العملات الرقمية كانت تُنفذ داخل إيران.
وفي مايو من العام الماضي، أوقفت السلطات الإيرانية تراخيص تعدين العملات، بسبب التعثر الهائل في مستويات تقديم الطاقة الكهربائية، الذي وصل حد انقطاعها لأيام كاملة في أحياء من العاصمة طهران لكنها أعادت رفع هذا الوقف في سبتمبر الماضي.
ومن المعروف أن عمليات التعدين تحتاج إلى طاقة كهربائية كُبرى، تستهلك جزء كبيراً مما تنتجه الشبكة الوطنية للطاقة، خاصة عملة بيتكوين الأكثر شهرة وجذبا للمُعدنين داخل إيران، إذ تقول الدراسات إن تعدينها يحتاج إلى 707 كيلو واط في الساعة الواحدة.
وكانت عمليات التعدين تستهلك 10% من الطاقة الكهربائية في البلاد
خطوات للالتفاف
واعتبر العديد من الخبراء أن إيران اتخذت خطوات فعلية للالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، ومنها إطلاق عملة رقمية، وذلك في ظل محاولات واشنطن إقصاء طهران عن النظام المالي العالمي.
وذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشر في مارس الماضي، إن الحكومة الإيرانية أنشأت نظامًا مصرفيًا وماليًا سريًا لإدارة عشرات المليارات من الدولارات في التجارة السنوية المحظورة بموجب العقوبات الأمريكية المفروضة عام 2018.
وأضافت الصحيفة، اعتماداً على دبلوماسيين غربيين قولهم "إن النظام يشمل حسابات في بنوك أجنبية، وشركات محاماة في الخارج".
وفي الفترة الماضية، اعترف المسؤولون في إيران باتخاذ تدابير مختلفة للتحايل على العقوبات الأمريكية، فيما اعتقلت الدول الأوروبية والولايات المتحدة بعض الأشخاص بتهمة التورط في مساعدة إيران للالتفاف على العقوبات.
واعتبر العديد من الإيرانيين المعارضين أن الإجراءات المتخذة للالتفاف على العقوبات أدت في الواقع إلى انتشار الفساد، وظهور أشخاص مثل بابك زنجاني.
وإيران ليست الدولة الأولى التي تحاول بواسطة العملات الرقمية تجاوز العقوبات الأمريكية، فقد قامت فنزويلا بإطلاق عملة "بترو".
وأعلنت كاراكاس أن العملة مدعومة بواسطة احتياطات فنزويلا النفطية الضخمة.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA=
جزيرة ام اند امز