خفايا عالم "ميتافيرس" تنكشف.. "ضباط" فيسبوك يحاربون التنمر الإلكتروني
التنمر الإلكتروني والتحكم بالسياسة، والتأثير على طبيعة التفكير البشري هي بعض من المخاطر التي قد تصبح أعظم أثرا في ظل مشروع ميتافيرس.
هذه المخاوف دفعت العديد من علماء ونقاد المشروع للمطالبة بوجود جهة ”ضابطة“ للشركة العملاقة.
ومن بينهم الدكتور ديفيد ريد، أستاذ الذكاء الاصطناعي والحوسبة المكانية في جامعة ليفربول هوب إذ يرى بأن المشروع الطموح قد يعمق مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت الحالية، مثل مخاوف خصوصية البيانات والتنمر الإلكتروني بحسب ما ذكر موقع دويتشه فيله .
وذكر ريد، في بيان نشر على موقع الجامعة، أن مشروع "ميتا" يأتي مع الكثير من التوقعات والمزايا الرائعة، ولكن أيضاً المخاطر المخيفة، ولهذا يجب إنشاء نظام ضبط عال لمراقبة المشروع، مضيفاً أن الناس يخشون تأثير "تويتر على السياسة الآن، ولكن تأثيرك على رأيهم سيختلف بشكل كبير حينما يمكنك نقل شخص إلى منطقة حرب مثلاً وإظهار لهم ما يحدث حقاً".
ومن بين القضايا الأخرى التي تطرق لها ريد، كانت التنمر الإلكتروني، والذي يرى أنه سيصبح أكثر تأثيراً على الصحة النفسية للأفراد، إذ من المحتمل أن يصبح المتنمرون أكثر تطرفاً.
وبحسب ريد فإن هذا التطور التكنولوجي سوف يطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع الافتراضي والواقع، إذ أن المسيطر على هذا الواقع سيكون لديه حق الوصول إلى كم غير مسبوق من البيانات، وبالتالي قدر هائل من "النفوذ".
كما شرح ريد أن العديد من النماذج الأولية لأنظمة الواقع الافتراضي تتمتع بتقنيات تتبع الوجه والعين والجسم واليد، ويحتوي معظمها على كاميرات متطورة، حتى أن البعض يدمج تقنية المخطط الكهربائي للدماغ (EEG) من أجل التقاط أنماط الموجات الدماغية، بمعنى أن كل ما تقوله أو تتلاعب به أو تنظر إليه أو حتى تفكر فيه يمكن مراقبته في العالم الافتراضي.
واشار إلى أن هذا الأمر سيولد قاعدة بيانات هائلة عن الأفراد، ولهذا يرى أن من الخطورة سيطرة شركة واحدة فقط على هذه المعلومات.
فيسبوك تسرعت
الباحث ريد ليس الوحيد الذي ينتقد المشروع، فهناك ناقد بارز آخر لمشروع "ميتافيرس"، هو روجر ماكنامي، وهو مستثمر مبكر في "فيسبوك"، والذي أصبح منذ ذلك الحين منتقداً لاذعاً للشركة.
ففي حديثه في قمة الويب في لشبونة، قال إنه يعتقد أن فيسبوك قد تسرعت بالمشروع الجديد في محاولة للتغطية على الفضائح الأخيرة التي تعرضت لها الشركة، حسبما نقل موقع "آي إف إل ساينس" العلمي.
وأكد ماكنامي في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه يجب منع "فيسبوك" من إنشاء ”ديستوبيا ميتافيريس"، مضيفاً: ”يجب على فيسبوك فقدان الحق في اتخاذ قراراتهم الخاصة بهم. يجب أن تكون هناك جهة ضابطة تعطي موافقة مسبقة على كل ما يفعلونه،فمقدار الضرر الذي تسببوا فيه لا يحصى".
وكان مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك (ميتا حاليا) قد أعلن في أواخر الشهر الماضي عن إعادة هيكلة تتضمن تغيير اسم شركة فيسبوك التي يرأسها إلى "ميتا" Meta والتي ستتحول إلى شركة أم ينضوي تحت لوائها كل المنتجات والتطبيقات الأخرى بما في ذلك تطبيقات فيسبوك وواتساب وأنستقرام.
ووفقا لذات الرؤية، يستعد زوكربيرج ليس فقط للهيمنة على "الفضاء الافتراضي" الذي سيكون بديلا للإنترنت العادي، وإنما أيضا على وسائل الوصول إلى هذا الفضاء عبر الاستثمار بكثافة في تقنيات مثل نظارات وسماعات وأجهزة الواقع الافتراضي.
ويؤمن زوكربيرج بأن تلك الأجهزة ستنهي أيضا عصر الحواسيب والهواتف الذكية.