عهود الرومي تؤكد أهمية التعاون الدولي لتعزيز دور المرأة في الحكومة
أكدت عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل بالإمارات، أهمية التعاون الدولي لتعزيز دور المرأة في قيادة العمل الحكومي.
وشددت على محورية دور القيادات الحكومية النسائية في تحفيز وإلهام الجيل الجديد من الفتيات والنساء للمشاركة الفاعلة في الارتقاء بالعمل الحكومي.
جاء ذلك، خلال مشاركة عهود الرومي في منتدى تعزيز مكانة المرأة في المؤسسات والثقافة، الذي نظمته بعثة الاتحاد الأوروبي في دولة الإمارات، في جناح جمهورية إيطاليا في إكسبو 2020 دبي، وشاركت فيه مارتا كارتابيا، وزيرة العدل في إيطاليا، وإيلينا بونيتتي، وزيرة الأسرة وتكافؤ الفرص في إيطاليا، وعدد من المسؤولين والخبراء في دولة الإمارات والعالم ومسؤولين في المنظمات الدولية.
وقالت عهود الرومي إن يوم المرأة العالمي يمثل مناسبة للاحتفاء بالدور المحوري للمرأة وإنجازاتها، وفرصة للتفكير في ما تم تحقيقه من إنجازات، والخطط المستقبلية لتعزيز ريادتها.
وأضافت أن على القيادات النسائية في القطاع الحكومي مسؤولية كبيرة، ودورا مهما، في إلهام وتحفيز الجيل الجديد لقيادات العمل الحكومي النسائية المؤثرة والفاعلة، ودعم الكفاءات النسائية الشابة وبناء قدراتهن والاستثمار في مواهبهن وإمكاناتهن ليسهمن في تطوير الحكومات.
وقالت عهود الرومي إن القمة العالمية للحكومات التي ستنظم أواخر الشهر الحالي، تمثل منصة داعمة لتمكين المرأة وتعزيز دورها في الحكومة، حيث ستنظم في دورتها الثامنة منتدى المرأة في الحكومة الذي سيشكل حوارا دولياً شاملا لبحث سبل تعزيز جهود تمكين المرأة في مجالات القيادة الحكومية.
تشريعات وسياسات تمكين المرأة
وجمع منتدى تعزيز مكانة المرأة في المؤسسات والثقافة عدداً من الخبراء وصناع السياسات ومحللين من المنطقة والاتحاد الأوروبي مع مجموعة من المؤسسات والشركات والجامعات، وتناول في جلساته أحدث السياسات والتشريعات المتصلة بتمكين المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية في الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.
باولو جليسينتي: إكسبو 2020 دبي منصة عالمية عززت الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين
وافتتحت فعاليات المنتدى بكلمة لباولو جليسينتي المفوض العام لجناح إيطاليا في إكسبو 2020دبي، أكد فيها أن إكسبو 2020 دبي وفر منصة عالمية لتبادل الأفكار والرؤى وتعزيز الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أهمية مواصلة التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات في مجال تمكين المرأة وتوفير الفرص التنموية لها.
وقال إن العالم شهد خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في مشاركة المرأة في قطاعات التكنولوجيا والعلوم والابتكار، ويجب البناء على هذا النمو والاستفادة من التجارب الناجحة في تسريع الجهود العالمية لتمكين المرأة وتعزيز دورها.
مارتا كارتابيا: مسيرة تمكين المرأة تحتاج لمزيد من الجهود والإصرار على تحقيق المزيد من النجاحات
من جهتها، قالت مارتا كارتابيا وزيرة العدل في إيطاليا إن المرأة أصبحت تشغل الكثير من المناصب القيادية في دول الاتحاد الأوروبي والعالم بشكل عام، لكن مسيرة تمكين المرأة تحتاج لمزيد من الجهود والإصرار على تحقيق المزيد من النجاحات يوماً بعد يوم.
وأضافت: "هناك حاجة ملحة للتركيز على تلبية احتياجات المرأة في المؤسسات، ورغم أن تحقيق المساواة في التشريعات مهم للغاية لكنه غير كاف للقضاء على الفجوات الحالية بين الجنسين، مشيرة إلى أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على الجهود العالمية لتسريع تمكين المرأة خاصة أنها كانت من أكثر الشرائح المجتمعية المتأثرة خلال الجائحة. وما تزال المرأة بحاجة لمزيد من الفرص لتعزيز تواجدها في القطاع القضائي في كافة دول العالم".
إيلينا بونيتتي: لدينا هدف مشترك لتمكين المرأة في جميع القطاعات ومساعدتها على تجاوز التحديات
وقالت إيلينا بونيتتي وزيرة الأسرة وتكافؤ الفرص في إيطاليا خلال مشاركتها في المنتدى: "علينا العمل لتحقيق هدفنا المشترك بتمكين المرأة في جميع القطاعات ومساعدتها على تجاوز التحديات وتوفير فرص شاملة ومتنوعة للتعاون بين الجنسين وتحقيق المزيد من النجاحات للمرأة من خلال إتاحة المجال للها للوصول إلى مناصب إدارية وقيادية بشكل أكبر في القطاعين الحكومي والخاص نظراً لأهمية التنوع في رسم وتنفيذ استراتيجيات شاملة تلبي احتياجات المجتمع".
المرأة في المؤسسات والثقافة
وشهد المنتدى عقد جلسة حوارية بعنوان "المرأة في المؤسسات والثقافة" أدارها أشرف جمال الرئيس التنفيذي لمعهد "حوكمة"، وشاركت بها 8 نساء من مختلف دول العالم لاستعراض أهم التحديات الحالية والمقبلة وتحديد أبرز الفرص التي يجب التركيز عليها لتمكين المرأة في القطاعات الحيوية.
سوزان ميخائيل: المنطقة للعربية تملك الكثير من الفرص لتعزيز تمكين المرأة
وقالت سوزان ميخائيل المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة: "هناك العديد من المتنوعة والواعدة في المنطقة للعربية لتعزيز تمكين المرأة رغم وجود تباين كبير في أداء دول المنطقة، إلا أنه يجب التركيز على الأولويات الرئيسية وتوفير فرص التعليم والتطوير المهني والشخصي للنساء رغم وجود بعض من أعلى معدلات التحصيل الجامعي على مستوى العالم في عدة دول بهذه المنطقة".
وأضافت: "هناك أمل كبير وفرص كثيرة.. فالمرأة قادرة على المساهمة بدور أكبر إذا ما أتيحت لها الفرصة بشكل صحيح، ولدينا الكثير من النساء اللواتي حققن إنجازات سباقة في هذا المجال بدءاً من سميرة موسى أول عالمة مصرية في علم الذرة وهي من مواليد 1917، ووصولاً إلى الشابة الإماراتية نورة المطروشي أول رائدة فضاء عربية".
إيفا كاميرينو: يجب توفير الأدوات اللازمة للشابات منذ سن مبكرة لمساعدتهن في تحقيق النجاح
ومن جهتها قالت إيفا كاميرينو المديرة التنفيذية لمعهد "رئيس الوزراء" للشؤون السياسية للشابات بإيطاليا: "من المهم للغاية على جميع أفراد المجتمع القيام بمبادرات نوعية للمساهمة في تمكين المرأة وتوفير المعرفة والأدوات اللازمة للشابات منذ سن مبكرة لمساعدتهن في تحقيق النجاح من خلال توفير الإلهام لهن وتعريفهن بأهمية دورهن وتشجيعهن على تحقيق أحلامهن وطموحاتهن والإيمان بقدرتهن على المساهمة الفاعلة في نمو وازدها مجتمعاتهن".
جيوفانا ميلاندري: تمكين المرأة يبدأ بتغيير الصورة النمطية السائدة حول طبيعة دورها
وقالت جيوفانا ميلاندري رئيسة متحف ماكسي ووزيرة الثقافة السابقة في إيطاليا: "علينا توحيد الرؤى والجهود العالمية حول تطوير آليات تمكين المرأة وتعزيز دورها المجتمعي بما يسهم باستدامة التنمية الشاملة في العالم وذلك من خلال البدء بتغيير الصورة النمطية السائدة في مختلف المجتمعات حول طبيعة دور المرأة".
وأضافت: "هناك الكثير من فرص النجاح المتاحة للمرأة في مختلف قطاعات الاقتصاد وريادة الأعمال والفن والثقافة، وليس علينا أن ننتظر 100 عام لنصل إلى الأهداف التي نريدها في مجال المساواة بين الجنسين، ويمكننا أن نستفيد من إبداعات المرأة في قطاعات الفنون والثقافة في تخيل وتصميم مجالات جديدة يمكن من خلالها تسريع تمكين المرأة ومساعدتها في تحقيق أحلامها".
هلا بنت محمد آل خليفة: مساهمة كبيرة للمرأة في المشهد الثقافي والإبداعي على مستوى المنطقة
وأكدت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون في هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تشهد نهضة حضارية ملحوظة في مجال الثقافة والفنون بفضل المساهمة الكبيرة للمرأة في المشهد الثقافي والإبداعي على مستوى المنطقة ما يعكس أهمية دورها الاجتماعي على مدى التاريخ.
وأضافت: هناك العديد من الوسائل الفعالة لتعزيز دور المرأة في المجتمع مثل تكريم النجاحات والتشجيع على زيادة المشاركة وتطوير المواهب وتنظيم البرامج التدريبية وورش العمل وتوفير المنصات المطلوبة لإبراز مساهمات المرأة، وعلينا تحديد أهم المجالات التي يجب التركيز عليها لسد الفجوة في التوازن بين الجنسين".
رنا غندور سلهب: العالم يشهد تحولاً بطيئاً في مجال تمكين المرأة
وقالت رنا غندور سلهب الشريك في "ديلويت" الشرق الأوسط وعضو اللجنة التنفيذية الإقليمية: "إن العالم يشهد تحولاً بطيئاً للغاية في مجال تمكين المرأة وعلينا أن نساهم جميعاً بخطوات متسارعة في هذا المجال لتجاوز الفجوة الحالية في التوان بين الجنسين والتي تعاظمت خلال الفترة الأخيرة بسبب ما شهدنا من تأثيرات عالمية لجائحة كورونا المستجد".
وأضافت سلهب: "يجب التركيز على إتاحة المجال أمام المرأة لشغل المناصب الإدارية والقيادية ورغم وجود الكثير من المبادرات التي يتم إطلاقها على المستويين الحكومي والخاص، إلا أنه يجب التركيز على مدى فعالية هذه المبادرات من خلال تطوير التشريعات والسياسات وإطلاق برامج مدروسة لتطوير المهارات وتشجيع الذكور على تقبل مشاركة المرأة في مختلف القطاعات".
دوجا غربي: العوائق التشريعية تمنع مشاركة المرأة بالكامل في قطاعات الإدارة والاقتصاد
من جهتها، أشارت دوجا غربي الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ"ريدستارت تونس" إلى أن النسبة الأكبر من النساء العاملات حول العالم لا يملكن فرصاً متساوية مع الرجال، ولا تزال لدى معظم دول العالم الكثير من العوائق التشريعية التي تمنع مشاركة المرأة بالكامل في قطاعات الإدارة والاقتصاد، ما يؤكد أهمية التركيز على إجراء خطوات فعالة وسريعة للحد من هذه الظاهرة".
جابرييلا راموس: "كورونا" تسببت بأضرار كبيرة على جهود تمكين المرأة
وخلال مشاركتها في المنتدى، قالت جابرييلا راموس مساعدة المدير العام للشؤون الاجتماعية والعلوم الإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو": "تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد بأضرار كبيرة على جهود تمكين المرأة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والصحية والاجتماعية ما يؤثر بالتالي على مستقبل المجتمعات كونها الركيزة الأهم في مسيرة التطور والتنمية".
واستعرضت أهم المبادرات العالمية التي تشرف عليها "اليونسكو" لحماية حقوق المرأة وخاصة في المجتمعات الأقل حظاً، إضافة إلى مواجهة ظاهرة التمييز ضد النساء، وتشجيع الفتيات على تطوير قدراتهن ومواهبهن للمساهمة بشكل أكبر في مجتمعاتهن.
جيني سيونج: تعريف الأطفال في سن مبكرة بأهمية دور المرأة في مستقبل الإنسانية
وفي ختام الجلسة، أكدت جيني سيونج رئيس قسم التعليم في متحف ومكتبة "تشيستر بيتي" في العاصمة الآيرلندية دبلن، أهمية التركيز على الحوارات العالمية الإيجابية بين مختلف المجتمعات وضرورة تعريف الأطفال في سن مبكرة بأهمية دور المرأة في مستقبل الإنسانية وتشجيع مبادرات التوازن بين الجنسين في مختلف القطاعات الرئيسية.
أندريا ماتيو: المنتدى يسهم بتسليط الضوء على أبرز التحديات والجهود العالمية لتعزيز تمكين المرأة
واختتمت فعاليات منتدى "تعزيز مكانة المرأة في المؤسسات والثقافة" بكلمة ألقاها سعادة أندريا ماتيو سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات والمفوض العام للاتحاد الأوروبي في إكسبو 2020 دبي، تطرق خلالها إلى أهمية دور إكسبو 2020 دبي في استضافة المنتديات والفعاليات الهادفة إلى تبادل الخبرات والمعارف بين مجتمعات العالم، مستعرضاً أهمية الجوانب التي تطرق إليها المشاركون لتسريع الجهود الهادفة إلى تقليص الفجوة بين الجنسين وتوفير فرص متنوعة لإشراك النساء بشكل أكبر في مختلف القطاعات.