النفط يواصل التعافي من كورونا.. قفزة بالأسعار
أسعار النفط تقفز مدعومة بمؤشرات على أن تخمة الخام الأمريكية لا تنمو بالسرعة المتوقعة وأن الطلب على الوقود جراء قيود كورونا بدأ يتحسن
قفزت أسعار النفط، الخميس، مدعومة بمؤشرات على أن تخمة الخام الأمريكية لا تنمو بالسرعة المتوقعة وأن الطلب على الوقود المنكوب جراء قيود كوفيد-19 بدأ يتحسن.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط حتى 17.75 دولار للبرميل وكانت مرتفعة 9.2% بما يعادل 1.39 دولار إلى 16.45 دولار في الساعة 0640 بتوقيت جرينتش. وكان خام القياس الأمريكي صعد 22% أمس الأربعاء.
- النفط يواصل مكاسبه.. 13% ارتفاعا ببرنت و32% للخام الأمريكي
- مصير مجهول يواجه أكبر صندوق لتداول النفط بالعالم
وزاد برنت 5.6% أو 1.27 دولار مسجلا 23.81 دولار للبرميل في معاملات خفيفة، نظرا لحلول أجل عقد يونيو/حزيران اليوم. وصعد العقد إلى 25 دولارا في وقت سابق من الجلسة، بعد أن ارتفع بنسبة 10% يوم الأربعاء.
وارتفع عقد خام برنت الأنشط لشهر يوليو/تموز 1.15 دولار أو حوالي 5% إلى 25.38 دولار للبرميل.
وزادت مخزونات الولايات المتحدة من الخام 9 ملايين برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 527.6 مليون برميل، حسبما أظهرته بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما جاء أقل بكثير من زيادة قدرها 10.6 مليون برميل توقعها المحللون في استطلاع لرويترز.
ونزلت مخزونات البنزين الأمريكية 3.7 مليون برميل عن مستويات قياسية مرتفعة سجلتها في الأسبوع السابق، حيث عوضت زيادة طفيفة في الطلب على الوقود إثر انتعاش في إنتاج المصافي.
وقال وارن باترسون مدير استراتيجية السلع الأولية في آي.إن.جي "إذا رأينا استمرارا لهذا الاتجاه في الأسابيع المقبلة، فقد ينبئ بأن سوق النفط ربما تجاوزت الأسوأ".
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن نيتها في إضافة ملايين البراميل من الخام إلى احتياطيات النفط الوطنية، ضمن خطة إنقاذ ومساعدة لشركات النفط الأمريكية التي تأثرت بشدة جراء هبوط أسعار النفط، في ظل انهيار الطلب العالمي بفعل جائحة فيروس كورونا.
ووفقا لما قاله ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأمريكي أثناء إيجاز للبيت الأبيض عن تداعيات الفيروس على الصناعة: "نستكشف إمكانية تخزين عدة مئات من ملايين البراميل الإضافية، ومن ثم ننظر في العديد من الخيارات المختلفة".
وتلقى النفط الأمريكي ضربة موجعة، الأسبوع الماضي، بعدما هبط سعر البرميل من خام غرب تكساس الوسيط إلى 37 دولارا تحت الصفر، أي أن المنتجين اضطروا إلى الدفع من جيوبهم حتى يجدوا من يخلصهم من "الذهب الأسود" الذي صار في حالة كساد وانصرف عنه المشترون.
انهارت أسعار الخام في وقت سابق هذا الشهر، مع انحدار الطلب العالمي على الوقود نحو 30% بسبب جهود كبح انتشار الفيروس الذي أحدث شللا في اقتصاد العالم، واضطر مليارات البشر إلى المكوث في بيوتهم من جراء قيود الحجر الصحي التي فرضتها الحكومات لأجل كبح انتشار الفيروس.
وبغية تخفيف التخمة المتنامية، اتفقت دول رئيسية منتجة للنفط فيما يعرف باسم مجموعة أوبك+ منتصف شهر أبريل/نيسان الجاري على خفض الإنتاج حوالي 10 ملايين برميل يوميا. ويعمد منتجو النفط الصخري وشركات طاقة كبرى إلى تقليص الإنتاج أيضا.
وقال بوب يوجر، مدير العقود الآجلة لدى ميزوهو في نيويورك، إن "رقم النفط الخام هو رقم كبير في نهاية الأمر، لكنه ليس بضخامة أرقام الأسابيع الثلاثة الأخيرة"، مضيفا أن تباطؤ الزيادة يؤخر امتلاء منشآت التخزين الأمريكية، وهو ما سيدفع إذا وقع الأسعار للتهاوي مجددا إلى ما دون الصفر.
وقال إن "موعد الأزمة الشاملة تأجل بعض الشيء".