النفط يتراجع والذهب يرتفع.. والسر أمريكا
النفط يتراجع بسبب مفاجئ لمخزونات أمريكا، والذهب يصعد لخلافات واشنطن مع الصين
رغم تداعيات كورونا على الاقتصاد الأمريكي.. لا يزال تأثير أكبر اقتصاد في العالم على اتجاهات أسعار الذهب والنفط كبيرا، تراجع النفط وارتفع الذهب الخميس بسبب يتعلق بواشنطن.
وهبطت أسعار النفط، الخميس، بعد أن أظهرت بيانات لقطاع الطاقة الأمريكي ارتفاعا مفاجئا كبيرا في مخزونات الخام مما بدد آمال التعافي السلس للطلب مع بدء بعض الدول في تخفيف إجراءات العزل العام التي فرضت لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
وجاء ذلك الانخفاض استمرارا لتراجع جلسة، الأربعاء بسبب الضبابية التي تكتنف التزام روسيا بتخفيضات كبيرة للإنتاج قبل اجتماع يُعقد في 9 يونيو/ حزيران المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها وهي المجموعة المعروفة بأوبك+.
ضبابية التخفيضات
وبحلول الساعة 07:09 بتوقيت جرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3% أو 98 سنتا مسجلة 31.83 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة في وقت سابق 5% مسجلة مستوى منخفضا عند 31.14 دولار للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2% أو 71 سنتا إلى 34.03 دولار للبرميل بعد أن كانت قد انخفضت إلى 33.63 دولار للبرميل.
وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى أواندا "الارتفاع في المخزونات بحسب معهد البترول الأمريكي.. لم يكن متوقعا ويعني أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ستكون منتظرة بترقب هذا المساء، وهذا يضغط على المعنويات في آسيا".
وأظهرت بيانات المعهد أن مخزونات الخام زادت 8.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 مايو/أيار الجاري بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 1.9 مليون برميل.
وقال ستيفن إينز كبير محللي الأسواق لدى شركة أكسي كورب "مع افتراض أن سوق النفط تعود للتوازن بوتيرة أسرع من توقع أي طرف.. يحاول المستثمرون الآن استيعاب ما سيسفر عنه اجتماع أوبك+ المقبل".
وتابع قائلا "وكما جرت العادة في الفترة التي تسبق أي اجتماع لأوبك+، ينصب التركيز على التزام روسيا وهو أمر مفهوم بالنظر لسوابقهم في التعثر في الأداء داخل أوبك+".
الذهب يقفز
ومن ناحية أخرى، تعافت أسعار الذهب، الخميس، بعد أن لامست أدنى مستوى في أسبوعين في الجلسة السابقة، إذ تصاعد شقاق بين واشنطن وبكين بشأن هونج كونج، فيما تلقت الأسعار الدعم أيضا من ضخ بنوك مركزية وحكومات لأموال لتخفيف تبعات جائحة كورونا.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.6 % إلى 1718.67 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:48 بتوقيت جرينتش بعد أن انخفض إلى 1693.22 دولار للأوقية، الأربعاء قبل أن يقلص خسائره. وارتفع الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.4% إلى 1717.70 دولار للأوقية.
ومن شأن العلاقات الآخذة في التدهور بين أكبر اقتصادين في العالم أن تعرقل الأنشطة الاقتصادية العالمية التي تتعرض لضغوط هائلة بالفعل بسبب أزمة كورونا.
وقال مايكل مكارثي كبير استراتيجيي السوق في سي.إم.سي ماركتس "لدى الولايات المتحدة والصين خلافات على عدة أصعدة. هناك التجارة وهناك التحقيق في فيروس كورونا والآن هناك الخلاف بشأن هونج كونج".
وقال جون شارما الخبير الاقتصادي لدى بنك أستراليا الوطني "من المرجح أن الولايات المتحدة سترد على قوانين الأمن الجديدة في هونج كونج... ضعف الاقتصادات واستمرار انخفاض أسعار الفائدة يدعمان أيضا أسعار الذهب".
ووافقت اليابان على حزمة تحفيز جديدة قيمتها 1.1 تريليون دولار بينما كشف الاتحاد الأوروبي عن حزمة بقيمة 750 مليار يورو.
وعادة تدعم إجراءات التحفيز الكبرى الذهب الذي يعتبر تحوطا في مواجهة التضخم وانخفاض العملة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم 1.8% إلى 1970.79 دولار للأوقية.
وصعد البلاتين 2.1% إلى 836.46 دولار للأوقية واستقرت الفضة عند 17.29 دولار.