قرار "استراتيجي" لآسيا يدفع النفط لأدنى مستوى في 6 أسابيع
تراجعت الأسعار النفط إلى أدنى مستوى في 6 أسابيع، في تعاملات الخميس، مع دراسة آسيا السحب من الاحتياطي.
وعوضت أسعار النفط، بعض الخسائر، بعدما قالت الصين إنها تتحرك للسحب من الاحتياطي، وذلك عقب تقرير أوردته رويترز عن طلب الولايات المتحدة من مستهلكين كبار للنفط دراسة سحب منسق من الاحتياطي الاستراتيجي في مسعى لخفض الأسعار.
محاولة أمريكية لتهدئة الأسواق
وتأتي المحاولة الأمريكية لتهدئة الأسواق، وهي المرة الأولى التي تطلب فيها الولايات المتحدة، من الصين، الانضمام إلى تحرك منسق، مع بدء ظهور ردود أفعال سياسية غاضبة بسبب الضغوط التضخمية المدفوعة جزئيا بارتفاع أسعار الطاقة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتا أو 0.3% إلى 80.49 دولار للبرميل الساعة 15:11 بتوقيت جرينتش، بعدما انخفضت في وقت سابق لأدنى مستوى منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عند 79.28 دولار.
وتراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط 2 سنت إلى 78.34 دولار للبرميل بعدما نزلت في وقت سابق إلى 77.08 دولار للبرميل، لتسجل أدنى مستوى منذ أوائل الشهر الماضي.
متى تتوفر إمدادات أكثر للسوق
ووصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات الشهر الماضي مع تركيز السوق على الارتفاع السريع في الطلب الذي تزامن مع رفع الإغلاق، وتعافي الاقتصادات في مواجهة زيادة بطيئة في الإمدادات من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وحلفائها، فيما يعرف بتجمع "أوبك+".
وقالت وكالة الطاقة الدولية، و"أوبك"، في الأسابيع القليلة الماضية إنه سيتم توفير المزيد من الإمدادات في الأشهر العديدة المقبلة. ويحافظ تجمع "أوبك+"، على اتفاق لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا شهريا حتى لا تغرق السوق بالإمدادات.
غير أن السحب المقترح من الاحتياطيات يشكل تحديا غير مسبوق لأوبك، لأنه يشمل الصين المستورد الرئيسي للخام.
آسيا تدرس السحب من الاحتياطيات
وقالت أكبر اقتصادات عالمية، الخميس، إنها تدرس السحب من احتياطياتها النفطية الاستراتيجية بعد طلب نادر من الولايات المتحدة باتخاذ خطوة منسقة لتهدئة أسعار الطاقة العالمية.
وتأتي الخطوة الأمريكية، مع تصدي الرئيس الأمريكي جو بايدن لضغوط سياسية بشأن أسعار البنزين المرتفعة وغيرها من التكاليف المواكبة للتعافي.
وطلبت إدارة بايدن، من كبار مشتري النفط مثل الهند واليابان، وكذلك الصين لأول مرة، بحث استخدام بعض مخزونات الخام، حسبما ذكرت عدة مصادر مطلعة على هذه الطلبات لرويترز.
وتراجعت أسعار النفط بنحو 4% إلى أقل مستوى في 6 أسابيع بعدما نشرت رويترز تقريرا بشأن الطلب الأمريكي، وبعد قرار الصين باستخدام بعض الخام، قبل أن تتعافى الأسعار بعض الشيء في وقت لاحق اليوم الخميس.
موقف الصين واليابان وكوريا
وقال مكتب الاحتياطي الحكومي في الصين، لرويترز، إنه يتحرك من أجل السحب من احتياطياته من الخام، وإن امتنع عن التعقيب على الطلب الأمريكي.
وذكر مسؤول في وزارة الصناعة اليابانية أن واشنطن طلبت من طوكيو التعاون في التعامل مع أسعار النفط المرتفعة، لكنه لم يستطع تأكيد إن كان الطلب يشمل استخداما منسقا للاحتياطيات. لكنه أضاف أن القانون يمنع اليابان من السحب من الاحتياطي لخفض الأسعار.
كما أكد مسؤول في كوريا الجنوبية أن الولايات المتحدة طلبت من سول استخدام بعض احتياطيات النفط.
وسبق أن نسقت واشنطن وحلفاؤها، استخدام احتياطيات نفطية استراتيجية، مثلما حدث في 2011 عندما تأثرت الإمدادات بسبب الحرب في ليبيا العضو في "أوبك".
رد فعل "أوبك+" وتوقعات الطلب
ونقلت رويترز عن مصدر في تكتل أوبك+، طلب عدم ذكر هويته، "أنه سيكون من المثير للدهشة استخدام بعض المخزونات بهدف خفض الأسعار وليس بهدف سد عجز في الإمدادات".
وقال محمد باركيندو، الأمين العام لأوبك إن المنظمة تشهد مؤشرات على بدء تراكم فائض إمدادات نفطية في الشهر المقبل.
وذكر مصدر آخر في أوبك+ أن استخدام بعض الاحتياطيات الاستراتيجية "غير ضروري نظرا لأن حالات كوفيد في ازدياد ومن المؤكد أنه سيجري فرض إجراءات احتواء جديدة، الأمر الذي سيقلص الطلب على النفط، ويؤثر على الأسعار".
وأشار مصدر ثالث إلى أن السحب من الاحتياطيات سيكون له "أثر محدود".