النفط مسؤولية عالمية.. رسائل سعودية قوية لحماية الإمدادات
تعد السعودية، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم حاليا بعد الولايات المتحدة روسيا،ما يجعلها لاعبا رئيسا في سوق النفط.
وقدمت السعودية، الإثنين، إحدى أكثر الرسائل أهمية بينما تدوي أصوات أزمة تذبذب معروض النفط الخام عالميا، بسبب عقوبات محتملة على النفط الروسي.
وجاءت هجمات نفذتها مليشيا الحوثي على منشآت سعودية، هذا الأسبوع، في وقت تتركز أنظار العالم على التوترات القائمة في شرق أوروبا، بين روسيا وأوكرانيا، واحتمالية قيام أوروبا بحظر واردات النفط الروسي.
ولطالما كانت السعودية مصدرا موثوقا للنفط الخام عالميا، ونجحت في عدة مناسبات من إعادة الاستقرار لسوق النفط العالمية، لتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين معا.
وبدا تأثير نقص النفط السعودي واضحا على الأسواق العالمية في 14 سبتمبر/أيلول 2019، عندما تعرضت منشأتا بقيق وخريج لهجمات من جامعة الحوثي، أثرت مؤقتا على إمدادات النفط.
وتأثر إنتاج النفط السعودي حينها بمقدار 5.7 مليون برميل يوميا، تشكل أكثر من 50% من إجمالي إنتاج المملكة النفطي، الأمر الذي دفع أسعار النفط للارتفاع من متوسط 60 دولارا إلى أكثر من 82 دولارا في غضون ساعات.
إلا أن السعودية واصلت إمدادات النفط للأسواق العالمية بالكميات المطلوبة، عبر السحب من احتياطاتها الاستراتيجية، لتثبت أنها مصدرا موثوقا لإمدادات الخام العالمية.
والسعودية، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم حاليا بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بمتوسط إنتاج يومي 10.2 مليون برميل يوميا، وقدرة فورية على زيادة الإنتاج حتى 12 مليون برميل يوميا.
ومن حيث الصادرات، تعتبر السعودية أكبر مصدّر عالمي للنفط الخام بمتوسط يومي 7 ملايين برميل يوميا، وفق بيانات الرابطة المشتركة لمنتجي الخام (جودي).
والسعودية كذلك، تملك ثاني أكبر احتياطي نفطي عالميا بإجمالي احتياطات مؤكدة تبلغ أكثر من 280 مليار برميل من النفط، بعد فنزويلا وقبل مختلف منتجي النفط الخام.
وأسهمت السعودية في تطور صناعة النفط الخام عالميا، من خلال مراكز الأبحاث التابعة لشركة أرامكو -أكبر شركة نفط خام في العالم-، وشركة سابك للبتروكيماويات -أكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط-.
وتتميز السعودية بأنها تنتج النفط الخام بأقل كلفة ممكنة على مستوى العالم، إذ تبلغ كلفة إنتا البرميل الواحد 2.5 دولارا، بحسب التقرير السني لشركة أرامكو لعام 2020.
وعلى مستوى أسواق النفط العالمية، نجحت السعودية خلال السنوات الماضية، في زيادة رقعة سوقها النفطية في الصين، لتتقدم من المرتبة الثالثة خلال السنوات الأربع الماضية، وتتحول إلى المرتبة الأولى، بفضل أمن الإمدادات وتلبية حاجة السوق الصينية من الخام.
كما نجحت السعودية في تثبيت عقود طويلة الأجل مع كبار مستوردي الخام حول العالم، خاصة مع الهند (ثالث أكبر مستورد للنفط)، وكوريا الجنوبية (رابع أكبر مستورد)، واليابان (خامس أكبر مستورد للخام عالميا).
وأكدت السعودية، اليوم الإثنين، أنها في حل من أي نقص قد تعرفه السوق العالمية للنفط، ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، بشأن هجمات الحوثيين على أراضي المملكة، ودعم إيران لهم بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية إن على المجتمع الدولي أن يعي أهمية خطورة استمرار إيران في استمرائها بتزويد المليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار.