القوات العراقية والبشمركة.. جمعهم داعش وفرقهم النفط

القوات العراقية أمهلت المقاتلين الأكراد حتى مساء السبت للانسحاب إلى مواقعهم قبل يونيو/حزيران 2014 في كركوك

اندلعت اشتباكات بين البشمركة ومليشيات الحشد الشعبي جنوب محافظة كركوك، الغنية بالنفط، الساعات الماضية، كما أمهلت القوات العراقية المقاتلين الأكراد حتى مساء اليوم السبت للانسحاب إلى مواقعهم قبل يونيو/حزيران 2014 في كركوك، وتسليم القواعد العسكرية والأمنية والمؤسسات النفطية إلى الحكومة الاتحادية". 

• بغداد تمهل "البشمركة" حتى منتصف الليل للانسحاب من كركوك
• 5 مقترحات كردية لحل مشكلة النفط والموازنة مع بغداد

واستعادت القوات العراقية، أمس الجمعة، عددا من المواقع التي كانت تسيطر عليها القوات الكردية جنوب كركوك منذ 2014 دون قتال.

في المقابل، أعلنت السلطات الكردية استعداد قوات إقليم كردستان للدفاع عن مواقعها "مهما كلف الثمن".

وتأتي العملية العسكرية بعد تعاون الطرفين لمحاربة تنظيم داعش ثم تصاعد التوتر بشكل سريع بينهم إثر تنظيم الإقليم استفتاء حول استقلاله في 25 سبتمبر الماضي.

نفذت قوات البشمركة مجموعة من العمليات المهمة ضد تنظيم داعش في عام 2015 بالتعاون مع القوات الحكومية في بغداد، واستطاعت إعادة أكثر من 95% من أراضي كردستان من قبضة التنظيم، ومن أهم العمليات التي قامت بها القوات البشمركة هي: سنجار، وداقوق، وحدود ملا عبدالله.

وفي عام 2016 وقعت وزارة الدفاع الأمريكية اتفاقا مع قوات البشمركة الكردية لتزويدها بأسلحة وعتاد بمئات الملايين من الدولارات للمشاركة في محاربة داعش.

النفط

استغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية في 2014 خلال الهجوم الواسع لتنظيم داعش على جنوب وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك الغنية بالنفط، والتي تبعد بعد 255 كيلومترا من العاصمة العراقية بغداد، بعد أن تركت قوات الأمن العراقية حقول النفط عرضة لسيطرة مقاتلي داعش بعد اجتياحهم شمال العراق.

وبحسب مراقبين يسعى الأكراد إلى ضم كركوك لإقليم كردستان، رغم أن المدينة تعد خارج الحدود الإدارية للإقليم، غير أن الأكراد بحسب الحكومة العراقية قاموا في تلك الفترة منذ طرد داعش على تحويل خطوط النفظ من كركوك إلى داخل الإقليم.

الاستفتاء

وسط تحذيرات عراقية ودولية، نفذ الأكراد وعدهم بإجراء استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، منذ ذلك التاريخ وأجواء التوتر تسود العراق الذي لم ينته بعد من حرب شاملة وطويلة ضد تنظيم داعش.

وبحسب مراقبين، فإن خطوة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بالمضي في الاستفتاء أدخلت الإقليم في نفق مظلم من الصعب الخروج منه، إذ إن بارزاني لم يحسب حساباته مع الداخل والخارج.

في الوقت نفسه، طالبت حكومة بغداد كل الدول أن يكون التعامل معها في كل العمليات المرتبطة بالنفط، علما أن متوسط إنتاج الإقليم من النفط يبلغ 600 ألف برميل يوميا، يتم تصدير 550 ألفا منها إلى تركيا الذي حاصرت الإقليم ومنعت تصدير النفط.