سوق النفط بدون إيران.. سيناريو «غير مخيف» بشرط «فوائض أوبك»
يؤثر اندلاع أي صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط بشكل كبير على إنتاج النفط الأمر الذي سيدفع أسعار البترول حتما للارتفاع، لكن إمكانيات منظمة "أوبك" بوسعها تعويض الفاقد المحتمل من إيران، وفقا لتحليل من وكالة رويترز.
وقالت الوكالة إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لديها طاقة نفطية فائضة كافية لتعويض غياب كامل الإمدادات الإيرانية إذا ضربت إسرائيل منشآت طهران.
- معيط يكشف لـ«العين الإخبارية» تفاصيل توليه منصبا جديدا بصندوق النقد الدولي (حصري)
- الدولار يقفز لأعلى مستوى في شهر.. والين «مضغوط»
وأطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل يوم الثلاثاء ردا على الغارات الجوية والهجمات الإسرائيلية على حزب الله في لبنان، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«ثمن فادح».
ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي يوم الأربعاء عن مسؤولين إسرائيليين أن خيارات إسرائيل تشمل استهداف منشآت إنتاج النفط الإيرانية وغير ذلك من المواقع الاستراتيجية.
ما أهمية إيران في سوق النفط؟
إيران عضو في منظمة أوبك ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 مليون برميل يوميا تعادل 3% من الإنتاج العالمي.
وارتفعت صادرات إيران من النفط هذا العام إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات إلى 1.7 مليون برميل يوميا على الرغم من العقوبات الأمريكية.
وتشتري المصافي الصينية معظم هذه الإمدادات. وتقول بكين إنها لا تعترف بالعقوبات الأمريكية أحادية الجانب.
سيناريو توقف النفط الإيراني بالكامل
تقول أمريتا سين المؤسس المشارك لشركة إنرجي آسبكتس "من الناحية النظرية، إذا فقدنا كل الإنتاج الإيراني، وهو ليس الافتراض الأساسي لدينا، فإن أوبك+ لديه طاقة فائضة كافية لامتصاص الصدمة".
ويخفض تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة أوبك وحلفاء من خارجها من بينهم روسيا وكازاخستان، الإنتاج منذ سنوات لدعم الأسعار في ظل ضعف الطلب العالمي. وبالتالي، فإن التحالف لديه قدرة إنتاج احتياطية بملايين البراميل.
ويبلغ إجمالي التخفيضات التي ينفذها منتجو أوبك+ حاليا 5.86 مليون برميل يوميا. وتشير تقديرات المحللين إلى أن السعودية قادرة على زيادة الإنتاج بثلاثة ملايين برميل يوميا وأن الإمارات قادرة على زيادته بواقع 1.4 مليون برميل يوميا.
التعويل على أوبك
وعقدت دول أوبك+ اجتماعا يوم الأربعاء لمناقشة الالتزام بتخفيضات الإنتاج. وقالت مصادر في أوبك+ إن التحالف لم يتطرق للصراع بين إسرائيل وإيران.
وقال مصدر في أوبك+ مطلع على المناقشات "الشيء الوحيد الذي جرت الإشارة إليه ويتعلق بالوضع الجيوسياسي والصراع هو التعبير عن الأمل في عدم التصعيد".
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس إن لدى أوبك طاقة فائضة كافية لتعويض خروج الإمدادات الإيرانية.
طهران واحتمالات خلق أزمة عالمية
ولم تهاجم إسرائيل حتى الآن منشآت نفطية إيرانية. ويقول محللون في قطاع النفط وخبراء أمنيون إن إسرائيل قد تستهدف مواقع تكرير النفط الإيرانية وميناء النفط في جزيرة خرج المنفَذ لنحو 90 من صادرات البلاد من النفط الخام.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن العشرين هاجمت بغداد في مناسبات كثيرة ناقلات النفط حول جزيرة خرج وهددت بتدمير الميناء النفطي.
وقالت هيليما كروفت من آر.بي.سي كابيتال ماركتس "قد تستهدف إيران ووكلاؤها عمليات الطاقة في مناطق أخرى إذا تحولت الأزمة الحالية إلى حرب شاملة من أجل تدويل الثمن"، في إشارة إلى خلق أزمة طاقة عالمية.
وظلت أسعار النفط في نطاق يتراوح بين 70 و90 دولارا للبرميل خلال السنوات الماضية على الرغم من الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط.