كواليس لعبة الكبار في أسواق النفط.. الأسعار تتراجع
أسعار النفط تتراجع بفعل المخاوف من تباطؤ تعافي الطلب على الوقود، مع ارتفاع إصابات فيروس كورونا، وتعثر محادثات اتفاق تحفيز أمريكي جديد
تراجعت أسعار النفط، الجمعة، على الرغم من حمى شراء الخام التي تجتاح الصين، وتعهد العراق بزيادة التزامه إلى 100% في اتفاق خفض إنتاج بين دول أوبك+.
يأتي خفوت أسعار النفط بفعل المخاوف من تباطؤ تعافي الطلب على الوقود وسط عودة إصابات فيروس كورونا للارتفاع، وتعثر المحادثات على اتفاق تحفيز جديد في الولايات المتحدة.
- أسعار النفط تقفز لأعلى مستوى في 5 أشهر.. ما السبب؟
- 16.8 مليار دولار خسائر "بي بي".. عملاق النفط يعيد ترتيب الأوراق
وبحلول الساعة 0651 بتوقيت جرينتش، كانت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط منخفضة 17 سنتا بما يعادل 0.41% إلى 41.78 دولار للبرميل، في حين نزل خام برنت 17 سنتا أيضا أو 0.38% ليسجل 44.92 دولار. كان كلا العقدين مرتفعا في وقت سابق من اليوم.
مكسب أسبوعي
لكنهما ما زالا بصدد مكاسب أسبوعية بنحو 4%، ستكون الأكبر للخامين القياسيين منذ الأسبوع المنتهي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.
ويقول المحللون إن عودة إصابات فيروس كورونا للارتفاع يظل القضية المحورية لأسواق النفط، إذ سيحدد ذلك مدى سرعة انتعاش الطلب على الوقود.
وتظهر الإحصاءات ارتفاع الإصابات في عدد من الولايات الأمريكية مثل كولورادو وأوهايو وفرجينيا.
ويراقب المحللون أيضا المحادثات المتعثرة بين البيت الأبيض والديمقراطيين بشأن حزمة تحفيز جديدة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، إذ يقول الديمقراطيون إنه قد يتعين على الرئيس دونالد ترامب إصدار أوامر تنفيذية إذا لم يكن راغبا في مواصلة التفاوض.
وقالت ايه.ان.زد لبحوث السوق في مذكرة "حزمة تخفيف تداعيات الفيروس تظل الأمل الأخير لتعزيز الطلب (على الوقود)، في ظل اقتراب موسم الرحلات الأمريكي من نهايته."
%25 ارتفاعا بواردات النفط الصينية
في سياق متصل قفزت واردات الصين من النفط الخام 25% في يوليو/تموز مقارنة بها قبل عام، بفعل وصول مشتريات ضخمة جرت عندما انهارت الأسعار في أبريل/نيسان والتخليص الجمركي لبعض الشحنات التي تأخرت في الموانئ خلال يونيو/ حزيران.
وأظهرت البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك، الجمعة، أن الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، اشترت 51.29 مليون طن من النفط الشهر الماضي، بما يعادل 12.08 مليون برميل يوميا.
يزيد ذلك على واردات يوليو/تموز 2019 البالغة 9.66 مليون برميل يوميا لكنه يقل عن المستوى القياسي السابق 12.94 مليون برميل يوميا المسجل في يونيو/حزيران.
وصل الصين نفط خام اشتراه متصيدو الصفقات الصينيون في أبريل/نيسان، عندما انحدرت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال عقود، بينما تعززت التدفقات أيضا بالتخليص الجمركي لواردات عطلها ازدحام الموانئ الصينية.
خلت البيانات من بلدان المنشأ. لكن إيما لي، المحللة من رفينيتيف، قدرت أن نحو 5 ملايين طن من النفط الخام الأمريكي وصلت الصين في يوليو/تموز - وهو مستوى شهري مرتفع غير مسبوق - وأن حوالي مليون طن قد يتأخر وصولها إلى أغسطس/آب بسبب ازدحام الموانئ.
وتضغط تسليمات قياسية على مرافق الموانئ منذ أواخر مايو/أيار متسببة في اختناقات حادة بالموانئ الرئيسية مثل تشينغداو وريتشاو وتشوشان حيث اضطرت الناقلات للانتظار لأسابيع لتفريغ حمولاتها. ويقول المحللون ومسؤولو الموانئ إن الازدحام قد يستمر هذا الشهر.
ولم تصدر الصين إلا 3.21 مليون طن من المنتجات النفطية المكررة الشهر الماضي، أدنى مستوى منذ يناير/كانون الثاني 2017.
ويقل ذلك عن صادرات يونيو/حزيران البالغة 3.88 مليون طن وينخفض 41.5% عن يوليو/تموز من العام الماضي. يأتي تباطؤ الصادرات مع محاولة مصافي التكرير تقليص مخزونات الوقود المتضخمة بعد إنتاج كميات قياسية في يونيو/حزيران.
وأظهرت بيانات الجمارك أيضا أن واردات الغاز الطبيعي، سواء المنقولة بالأنابيب أو الغاز الطبيعي المسال، بلغت 7.35 مليون طن في يوليو/تموز، منخفضة 6.9% عنها قبل عام.
العراق يخفض إنتاجه
وفي نفس الجهود الداعمة لاستقرار أسواق النفط العالمية، أكدت السعودية والعراق، الجمعة، على التزامها التام باتفاق مجموعة دول أوبك+ لخفض إنتاج النفط، بعد اتصال هاتفي بين وزير الطاقة والنفط في البلدين.
وبحثا الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، ووزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار، أحدث التطورات في أسواق النفط والتعافي المستمر في الطلب العالمي، والتقدم الذي تحقق باتجاه تطبيق اتفاق أوبك+، بحسب وكالة الأنباء السعودية.وبدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف بمجموعة دول أوبك+، خفضا قياسيا للإمدادات في مايو/أيار 2020 لدعم أسعار النفط التي عصفت بها أزمة فيروس كورونا.
وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إن بلاده ستضيف تخفيضا من انتاجها بمقدار 400 ألف برميل يوميا، في أغسطس/آب للتعويض عن الإنتاج الزائد في الفترة الماضية بموجب اتفاق أوبك+.
وذكر البيان أن عبد الجبار "أكد التزام العراق الثابت باتفاق أوبك+" مضيفا أن "العراق سيصل إلى التزام بالاتفاق بنسبة 100% مع بداية شهر (أغسطس) آب الحالي".
وأوضح أن هذا التخفيض يُضاف إلى الخفض الذي يبلغ 850 ألف برميل يومياً، الذي التزم العراق به، في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، بموجب اتفاقية أوبك + الحالية.
ووفقا لتعهد وزير النفط العراقي، فإن إجمالي الخفض في إنتاج العراق في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول سيصل إلى 1.25 مليون برميل يوميًا لكل شهر، وسيُمكن تعديل نسب الخفض بعد أن تنشُر المصادر الثانوية الستة أرقام الإنتاج التي تتوصل إليها
وأكّد الوزيران أن ما تبذله الدول المُشاركة في اتفاق أوبك بلس من جهودٍ باتجاه الالتزام بنسب خفض الإنتاج، وكذلك نسب الخفض الإضافية في إطار نظام التعويض، ستُعزز استقرار أسواق البترول العالمية، وتُعجّل بتحقيق توازنها، وتُرسل إشاراتٍ إيجابيةً إلى الأسواق.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز