بلومبرج : تضاعف أسعار ناقلات النفط قبيل عقوبات إيران
سوق ناقلات النفط يشهد موجة ارتفاع في الأسعار وسط مؤشرات على أن العقوبات الأمريكية ضد إيران تدفع المنافسين إلى زيادة الشحنات
يشهد سوق ناقلات النفط موجة ارتفاع في الأسعار وسط مؤشرات على أن العقوبات الأمريكية الوشيكة ضد إيران تدفع المنتجين المنافسين في الشرق الأوسط إلى زيادة الشحنات، وفقا لخبراء دوليين استطلعت آراءهم وكالة "بلومبرج".
وفي تقرير نشرته الوكالة الأمريكية، الإثنين، قالت إن أسعار نقل شحنة 2 مليون برميل إلى آسيا ارتفعت إلى 40.3 ألف دولار في الأسبوع المنتهي في 5 أكتوبر/تشرين الأول، أي أكثر من الضعف مقارنة بأسعار أواخر سبتمبر/أيلول، وفقا لبيانات من شركة "كلاركسون لخدمات الأبحاث"، وهي واحدة من أكبر وسطاء النقل البحري في العالم.
وأوضحت أن آسيا تحصل على المزيد من النفط الخام من الولايات المتحدة ودول غرب أفريقيا، ما يزيد من طول الرحلات، وفقا لشركة "بتروماتريكس" لخدمات الأبحاث وتحليل أسواق النفط، ومقرها سويسرا.
وقال أوليفر جاكوب العضو المنتدب في "بتروماتريكس": "يزداد طلب آسيا على النفط الخام بداية من أكتوبر/تشرين الأول، وسيبلغ ذروته خلال الشهرين المقبلين".
وأضاف: "لهذا السبب، نتوقع أن يكون نشاط التأجير لشهر أكتوبر أعلى من سبتمبر/أيلول".
وأشار جاكوب إلى أن "المشترين الآسيويين يتزودون بالمزيد من الولايات المتحدة وغرب أفريقيا، وهذا يساعد أيضًا على حساب التكلفة الدورية للطن/الميل، ويقلل من توافر الناقلات".
وأوضحت الوكالة أن الخليج يعد حتى الآن أكبر منطقة مصدرة للخام في العالم، حيث قال الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي في مقابلة الأسبوع الماضي، مع "بلومبرج" إن السعودية تضخ بالفعل ما يكفي لتعويض خسارة الإمدادات الإيرانية بسبب العقوبات الأمريكية، ويمكن أن تنتج المزيد إذا لزم الأمر.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم حجز ما مجموعه 78 من الناقلات العملاقة في سوق الشرق الأوسط الفورية في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بـ 136 طوال شهر سبتمبر/أيلول، وفقا لبيانات من شركة "جالبريث" لسمسرة السفن.
ولفتت "جالبريث" إلى أنه يجري حجز السفن عادة بما يصل إلى ثلاثة أسابيع سلفا، حيث تستغرق الرحلة من الشرق الأوسط إلى آسيا عدة أسابيع.
والشهر الجاري، يجري تداول النفط الخام قرب أعلى مستوياته خلال أربع سنوات، بعد أن طغت المخاوف من خسارة إمدادات إيران وفنزويلا على مخاطر الحد من الطلب جراء الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تعزز الصين وارداتها من غرب أفريقيا هذا الشهر إلى أعلى مستوى لها منذ سبع سنوات نتيجة الخلاف التجاري، وفقًا لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها "بلومبرج".
من جانبه، أوضح فوتيس جياناكوليس، المحلل لدى "مورجان ستانلي" في مذكرة بحثية مؤرخة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أن "الارتفاع في الأسعار كان مدفوعا بالطلب القياسي على السفن في الشرق الأوسط إلى جانب الزخم المتراكم في غرب أفريقيا، الذي أدى إلى انخفاض حاد في توافر ناقلات النفط العملاقة في الخليج".
وأضاف: "يعتبر نشاط استئجار غرب أفريقيا قوياً، حيث بدأ المشترون الآسيويون الرئيسيون في البحث عن مكان آخر يحل محل الكمية الإيرانية، ما أدى إلى تقليل الشحنات المتاحة في الشرق الأوسط".