النفط حائر بين تأثيرات الشرق الأوسط وخطط أمريكا في فنزويلا
تراجعت أسعار النفط اليوم الخميس ومحت المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة إثر عدم ورود مؤشرات على دعم (أوبك) لدعوة إيران لفرض حظر نفطي على إسرائيل، إلى جانب خطط واشنطن لتخفيف العقوبات على فنزويلا بما يسمح بتدفق المزيد من نفطها عالميا.
وفقا لرويترز، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر/كانون الأول 74 سنتا إلى 90.76 دولار للبرميل، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم نوفمبر/تشرين الثاني التي ينقضي أجلها غدا الجمعة 57 سنتا إلى 87.75 دولار للبرميل.
أما عقود خام غرب تكساس الوسيط الأكثر نشاطا تسليم ديسمبر/كانون الأول فتراجعت بحلول الساعة 0047 بتوقيت غرينتش 51 سنتا إلى 86.76 دولار للبرميل.
وقفزت أسعار النفط بنحو 2% في الجلسة السابقة وسط مخاوف بشأن اضطراب الإمدادات عالميا بعد أن دعت إيران إلى فرض حظر نفطي على إسرائيل بسبب الصراع في غزة وبعد أن أعلنت الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم عن سحب بأكبر من المتوقع من المخزونات.
وقالت مصادر لرويترز إن أوبك لا تخطط لاتخاذ أي إجراء فوري بشأن دعوة إيران العضو بالمنظمة.
وأصدرت الولايات المتحدة ترخيصا لمدة 6 أشهر يسمح بمعاملات في قطاع الطاقة بفنزويلا، العضو في أوبك، بعد التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة لضمان نزاهة انتخابات 2024.
ومن شأن تدفق النفط الفنزويلي أن يهدئ أسعار النفط العالمية في ظل الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة والعقوبات المفروضة على روسيا وقرارات تحالف أوبك+ لخفض الإنتاج. إلا أن فنزويلا بحاجة لاستثمارات لتعزيز الإنتاج بعد سنوات من العقوبات.
خففت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء العقوبات بصورة كبيرة عن قطاع النفط والغاز في فنزويلا بعد اتفاق توصلت إليه الحكومة الفنزويلية والمعارضة بشأن انتخابات 2024.
وقالت وزارة الخزانة في بيان أمس الأربعاء "بعد هذه التطورات الديمقراطية، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية تراخيص عامة تسمح بمعاملات تتعلق بقطاع النفط والغاز وقطاع الذهب في فنزويلا، فضلا عن إلغاء الحظر المفروض على السوق الثانوية".
وحذرت الوزارة من أنها على استعداد لتعديل أو إلغاء التراخيص في أي وقت إذا لم يلتزم ممثلو الرئيس نيكولاس مادورو بما اتفقوا عليه مع المعارضة.
تأتي التحركات الأمريكية بعد أشهر من المفاوضات التي ضغطت فيها واشنطن على كراكاس لاتخاذ إجراءات ملموسة تمهيدا لإجراء انتخابات ديمقراطية مقابل رفع بعض وليس كل العقوبات الصارمة المفروضة منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وفقا لـ"فرانس برس"، رحب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتخفيف بعض العقوبات الأمريكية على بلاده غداة اتفاق بين السلطات والمعارضة على إجراء انتخابات رئاسية في 2024.
وقال مادورو خلال اجتماع في القصر الرئاسي "لنطوي الصفحة ونعيد بناء علاقة احترام وتعاون هذه هي رسالتي إلى السلطة وإلى حكومة الولايات المتحدة".
كما رحب بالاتفاق الموقع الثلاثاء بين حكومته والمعارضة خلال مفاوضات في بربادوس برعاية النروج لإجراء انتخابات رئاسية في النصف الثاني من 2024.
غير أن واشنطن قالت إنها تتوقع أن يتمكن "جميع" المرشحين من خوض هذه الانتخابات، وإلا فإن الولايات المتحدة قد تتراجع عن قرارها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن الولايات المتحدة أبلغت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو أنها تتوقع منه أن يقدم بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني "جدولا زمنيا وعملية مسرّعة لإعادة جميع المرشحين إلى مناصبهم".
كما طالب بالإفراج عن "جميع المواطنين الأمريكيين والسجناء السياسيين المحتجزين بشكل غير مبرر" في فنزويلا.
أعلن مساعد وزير الخزانة الأمريكي براين نلسن المكلف الاستخبارات المالية والإرهاب في بيان أنه "طبقا لسياسة العقوبات الأمريكية وردا على هذه التطورات الديمقراطية، سمحت وزارة الخزانة بالصفقات المتعلقة بقطاع الغاز والنفط الفنزويلي وكذلك قطاع الذهب".
عمليا، سمحت الحكومة الأمريكية بذلك بشراء الغاز والنفط الفنزويلي لمدة ستة أشهر، قابلة للتجديد إذا "احترمت فنزويلا الالتزامات التي قطعت في إطار الاتفاق الانتخابي".
وبالنسبة لقطاع الذهب، لم يتم تحديد مدة. وبررت وزارة الخزانة قرارها بالرغبة في "تقليص مبادلات الذهب في السوق السوداء".
ورحب مادورو بالخطوة الأمريكية. وقال إن "فنزويلا عادت مجددا بهذه الاتفاقات إلى سوق النفط والغاز"، مؤكداً أنه أراد ويريد دائماً "علاقات احترام متبادل" مع الولايات المتحدة.
وسمحت واشنطن مجددا بتبادل سندات الدين الفنزويلية في السوق الثانوية، إلا أن الحظر ما زال مفروضا على السوق الأولية، أي سندات الدين الصادرة حديثًا عن الحكومة.
وكانت الأسواق تنتظر بفارغ الصبر تخفيف العقوبات على النفط الفنزويلي وتتوقع هذا التطور الإيجابي منذ أيام، مما أدى إلى انخفاض سعر البرميل على الرغم من الحرب بين إسرائيل وحماس.
ومع ذلك ما زالت عقوبات أمريكية أخرى مطبقة من بينها تجميد الأصول الفنزويلية.
aXA6IDE4LjIxOC43MS4yMSA=
جزيرة ام اند امز