اقتصاد العُطل في الصين.. إيرادات قياسية تنعش التنين
"اقتصاد العُطل".. مفهوم جديد ظهر في الصين بعد جائحة كورونا، والذي أصبح يعدّ مقياسا لآفاق النمو الاقتصادي للبلاد.
وارتفع معدل مساهمة الاستهلاك في الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 77.2% في النصف الأول من هذا العام بزيادة قدرها 46.4% عن الفترة نفسها من العام الماضي مع بزوغ ما يسمى “ اقتصاد العُطل في الصين”.
إذ تعتبر الصين ثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم، وأكبر سوق تجزئة على الإنترنت نظرا لعدد سكانها الذي بلغ 1.4 مليار نسمة من بينهم 400 مليون مواطن ينتمون إلى الطبقة ذات الدخل المتوسط وهو ما يعدّ قوّة استهلاكية كبيرة يعوّل عليها الاقتصاد الوطني للبلاد.
- ما وراء الفحم.. رسالة من ألمانيا إلى الصين
- قضايا المناخ الحاسمة.. لقاءات ناجحة لرئيس COP28 في الصين (صور)
وللمحافظة على هذا الزخم القوي للاستهلاك ودعم النمو الاقتصادي للبلاد خاصة بعد جائحة كورونا، تعتمد الصين نظاما يشجع على الاستهلاك المحلي خاصة خلال العُطل وذلك بتحفيز المستهلكين عبر عدّة وسائل من بينها طرح قسائم شراء متنوعة وإقامة مهرجانات للتسوق، وزيادة عدد القطارات ومختلف وسائل النقل والتذاكر المطروحة للبيع، واتخاذ تدابير استثنائية في المواقع السياحية، وإعفاء مستعملي الطريق السريع من دفع الرسوم، وإقامة أسواق ليلية وأسواق للأطعمة في الهواء الطلق وغيرها من التدابير التشجيعية وهو ما أنشأ مفهوم اقتصاد العُطل، الذي أصبح يعدّ مقياسا لآفاق النمو الاقتصادي للبلاد.
فعلى سبيل المثال حققت السياحة الداخلية خلال عطلة عيد منتصف الخريف والعيد الوطني الصيني، التي استمرت في الفترة من 29 سبتمبر الماضي إلى 6 أكتوبر الجاري، وهي أطول عطلة خلال هذا العام خاصة منذ التخلي عن تدابير مكافحة كورونا.. إيرادات تقدّر بحوالي 103 مليارات دولار أمريكي، أي بزيادة قدرها 130 في المائة عن العام الماضي وبـ 1.5 بالمائة عن المستوى المسجّل قبل جائحة كوفيد في عام 2019، حسب البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في الصين.
وشهدت الصين خلال عطلة العيد الوطني ما مجموعه 826 مليون رحلة سياحية محلية حسب الإحصاءات نفسها وتجاوزت إيرادات شباك التذاكر 348 مليون دولار.. وكانت الأفلام الصينية على رأس القائمة حسب منصة "مويان" لبيانات الأفلام.
هذه البيانات دفعت خبراء الاقتصاد في البلاد إلى التفاؤل بشأن انتعاش النمو.
وفي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات (وام) قال الخبير في العلاقات الدولية والملحق الاقتصادي السابق بوزارة الخارجية الصينية لي يوان تشينغ، إن المنحى الاستهلاكي المحلي ساهم في إنعاش الاقتصاد في النصف الأول لهذه السنة بصورة متكاملة بنسبة 5,5%، مقابل 3% في السنة الماضية و4.5% في الربع الأول لهذا العام.
وأضاف أن الاستهلاك الداخلي ازداد بصورة متواصلة خاصة أثناء عطلة العيد الوطني بعدما ازداد عدد المسافرين بنسبة 71.3%، وعدد المتجولين في الأسواق بنسبة 164%، في عملية اندماج بين كل من السياحة والتسويق والعروض الفنية.
ونوه لي يوان تشينغ إلى أن الصناعات الإنتاجية والزراعية تواصل التطور، مع تحسن هيكل الاقتصاد باستمرار إذ إن الصناعة الخدمية احتلت نسبة 56% من إجمالي الإنتاج المحلي.. في حين شهدت الصناعات الجديدة خاصة التكنولوجيات عالية المستوى تطورات أكبر وازدادت الاستثمارات في هذا المجال بنسبة 12.5% عن السنة الماضية مقابل تحسن الضمان الاجتماعي والتوظيف باستمرار.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز