مؤشر أسواق النفط.. ضعف الاستثمارات يمهد لقفزة كبيرة بالأسعار
في عام 2021، ارتفع الاستثمار العالمي السنوي في الطاقة إلى 1.9 تريليون دولار أمريكي كاستثمار تراكمي.
تصدرت التوترات الجيوسياسية تغيرات أسعار النفط الخام خلال السنوات الخمس الماضية، بدءا من التوترات الإيرانية الأمريكية، وتهديد غلق مضيق هرمز، وصولا إلى حرب شرق أوروبا.
إلا أن ضعف الاستثمار في قطاع الطاقة التقليدية قد يقفز بالأسعار، بالتزامن مع نمو الطلب على الخام على وجه الخصوص، ما يعني أن الأسواق ستشهد موجة زيادة لحين دخول أي استثمارات جديدة حيز الإنتاج.
وفي 2020، تراجع الاستثمار العالمي في مصادر الطاقة التقليدية بسبب هبوط أسعار النفط الخام دون 16 دولارا بالنسبة لخام برنت، قبل أن يتحول صعودا، ويبلغ ذروة 14 عاما مطلع الشهر الجاري، بسبب توترات روسيا-أوكرانيا.
- النفط يرتفع 10% في يومين.. ويسجل ثاني خسائره الأسبوعية
- "خماسية" تراجع النفط.. الأسباب وتوقعات"الطاقة الدولية"
يأتي تراجع الاستثمارات في مصار الطاقة التقليدية في وقت يشهد الطلب على النفط والغاز ازديادا مطردا، مع تعافي الأسواق.
في الوقت الحالي، على الأقل، يبدو من المرجح أن تستمر أسعار النفط والغاز في الارتفاع مع تعافي الاقتصاد من الإغلاق الناجم عن الوباء لملايين الشركات الكبيرة والصغيرة.
بحسب وكالة الطاقة الأمريكية، من المقرر أن ينتعش الاستثمار العالمي في الطاقة بنحو 10% في عام 2022، مما يعكس معظم الانخفاض الناجم عن الوباء.
في عام 2021، ارتفع الاستثمار العالمي السنوي في الطاقة إلى 1.9 تريليون دولار أمريكي كاستثمار تراكمي، منتعشًا بنسبة 10% تقريبا مقارنة مع 2020، ويعيد إجمالي حجم الاستثمار إلى مستويات ما قبل الأزمة.
من المقرر أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 5% في عام 2022، وهو ما يزيد عن تعويض انكماش بنسبة 4% في عام 2020، وفقا لأحدث تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
في حين أن العديد من شركات الطاقة ما تزال في حالة مالية هشة خاصة الأمريكية القائمة على إنتاج النفط الصخري بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج.
اتجاه الأسعار
لطالما دعت دول أوبك بقيادة السعودية، إلى ضرورة ضخ مزيد من الاستثمارات في صناعة الطاقة الأحفورية، في وقت حاولت الولايات المتحدة الضغط على تحالف "أوبك+" لخفض أسعار الخام عالميا، عبر زيادة الإنتاج.
ومنذ الربع الأخير 2021، ارتفعت أسعار النفط الخام فوق 80 دولارا، بسبب زيادة معقولة في الطلب، لكن حجم الاستثمارات في النفط ما تزال دون التوقعات.
اليوم ومع تجاوز سعر برميل النفط حاجز 100 دولار، فإن المطالبات لضخ مزيد من الاستثمار في الطاقة الأحفورية ما يزال مطلبا ملحا على مستوى العالم، للوصول إلى سعر عادل للمنتجين والمستهلكين معا.
هنا، تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن أسعار النفط قد تتجاوز 140 دولارا مجددا هذا العام، ليس بسبب الحرب في أوكرانيا، بل نتيجة زيادة الطلب
ويقابل زيادة الطلب، جهود من جانب المنتجين لزيادة المعروض، والمعروض لا يكون إلا من خلال زيادة الاستثمار في القطاع.