بقعة شمسية «عجوز» تتحدى الزمن وقد تدخل التاريخ

في ظاهرة نادرة، تواصل بقعة شمسية ضخمة، إثارة اهتمام العلماء بعدما ظهرت للمرة الثالثة على سطح الشمس المواجه للأرض.
وتتميز هذه البقعة التي أُطلق عليها اسم "AR 14100"، بقدرتها الفريدة على الاستمرار، حيث صمدت لفترة أطول بكثير من البقع الشمسية المعتادة، ما دفع البعض إلى تسميتها "العجوز".
ووفقاً لموقع "سبيس ويزر دوت كوم"، فإن هذه البقعة التي ظهرت بعد نحو شهرين من رصدها لأول مرة في 5 أبريل/نيسان الماضي، قد تكون مرشحة لتحطيم الرقم القياسي لأطول بقعة شمسية عمرا، والمسجل منذ عام 1919 بمدة 134 يوما.
خلال ظهورها الثاني في أواخر أبريل/نيسان، بلغت البقعة أقصى حجم لها، إذ امتدت لمسافة تعادل 11 ضعف قطر الأرض، لتصبح حينها الأكبر في عام 2025.
وعلى الرغم من تقلص حجمها لاحقا إلى النصف، فإنها لا تزال نشطة وتصدر توهجات شمسية، دون مؤشرات على اختفائها القريب.
ويشير الفلكيون إلى أن معظم البقع الشمسية تستمر حوالي أسبوع فقط، بينما تختفي الكبيرة منها عادة بعد دورتين شمسيتين. لذا، فإن استمرار AR 14100 بهذا الشكل يُعد أمرا استثنائيا.
وتحدث البقع الشمسية نتيجة اضطرابات في المجال المغناطيسي للشمس، وتظهر داكنة لأن حرارتها أقل من المناطق المحيطة بها. وتُعد هذه الظاهرة جزءا من الدورة الشمسية الحالية، التي دخلت ذروتها المعروفة باسم "الحد الأقصى الشمسي" منذ أوائل عام 2024، وتتميز هذه الدورة بنشاط أكبر من المتوقع.
ويعكف العلماء على مراقبة البقعة باستخدام أحدث التقنيات، من بينها التلسكوب الشمسي "دانيال ك. إينوي" في هاواي، الذي التقط مؤخرا أوضح صورة لبقعة شمسية في التاريخ، إلى جانب مساهمات المركبات الجوالة على المريخ لرصد البقع عندما تكون على الجانب البعيد من الشمس.
ورغم قوة بعض هذه البقع، إلا أن حجمها لا يكفي لتحديد مدى خطورتها على الأرض، بل يعتمد الأمر على تكوينها المغناطيسي. ومع ذلك، يبقى الحذر واجبا، خاصة في ظل تكرار الأحداث الشمسية القوية في هذه الدورة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODQg
جزيرة ام اند امز