الأولمبياد الخاص يشكل "حافزاً لتقديم المزيد من الإمكانيات والخطوات لدمج أصحاب الهمم في مجتمعنا وفي المنطقة والعالم أجمع".
المشاهد المهيبة لاستقبال "شعلة الأمل" للأولمبياد الخاص، بداية في "صرح زايد المؤسس"، وانطلاقها في مسيرة ثقافية إنسانية تجوب إمارات الدولة، وما تلا ذلك من مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أعمال "خلوة أصحاب الهمم"، والتوقيع على الوثيقة التي أسفرت عنها، جميعها مشاهد أعادت إلى الذاكرة تفاصيل من اجتماع مجلس إدارة الهيئة الدولية للأولمبياد الخاص الذي انعقد في 16 نوفمبر 2016.
الأولمبياد الخاص 2019، ليس مجرد تظاهرة رياضية، بل هو رسالة إنسانية تبعث بها الإمارات للعالم أجمع، مضمونها أهمية الدور الذي تلعبه هذه الفئة في مجتمعاتها، ومفردات هذه الرسالة تنطق بقدرة الدولة على توظيف الشراكات المحلية والدولية لإخراج حدث استثنائي يعكس مكانة الإمارات وصورتها العالمية كحاضرة للتسامح والاعتدال
في ذاك الاجتماع، أعطى المجلس، ولعلها المرة الأولى في تاريخه، تزكية بإجماع الأصوات لكي تكون عاصمة الإمارات هي مقر استضافة دورة 2019، وتؤكد هذه التزكية أن ملف أبوظبي مستوفٍ لكل الشروط والمتطلبات، من ناحية البنية التحتية والمنشآت الرياضية ومقر إقامة الوفود وشبكة المواصلات والكوادر الوطنية المؤهلة، وربما الأهم من ذلك هو أن الإمارات تشكل وجهة مثالية لاحتضان هذه المناسبات التي تكرس التواصل والقبول والانفتاح والاحتواء، وجميعها قيم إنسانية نبيلة أرستها ورسختها القيادة الرشيدة.
في حيثيات ملف الاستضافة كانت توثيقات لنجاح الإمارات في استضافة كأس أمم آسيا، وكأس العالم للناشئين، ولسنوية الفورمولا -1، وبطولة أبوظبي لمحترفي الجوجيتسو وبطولة "مبادلة" العالمية للتنس وطواف أبوظبي العالمي للدراجات، هذا فضلاً عن رصيد الإمارات كوجهة رئيسية في ابتكار وتنظيم واستضافة المناسبات العالمية الحاشدة بعشرات آلاف المشاركين والزوار.
يومها أيضاً قيل في سياقات المراهنة الدولية على "أولمبياد أبوظبي 2019"، إنه سيشهد زخماً ابتكارياً في الرسالة الإنسانية وفي تجليات القيمة المضافة، لا سيما أنه يحظى برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ففي هذه السوّية من الرعاية تكون عناصر النجاح مدروسة بالكامل، ومعززّة بنهج مُجرّب في الإبداع وفي اكتمال عزم المشاركات القطاعية لكل مؤسسات الدولة، فالأولمبياد الخاص يشكل جزءاً من الاستراتيجية والرؤى التنموية المستقبلية للدولة التي تحتشد فيها الجهود الرسمية والمجتمعية الأهلية التطوعية ببرمجة عالية الاحتراف.
وهذا ما تأكد منه فعلاً كل الذين شاركوا وشاهدوا انطلاقة مسيرة "شعلة الأمل" عندما حملها أصحاب الهمم من رياضيي الأولمبياد الخاص، مستهلين جولة في الإمارات السبع برحلة ثقافية سياحية على مسار يجوب قرابة 100 معلمٍ شهير، حاملاً معاني إنسانية سامية، وبمشاركة مواطني ومقيمي الدولة.
وحتى تعيد الإمارات وأبوظبي جدولة هذا الحدث على خارطة الأحداث العالمية البارزة، وتجعله نسخة متميزة عن سابقاتها، كانت شركة أدنوك إلى جانب وزارة الداخلية في ترتيبات استلام شعلة الأمل وتنظيم مسيراتها من الرابع وحتى 17 مارس الحالي.
كان لافتاً في الرسائل الاتصالية التي تداولها الإعلام العربي والدولي عن مسيرة الشعلة، حجم التطابق بين أهداف الأولمبياد في تمكين أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع من خلال الرياضة، وبين أهداف أدنوك "متحدون ومستمرون في التزامنا بتمكين التقدم الاجتماعي ودعم جهود الدولة الرامية لبناء مجتمع يحتوي الجميع".
ولم يكن مستغرباً مشاركة أكثر من 3500 من موظفي "أدنوك" في مسيرة حمل الشعلة الاولمبية، أما المتطوعون البالغ عددهم عشرين ألفاً، ونحو 65% منهم مواطنون، فقد تشاركت في حشدهم وتدريبهم العديد من مؤسسات الدولة التي تربت على إرث زايد في إعلاء شأن التطوع وجعله ثقافة وطنية تتجلى بأبهى معانيها في الجهود والأعمال الخيرية والثقافية والإنسانية لدولة الإمارات وهدفها في ذلك "إيصال أصحاب الهمم فوق القمم.. فهم أصحاب همم عالية.. وطموحات كبيرة.. وإرادة قوية" كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
الأولمبياد الخاص 2019، ليس مجرد تظاهرة رياضية، بل هو رسالة إنسانية تبعث بها الإمارات للعالم أجمع، مضمونها أهمية الدور الذي تلعبه هذه الفئة في مجتمعاتها، ومفردات هذه الرسالة تنطق بقدرة الدولة على توظيف الشراكات المحلية والدولية لإخراج حدث استثنائي يعكس مكانة الإمارات وصورتها العالمية كحاضرة للتسامح والاعتدال، علاوة على كون الأولمبياد يشكل "حافزاً لتقديم المزيد من الإمكانيات والخطوات لدمج أصحاب الهمم في مجتمعنا وفي المنطقة والعالم أجمع" كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة