سلطنة عمان في اليوم الوطني الـ49.. أسس استراتيجية لدعم السلام
مع حلول ذكرى اليوم الوطني العماني التي توافق يوم 18 من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، تظهر بوضوح مواقف السلطنة الداعمة لاستقرار المنطقة.
تحتفل سلطنة عمان، الإثنين، بذكرى اليوم الوطني الـ49، في ظل استراتيجيتها الممتدة الداعمة لإحلال السلام في المنطقة والعالم، والتي رسخها السلطان قابوس بن سعيد.
ومع حلول ذكرى اليوم الوطني العماني التي توافق يوم 18 من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، تظهر بوضوح المواقف السياسية العُمانية التي تدعم استقرار المنطقة، والتي تسعى دائما إلى تسوية المشكلات والصراعات عبر الحوار والطرق السلمية.
وليس أدل على ذلك من ألوان علم السلطنة؛ حيث يعبر اللون الأبيض عن إيمان الشعب العماني بالسلام والازدهار.
ويعود اعتماد اللون الأحمر في العلم العماني الذي يرمز إلى المعارك التي خاضها العمانيون لإجلاء الغزاة الأجانب من البلاد، أما اللون الأخضر فإنه يعبر عن خصوبة الأرض ومساحاتها الخضراء.
وتشكلت السياسة الخارجية العمانية وفقا لمجموعة من الثوابت والمعطيات، والتي تأتي في مقدمتها إقامة علاقات صداقة مع العالم، وتعزيز العلاقات الحسنة والمتكافئة.
حسن الجوار
ترتكز السياسة الخارجية العمانية أيضا على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وضرورة احترام القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
وأسهم الموقع الجغرافي للسلطنة في بناء استراتيجية دعم وإحلال السلام في المنطقة والعالم؛ حيث تطل على بحر العرب ومن خلاله إلى المحيط الهندي جنوبا إلى جانب بحر عمان شرقا والخليج العربي شمالا، وتجاور شقيقاتها كلا من المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
لذا، يمكن تفهم تحركها للحفاظ على سلامة الملاحة وحرية العبور وبالتالي الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.
خبرات تاريخية
بيد أن الخبرات التاريخية والأحداث التي شهدتها سلطنة عمان مثلت ركيزة أخرى في بناء استراتيجيتها للسلام.
فقد شهدت السلطنة فترة من التوترات الداخلية قبل أن تتحد تحت راية الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة آل بوسعيد عام 1744م.
وما زالت ذكرى الإمام أحمد بن سعيد موضع احترام وإجلال في سلطنة عمان كمحارب وإداري محنك استطاع أن يوحد البلاد بعد سنوات طويلة من الخلافات والحروب الداخلية.
وهنا، لا يمكن أيضا إغفال التزام سلطنة عمان بالقوانين والأعراف الدولية، باعتبارها عضوا فاعلا في جميع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
لذا تسعى دائما لتعزيز فرص الحوار فيما بينها تعبيرا عن القناعة بأن حل الخلافات بروح الوفاق والتفاهم إنما هو سلوك حضاري يؤدي إلى نتائج أفضل.
ويشير الموقع الرسمي لوزارة الخارجية العمانية في تعريفه بأسس ومرتكزات سياسة السلطنة خارجيا، إلى أن تحقيق الأمن والسلم على المستوى الإقليمي والدولي والحفاظ عليهما أصبح من أهم أهداف الأمم والشعوب، لذلك كانت ولا تزال تعمل بكل جدية من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين.
شخصية السلطان قابوس
وساعدت شخصية السلطان قابوس بن سعيد في بناء أسس استراتيجية السلام للسلطنة، منذ بدء النهضة الحديثة للسلطنة عام 1970.
فقد عمل السلطان قابوس على الانفتاح للعالم الخارجي، ووضع أسس قبول الآخر، لذلك حظيت سياساته بدعم شعبي أكسبه القدرة على التأثير وتحقيق نتائج تنموية واضحة.
من هنا، يمكن القول إن الاحتفال باليوم الوطني الـ49 لسلطنة عمان، يُعَد مناسبة لتسليط الضوء على الدور العماني في دعم السلام، والذي يأتي نتاج تحرك هادئ دون ضجيج.
كما يمثل أيضا فرصة مناسبة ليجدد أبناء الشعب العماني فيها الولاء والعرفان للسلطان قابوس الذي يواصل مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقوة وثقة، وأيضا العمل لصالح السلام والاستقرار في المنطقة وتطوير علاقاتها على نحو يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الأخرى ولصالح المنطقة.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA=
جزيرة ام اند امز