العيد الوطني الـ53 لسلطنة عُمان.. إنجازات تقود لمستقبل زاهر
تحتفل عُمان، السبت، بعيدها الوطني الـ53، في وقت تشهد فيه السلطنة إنجازات واعدة تؤسس لمستقبل زاهر تحت قيادة السُّلطان هيثم بن طارق.
احتفالات ستقتصر هذا العام على العرض العسكري تحت رعاية السُّلطان هيثم بن طارق، ورفع أعلام سلطنة عُمان؛ تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، في ضوء ما يشهده قطاع غزة من حرب إسرائيلية متواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويرعى السلطان هيثم بن طارق، اليوم السبت، العرض العسكري الذي سيقام على ميدان الاستعراض العسكري بقاعدة أدم الجوية بمحافظة الداخلية، بتلك المناسبة.
وفاء وولاء
وتحتفل عُمان بعيدها الوطني في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي يوافق يوم مولد سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، لما شهدته البلاد في عهده من نهضة وتطور في مجالات شتى، فيما بدأ الاحتفال به قبل 52 عاما مع تولي السلطان قابوس الحكم عام 1970.
وكان قابوس أعلن عقب توليه الحكم بدء انطلاق مسيرة نهضة السلطنة العمانيّة، وعلى أثرها بدأت مرحلة بناء الدّولة الحديثة.
وبعد توليه مقاليد الحكم 11 يناير/كانون الثاني 2020، وجه السلطان هيثم بن طارق باستمرار يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني يومًا وطنيًّا للنهضة تحتفل به السلطنة كل عام، في لفتة طيبة تعبِّر عن أصدق مواقف الوفاء والصدق وأنبل المشاعر تجاه السلطان الراحل.
وفيما يعد السلطان قابوس مؤسس نهضة عمان الحديثة، فإن خلفه هيثم بن طارق أسس عقب توليه الحكم مرحلة أخرى من نهضة عُمان المتجددة، وضع بعض ملامحها في رؤية "عُمان 2040".
وتحل ذكرى العيد الوطني الـ53 في وقت تمضي فيه عمان قدما لتنفيذ الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، التي انطلقت بداية من يناير/كانون الثاني 2021، وستنفذ على مدى 4 خطط تنموية متتالية استهلتها السلطنة بانطلاق خطّة التّنمية الخمسيّة العاشرة (2021 ـ2025)، والتي تعبر عن التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً لعُمان.
ويحيي العمانيون تلك المناسبة المهمة وهم يستذكرون إنجازات السلطان الراحل ويعبرون عن الشكر والولاء للسلطان هيثم بن طارق، معربين عن فخرهم بالمُنجزات والعطاءات المتواصلة لمسيرة الخير والبناء بقيادته.
إنجازات تتواصل
وتأتي الاحتفالات بعد 4 أيام من افتتاح السلطان هيثم بن طارق دور الانعقاد السّنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان، المكون من مَجْلِسِ الدَّوْلَةِ (المعين)، ومجلسِ الشُّورى، الذين تَمَّ انتخاب أعضائه قبل نحو شهر، عبر أول انتخابات برلمانية في عهد السلطان هيثم بن طارق.
وألقى السلطان هيثم بن طارق خطابا خلال الافتتاح أبرز خلاله "ما تَحَقَّقَ خلالَ الأعوامِ الأربعةِ الماضيةِ من إنجازاتٍ متواصلةٍ في مسارِ التنميةِ الشاملةِ"، ورسم خلاله خارطة طريق لتعظيم الإنجازات القائمة في مختلف المجالات في إطار "رؤية عُمان 2040".
وبين في خطابه أن البلاد "تَمَكَّنَتْ من تحقيقِ نتائجَ طيبةٍ، وإنجازاتٍ مهمةٍ، على الصعيدِ الاجتماعيِّ والاقتصاديِّ والأداءِ الماليِّ بالرغمِ من التحدياتِ التي واجهها الاقتصادُ العالميُّ".
وأكد العزم "على الاستمرارِ في بذل المزيدِ من الجُهُودِ لتنويعِ مصادرِ الدَّخْلِ الوطني، من خلالِ زيادةِ الإيراداتِ غيرِ النفطيةِ؛ لضمانِ استدامةِ الماليةِ العامةِ للدولة".
وقال: "لنْ نَتَوَانَى عن بذلِ كلِّ ما هو متاحٌ لتحقيقِ ما رسمْناهُ من أهدافِ وتطلعاتِ رُؤيةِ عُمانَ 2040 .".
وعرض السلطان هيثم بن طارق ملامح من أبرز الإنجازات التي تحققت ومنها:
• إعادةَ هيكلةِ الجهازِ الإداريِّ للدولة.
• تطويرِ منظومة القضاء وتَعْزِيزِهَا بالقُدُراتِ البشريةِ.
• إصدار تشريعات جديدة لمواكبة التطورات التي تشهدها البلاد في مختلف مناحي الحياة.
كان من أبرز تلك التشريعات إصدار قانون الحماية الاجتماعية في يوليو/تموز الماضي والذي يعد نظاما شاملا ومتكاملا يرتقي بجودة الحياة ويحقق فوائد شتى للمجتمع بما يتماشى مع رؤية عمان 2040، وصدور قانون التعليم المدرسي في مايو/آيار الماضي الذي يرسّخ سُموّ ورقيّ مهنة التعليم ووجوب الإسهام في حفظ مكانة المعلّم وتعزيزها ودوره الفاعل في تنشئة أجيال هذا الوطن
• استمرارِ مسيرةِ تطويرِ قطاعاتِ الصحةِ والتعليمِ والخدماتِ.
• الاهتمامَ بتنميةِ المحافظاتِ وترسيخِ مبدأ اللامركزيةِ.
وقد تم دعم هذا النهج بإصدار نظام المحافظات وقانون المجالس البلدية لتمكين أبناء سلطنة عُمان في كل محافظة من الإسهام في بناء الوطن.
• ترسيخِ الهُويّةِ الوطنيةِ، والقيمِ والمبادئِ الأصيلة، إلى جانبِ الاهتمامِ بالأسرة.
• دعم المؤسساتِ التعليميةِ، والمراكزِ البحثيةِ والمعرفيةِ بجميعِ مستوياتِها.
• ر بطِ مناهجِ التعليمِ بمتطلباتِ النموِ الاقتصادي، وتعزيزِ فرصِ العمل.
وفي هذا الصدد شهد العام الدراسي الحالي بدء تطبيق نظام التعليم المهني والتقني في عدد من المدارس، لتمكين طلبة الصفين الحادي عشر والثاني عشر من اختيار مسارات تعليمية ضمن مجموعة من المجالات المهنية والتقنية من ضمنها تخصصات هندسية وصناعية.
• الاهتمام بالاقتصادِ الرقميِّ كأولويةً ورافدًا للاقتصادِ الوطني.
• التوجيه بإعدادِ برنامجٍ وطنيٍّ لتنفيذِ تقنياتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ وتوطينِها.
• معالجةِ التأثيراتِ المتعلقةِ بتغيرِ المناخِ، والبحثِ عن مصادرَ للطاقةِ المتجددةِ النظيفةِ لتحقيقِ الحيادِ الصِّفْرِيِّ الكربونيِّ عامَ 2050م، والاستثمار فيها.
إنجازات بارزة
أيضا شهدت البلاد العديد من الإنجازات في مجالات شتى من أبرزها:
• البدء في إقامة مشروع مدينة رياضية متكاملة تستقطب استضافة البطولات والمسابقات على المستويين الإقليمي والعالمي.
• إعداد استراتيجية رياضية تكفل بناء وتهيئة قدرات الشباب واستكشاف مهاراتهم بدءًا من المراحل الدراسية الأولى.
• تدشين مدينة السُّلطان هيثم في مايو/أيار الماضي، التي تعد نموذجًا جديدًا لبناء المدن المستدامة وتحاكي الحياة العصريّة وتطلّعات الشّباب في سلطنة عُمان.
• مواصلة تنفيذ الخطط الاقتصادية والبرامج المالية والاستثمارية في إطار الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025).
• البدء في إنشاء مدينة اقتصادية في محافظة جنوب الباطنة تسمى مدينة خزائن الاقتصادية وإنشاء منطقتين حُرّتين فيها، لتنضم إلى المنطقة الحرة بصحار والمناطق الصناعية (مدائن) والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمنطقة الحرة بصلالة والمنطقة الحرة بالمزيونة.
نمو اقتصادي
نماذج من إنجازات بالجملة في مجالات شتى، كان لها أثرها على اقتصاد سلطنة عُمان الذي شهد نموًّا بالأسعار الثابتة بلغت نسبته 2.1% خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتمكّن حتى منتصف العام الحالي من تقليص الدَّيْن العام إلى 16 مليارًا و300 مليون ريال عُماني بفضل ترشيد ورفع كفاءة الإنفاق وزيادة الإيرادات العامة.
وسجلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفاعًا بنهاية الربع الأول من العام الحالي بنسبة 23.3% ليصل إلى 21 مليارًا و270 مليون ريال عُماني.
السياسة الخارجية.. نموذج يحتذى
على صعيد السياسة الخارجية، تقدم سلطنة عُمان بقيادة السُّلطان هيثم بن طارق نموذجًا عالميًّا يُحتذى، أساسه الاحترام المتبادل والمصالح والمنافع المشتركة وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول واحترام المواثيق والقوانين الدولية وإعلاء مبادئ السّلام والإنسانيّة والحوار والتسامح.
الأمر الذي جعلها محط ثقة وتقديرِ الوحدات والمنظمات الدولية للقيام بأدوار فاعلة وتحقيق الأمن والسِّلم والاستقرار في عدد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، وأن نهج السلام والتعاون هو السبيل الأوحد والنموذج المثالي الأسلم للمنطقة والعالم.
وعلى صعيد تعزيز العلاقات الثنائية مع دول المنطقة والعالم، قام السلطان هيثم بن طارق بإجراء مباحثات عدّة خلال العام الجاري مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة منهم رؤساء الإمارات وأمريكا وروسيا وسوريا عبر الزيارات المتبادلة أو الاتصالات الهاتفية.
كما قام بزيارة عدد من الدول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وإيران تناولت تعزيز مجالات التّعاون الثّنائي وتبادل وجهات النّظر حول عدد من القضايا الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك.
أيضا تترأس سلطنة عُمان حاليًّا الدورة الـ43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتقوم بجهود بارز لتعزيز التضامن الخليجي.
وقد استضافت سلطنة عُمان هذا العام الاجتماعات الخليجية لمختلف الوزارات والهيئات واللجان المشتركة.
حل أزمات المنطقة
على صعيد جهود لحل أزمات المنطقة، تعمل سلطنة عُمان جاهدة في الوقت الراهن بمساعٍ مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية على وقف إطلاق النار في غزة .
وقدمت دول المجلس خلال اجتماعها الوزاري الخليجي بمسقط الشهر الماضي دعمًا فوريًّا بقيمة 100 مليون دولار أمريكي للمساعدات الإنسانية والإغاثية مع ضرورة تأمين إيصال هذه المساعدات إلى قطاع غزة بشكل عاجل.
وأسهمت سلطنة عُمان في حلحلة عدد من القضايا الإقليمية والدولية المعاصرة منها الأزمة اليمنية بالتعاون مع السعودية والأطراف اليمنية على بذل جهود بنّاءة للوصول إلى حل شامل ودائم يلبّي تطلعات أبناء الشعب اليمني الشقيق كافة.
وعلى الصعيد الإنساني، استجابت سلطنة عُمان للمساعي التي تمت مع إيران وبلجيكا، لتسهيل عملية استلام مواطنيْن نمساوييْن اثنيْن ومواطن دنماركي ونقلهم من طهران إلى مسقط ثم إلى بلدانهم يونيو/حزيران الماضي.
ويحتفي العمانيون باليوم الوطني الـ53 في وقت تمضي فيه بلادهم قدما لتنفيذ الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، وسط تفاؤل بمستقبل زاهر لبلادهم تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
نظرة تفاؤلية تعززها، مشروعات تنموية في مختلف المجالات تهتم بالشباب والمرأة والطفل ومختلف فئات المجتمع، وتؤكدها مؤشرات دولية، حيث قامت مؤسسات التصنيف الائتماني برفع وتعديل نظرتها الائتمانية لسلطنة عُمان، حيث رفعت وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى "BB+" مع نظرة مستقبلية مستقرة، ورفعت وكالة فيتش التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى "BB+" مع نظرة مستقبلية مستقرة في سبتمبر/أيلول الماضي، ورفعت وكالة "موديز" التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى مستوى "Ba2" مع الإبقاء على النظرة المستقبلية الإيجابية.